آخر الأخبار
The news is by your side.

البناء القاعدي والحكم المحلي يتحقق عبر آلية التحول الديمقراطي الجماعي

البناء القاعدي والحكم المحلي يتحقق عبر آلية التحول الديمقراطي الجماعي

سوداني بوست : حسن إسحق

فى إطار برنامج حركة بلدنا لإنجاح الفترة الإنتقالية ، وإستكمال التحول المدني الديمقراطي، نظمت ندوة بعنوان البناء القاعدي والحكم المحلي الضرورة والمطلوبات ، مساء الثلاثاء الماضي ،فى مقر الحركة ، بالرياض ، تقاطع شارع الستين مع أوماك بالعاصمة الخرطوم.

يعتقد المتحدثون أن البناء القاعدي ، يحصن ديسمبر مجيدة من أن تواجه نفس مصير سابقاتها من الثورات، والإشارة إلى خلل بنيوي يتمثل فى الإتفاق على رفض الشئ.

هذه الثورة أزالت الكثير من العوائق، فى الحكومات الفائتة ، كان دور الجماهير أن تمارس التصويت فى الإنتخابات ثم العودة إلي أدراجها، ورفض تكرار الدائرة الشريرة ، (ديكتاتورية – ثورة – ديمقراطية – إنقلاب)، والخروج من هذه الدائرة يتطلب تحقيق التحول الديمقراطي الجماعي الذي يستوعب الجيمع دون إقصاء، عبر آلية البناء القاعدي، وتحقيق ذلك يجب أن يليه تنفيذ ما يلي:

أولها التنظيم المدني.

ثانيا المقاومة المدنية .

الثالثة بناء الأمة .

الرابعة الحكم المحلي .

الخامسة بناء التعاونيات.

السادسة السلام وفض النزاعات.

السابعة المراقبة الشعبية والتعداد السكاني والإنتخابات.

قضايا تمس الجماهير :

بدأ الندوة أحمد الشريف أمادو ، صحفي ومحلل سياسي ، وفى حديثه قال إن ضرورة البناء القاعدي حتى لا يحدث لثورة ديسمبر المجيدة كما حدث فى ثورتي أبريل وأكتوبر والثورة المهدية نفسها، قد يتفق السودانيين حول الأجندة التي يرفضونها، وليس على ما الذي يريدونه؟.

وأشار أمادو ، إلى صعوبة تغيير طبيعة العملية السياسية الفاسدة، وما يجعل هذه الثورة مختلفة عن سابقاتها، بل هي ركزت على سؤال ما الذي نريده؟.

إن ازمة 2018م ، جاءت بعد وعي تراكمي للعقل السوداني لإستيعاب قيم الثورة، ثم أزيلت العديد من العوائق التي جعلتها لا تشبه مثيلاتها، ورددت حرية ، سلام ، وعدالة ، حتى بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وأضاف الشريف ، أن ثورة أكتوبر بحسب البحوث لم تكن حدثا مهما حتي فى مدينة ود مدني، بل هي حدث قام به الطلاب، والجمهور الذي قام بتلك الثورة كان فى الخرطوم، ويعتقد لم تكن هناك قضايا تمس الجمهور، على سبيل المثال، قضية الحرب فى جنوب السودان، والإشتراكية والإسلامية، فى ذاك الوقت القوي التقليدية إستطاعت إضعاف القوى الحديثة التي كان يمثلها اليمين واليسار، وقطعت مسار الإنتقال، وفى قراءة لإحدي الباحثين فى ثورة أبريل لم يكن هناك مكان للجماهير فيها، كان دورها أن تمارس التصويت فى الإنتخابات، أو الإنضمام إلى الأحزاب السياسية ، وحركات ثقافية جديدة تتكلم عن فلسفة الوجودية والتفكيك، وظهور الشعراء ما بعد مارس – أبريل.

تزدهر الإنسانية فى العهود الديمقراطية :

يضيف أحمد ، أن العهود الديمقراطية ، كانت تزدهر فيها الحركة الإنسانية ، مثل الترجمة والفنون والمسرح، وتستوعب أعدادا قليلة ليس لها تأثير سياسي، وهذه المجموعات تهدف إلى خلق أجندة وغايات مركزية لتوسلها بالمركز، ويكرر إن ديسمبر هي ثورة ما بعد إسقاط النظام، وتوفر فيها شرط لم تتوفر فى الثورات السابقة، تمثل فى طريقة التواصل بين كل المجموعات السودانية، أدت إلى توسيع الطبقة الوسطى، هذا يعني أن الجماهير لن تختفي من المشهد وتظهر فى فترات الإنتخابات.

وأوضح أمادو ، أن كثيرين لم يتوقعوا أن تستمر لجان المقاومة.

أضاف أحمد ، أن وجود قدرة على التواصل بين السودانيين تؤسس لقيام شئ مختلف، وتساؤل كيف يجعل من ثورة ديسمبر أن تكون الأخيرة؟.

الضرورة أن يقوم الشعب السوداني بثورة مرة أخرى، وتأسيس بناء قاعدي للمجتمع المدني ، يكون قادرا على إستبدال القيادات التي تتولى العمل فى الشأن العام، وفى حال عدم خلق مجتمع مدني ديمقراطي قوي ، سوف تتعرض لإنتكاسة، وضرورة البناء القاعدي أن يكون فى كيان موازي لجهاز الدولة، وقادر على التفاوض معها، وهدف هذا البناء أن تبدأ السلطة من القاعدة.

يرى أمادو ، أن السلطة السياسية التي تشكلت بعد الثورة حتي الآن ليس لها وجود تحتي، وعلى القاعدة أن تأخذ الحكم ثم تفرضه كواقع، وهذا العمل يحتاج إلى منظمات مجتمعية مدنية على أن تكون قادرة على القيام بهذا الدور، وأن يكون فى إتحادات ونقابات وجمعيات مصالح خاصة ، وأن يكون لها أساس قاعدي قوي تحكمها علاقات ديمقراطية حقيقية.

ويضيف أحمد ، أن مثل هذا العمل يؤدي إلى عمل مختلف وفى كل العالم تحدث بهذا الشكل، وهذا يتم عبر البناء القاعدي.

إرجاع الروح الثورية :

يقول عبدالمنعم عثمان ، عضو اللجنة التنفيذية للجنة مقاومة الصافية ، أن تجربتهم كانت سابقة للمعرفة ولم تكن معروفة لديهم، قبل سنتين كانت فى نقاشات بين أعضاء اللجنة تحاول الإجابة على أسئلة حول مشاكل واجهتهم فى مسيرة الثورة، وكيفية تجويد عملهم فى اللجنة؟، وكيف يمكن إرجاع الروح الثورية التي بدأت تفقد بسبب الإحباط؟، وكشف أن تجربة الإعتصام كان هناك أفراد يفاوضون بإسم هذه اللجان.

ويرفض عثمان ، أن تكرر دائرة (ديكتاتورية – ثورة – ديمقراطية – إنقلاب) .

يعتقد عبدالمنعم ، أن الخروج من هذه الدائرة الخبيثة من خلال أولئك الذين لهم مصلحة فى التحول الديمقراطي ، (قيادة جماعية) , تمثلهم وتعبر عنهم فى ذات الوقت، يوضح هذا هو البناء القاعدي الذي يريده أن يتحقق.

ونجاح ذلك يتطلب حصر العضوية ، وجلسات النقاش ، والإعلام ، ثم المؤتمر القاعدي،

ويرى عبدالمنعم ، أن صناعة النظام الأساسي يجب أن تبدأ بكل أفراد اللجنة من خلال جلسات تناقش النظام الأساسي، خطوة أخرى تتمثل فى حصر العضوية، وعمل إستمارة جديدة للأعضاء المنضمين كمحاولة لتوسعة المشاركة.

وأشار عبدالمنعم ، إلى جلسات النقاش والإعلام ، كانت تهدف إلى جمع أهل الحي فى اللجنة، ثم القيام بجلسات نقاش تخاطب أي قضية من قضايا التحول الديمقراطي.

وذكر عبدالمنعم ، كانت هناك جلسة نقاش مع مصابي ثورة ديسمبر ، وتلتها جلسة البناء القاعدي ، والعدالة الإنتقالية ، ثم جلسة إصلاح المؤسسات العسكرية.

البرنامج المدني للجان المقاومة:

يضيف عبد المنعم ، جلسات النقاش ساهمت فى تسجيل أعضاء جدد للجنة المقاومة والجانب الإعلامي يساهم فى نشر الفكرة ، إما عن تصوره للمرحلة القادمة، وكشف عن خطوط عريضة لبرنامج مدني، وأن يخضع للتشاور مع لجان المقاومة الأخرى.

وهذا البرنامج به سبعة بنود، أولها التنظيم المدني، ثانيا المقاومة المدنية ، والثالثة بناء الأمة ، والرابعة الحكم المحلي ، والخامسة بناء التعاونيات ، والسادسة السلام وفض النزاعات ، والسابعة المراقبة الشعبية والتعداد السكاني والانتخابات.

وأوضح عبدالمنعم ، الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم لهم تجربة ثرة يمكن أن تستفيد منها لجان المقاومة.

أشار عبدالمنعم ، إلى أن كثيرين يعتقدون أن البناء القاعدي يأخذ مدة من الزمن، يرى عبدالمنعم أنها الخطوة الغولى فى مخاطبة المشاكل، وإعترف أنها تأخذ هذه المدة، بسبب عدم وجود تجارب سابقة أمامهم، والبناء القاعدي يولد إحساس المسؤولية الفردية للبناء.

فرملة الإجهاض المستمر :

بينما يري الدكتور خالد طه عثمان ، رئيس مكتب الدراسات والبحوث ، بحركة ’’ بلدنا‘‘ ، أن الإلتزام بالبناء القاعدي يساهم فى فرملة الإجهاض المستمر لمراحل الإنتقال ، من فجر تأريخ السودان إلى الآن، وبعد ديسمبر يجب أن تتحقق الدولة المدنية
وترسيخ مفهومها والدولة الوطنية، كذلك ترسيخ مفهوم الديمقراطية ليس بشكلها الفوقي، ديمقراطية تحققها فكرة البناء القاعدي التي تترجم فى مصطلح الديمقراطية التشاركية.

يعتقد عبدالمنعم ، أن الديمقراطية الحقيقية تأتي من أصغر مكون مجتمعي ، ذو الإختلافات المتعددة، يرى الحقوق المدنية والسياسية فى غياب الحقوق الإجتماعية والإقتصادية تصبح أقرب إلى الوهم، وأشار إلى جوهر الحكم اللامركزي والمحلي وتجارب السودان السابقة.

أوضح عبدالمنعم ، أن جوهر الحكم اللامركزي ، يقوم على المشاركة من أقل وأصغر قاعدة، بأن تكون مشاركة شاملة لا تستثني أحدا، مع كل مكونات الشعب السوداني، ثم الإستقلالية لأصغر المكونات، ثم الإستقلالية المالية ، التي تتوفر إلى أصغر مكونات الحكم اللامركزي، والدعم الذي يأتي من المركز يجب أن يكون غير مشروط، أن تكون هناك ضوابط تضمن الإستقلالية.

يشير عبدالمنعم ، إلى أن الحكم المحلي يقوم على البناء القاعدي.

ويطالب عبدالمنعم ، بأن يختار المكون القاعدي ممثلين ثم ينتخبهم، ويرفض فكرة سيطرة النخبة على إصدار قوانين فوقية.

إن فكرة البناء القاعدي هي ثورة حقيقية، ثورة ديسمبر تراكمية حققت الإسقاط الفوقي لرؤوس النظام، وما يضمن إستمرارية هذه الثورة ، يتمثل فى فكرة البناء القاعدي.

إحتلال الفضاء العام وكسر حاجز الخوف:

يرفض خالد ، إصدار من النخبة وفرضها على الأغلبية، يرى أن فكرة البناء القاعدي فى حد ذاتها ثورة حقيقية وساهمت فى الإسقاط الفوقي لرؤوس النظام، والشباب صانعو الثورة إحتلوا الفضاء العام وكسروا حاجز الخوف، أصبحت الردة مستبعدة ومستحيلة، يمكن أن يحدث قمع لكن هذا القمع يمهد لثورة قادمة، وما يضمن إستمرار ثورة ديسمبر المجيدة ، يتمثل فى مفهوم البناء القاعدي، ومن ضحي من أجل هذه الثورة أغلبهم من الشباب، والنظام السابق دمر البنيات التحتية للأحزاب السودانية وساهم فى إنشقاقها.

وإمتد إلى بنيات العمل النقابي ومنظمات المجتمع المدني، وتحول عمل هذه المنظمات إلى إثراء الموظفين والعاملين فيها.

أدي ذلك إلى إنحرافها عن المسار المفترض أن تقوم به، ومعظم الشباب الذين إحتلوا الشارع لم يكن عندهم تنظيمات سياسية تحرك الشارع، ورفض تسييس العمل النقابي الذين يقوم به الشيوعيين واليساريين، يري أن ديمقراطية البناء القاعدي تهدف إلى رفض هيمنة النخب السياسية على المشهد السياسي، وتحصين أنفسهم عبر ديمقراطية هذا البناء القاعدي حتى يتجنبوا الإختراق من أي جهة، ويكرر أن الهدف من البناء القاعدي حتى لا تسرق جهود الثوار فى النتيجة النهائية، حتى تصل الثورة إلى نهايتها، وكي يتحقق حكم محلي حقيقي يتمثل فى الديمقراطية المحلية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.