آخر الأخبار
The news is by your side.

١٩ديسمبر حراك ثوري مستحق … بقلم: احمد بطران عبدالقادر

١٩ديسمبر حراك ثوري مستحق … بقلم: احمد بطران عبدالقادر

الثورة قيمة أخلاقية رفيعة وحالة شعورية انسانية توحد الوجدان الجمعي للثوار الشرفاء الذين يتصدرون مهام انفاذها رفضا للظلم والفساد والتطلع للوضع الافضل في تحقيق العدل وصيانة مناخ الحرية وسيادة ثقافة السلام.

والثورة يصعب احتواؤها أو انحرافها عن مسارها مهما بلغت قوة العدو لانها تدلل على سلامة الوعي الذي يشحذ الهمم ليتواصل المد الثوري ويتطور يوما بعد يوم ليشكل واقع سياسي معافي تلتف حوله الجماهير وتحميه بفدائية عالية وبسالة نادرة.
ولما كان الثائر انسان سوى يرفض الظلم والفساد من منطلق أخلاقي وقيمي فإن الحالة النضالية تهيمن على مدارك وعيه وتصبح ظاهرة سلوكية للفرد والطليعة التي حملت لواء التغيير وتصدت لمهامه فيكون منهج هذه الطليعة منهج مبدئي والمناضل فيه يقاوم ولا يساوم حتى ينتصر أو تذهب روحه فداء لمبادئه وغاياته المأمولة.
فالشباب الذي خرج بصدور عارية رغم زخات الرصاص و عواصف البمبان والعنف المفرط والقتل المباشر وتحدي نظام البشير الإجرامي ليؤسس دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحكم فدرالي لن يتراجع ولن يلين ولن ينكسر ولن يتوقف عن الفعل الثوري وهو يشاهد المجرمين يتجولون في الشوارع والطرقات وهو إفتقد ارتال من الشهداء مهرا للحرية والانعتاق من نظام الإرهاب الدموي حتي يقتص منهم ويؤسس لدولة العدل والحرية والسلام.

نعرف أن كثيرين صعب عليهم المسير وركنوا للمال والآغراء ولكن هؤلاء ليسو بثوار فالثائر الحقيقي لن يخون عهد الشهدا ولن يبيع مبادئه للعاعة من عرض الدنيا الزائلة ويظل قابض علي جمر القضية بكل تحدياتها وتعقيداتها حتي يدرك النصر ويورث الاجيال القادمة رصيد نضالي ساحر ليحملوا مشاعل رايات التغيير والنهوض بالكيفية الخلاقة و المتاحة برؤية ثاقبة وارادة غالبة فيحسموا المعركة وينجزوا النصر المؤزر بأزالة متاريس الخوف ودك حصون الرجعية وكل اسباب القعود والتخلف والسير القهقري.

فياتي الحراك الثوري الرافض لانحراف الثورة عن مسارها واختطافها من قبل قوي الهبوط الناعم المتحالفة مع بقايا النظام المندحر في١٩ديسمبر ياتي كعمل نضالي مستحق ومكمل للفعل الثوري للانتصار لارادة الجماهير التي قدمت التضحيات الضخمة ولم تري تغييرا يصب في مصلحتها وتحولت سلطة الثورة لايادي عابثة باطشة تخدم مصالحها الطبقية وتسخر قوي الثورة لخدمتها.

فكان لزاما على القوي الحية والطليعة الثورية المعنية بالتغيير اصالة ان تتحرك لتزود عن ثورتها وهذا الحراك الثوري هو بدافع حماية الحرية وسلطة الانتقال وحفاظا علي ما تحقق من سلام رغم التحفظ علي بعض بنوده فيمكن البناء عليه واستكماله.

كما ان عملية الانتقال تتوجب تكملة هياكل السلطة (المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية العليا والمفوضيات) وتشكلها لتقوم بمهامها في عملية البناء الذي تأخر كثيرا بفعل التقاطعات وتغليب مصالح القوي الحاكمة من عسكر ومدنيين على ارادة التغيير.

وهذا الحراك سيبلغ غاياته وعلى القوي الحاكمة الاستجابة له والخضوع لمطلوباته والا تحولوا جميعا لاهداف في طريقه يكون مضطرا لكنسها وازالتها وتصفير عداد الثورة لتنطلق مجددا بعنفوان لا يبقي ولا يزر فتنتصر لغاياتها وتسود قيمها الحقة عدلا وسلاما وحرية و تحولا ديمقراطي حقيقي لصالح دولة الوطن بعد تفكيك دولة التمكين الرجعية المتخلفة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.