آخر الأخبار
The news is by your side.

 يسألونك عن حديث البرهان وحوار لقمان وعن التجربة الحزبية في السودان

رؤي متجددة … بقلم: ابشر رفاي

 يسألونك عن حديث البرهان وحوار لقمان وعن التجربة الحزبية في السودان !!!
في الوقت الذي تمثل فيه البرامج عموما والبرامج الاعلامية والثقافية علي وجه الخصوص تمثل اوعية ومواعين حاصدة لمنتوج الرؤي والسياسات والخطط ، يمثل المواطن والقارئ الكريم الرقم الاول في منظومة قياس الرأي حول الموضوع المحدد والبرنامج المعين ، هذا.

وفي السياق جهات كثيرة من السادة القراء الكرام قد هاتفتنا في الايام القليلة الماضية مبدية اعجابها بشأن حلقات برنامج البناء الوطني اعداد وتقديم السيد مدير الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون القومي دكتور لقمان احمد.

ومن الحلقات موضوع التعليق الحلقة التي استضيف فيها رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ، والحلقة التي ضمت عددا من رموز الحرية والتغيير دكتور ابراهيم الامين الاستاذ ياسر عرمان والاستاذ خالد سلك وغيرهم و الذين شخصوا بشفافية شديدة تحديات الثورة وفرص البناء الوطني الكبير في انتظار فعل وتفعيل الارادة السياسية والشعبية والمسئولية الاخلاقية تجاه خيارات الحلول المنطقية و الموضوعية العادلة بعيدا عن الشنان والشتات والشطط الحزبي الانكفائى ، رفعا لقدر الثورة وشعارها ولفترتها والياتها الانتقالية.

حديث البرهان حسب متابعات ورصد القارئ الكريم لتلك الحلقة قد تناول موضوعات في غاية الاهمية واهميتها تكمن في انها هي المسئول الاول عن بناء وبعثرة بناء قواعد الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد الا و هي مسألة الحزبية وتحديات البناء الحزبي والبيئة الحزبية في السودان فالحزبية او باسمها هي التي ظلت تحكم وتتحكم في مقاليد الامور بالبلاد منذ رحيل الاستعمار والي الان وربما مابعد الان ، اذا لم تصحح الاوضاع والبيئة الحزبية بصورة حازمة وحاسمة ، فالحزبية هي التي توجت الزعيم الازهري كاول رئيس وزراء للسودان في ١- ١ – ١٩٥٦ وهي نفسها من وراء تسليم انقلاب الفريق ابراهيم عبود لمقاليد الامور بالبلاد في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ ، وهي نفسها التي اطاحت بعبود في ٢١ اكتوبر ١٩٦٤ واتت بالسيد سر الختم الخليفة رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية وقتها ١٩٦٤ — ١٩٦٥ ، والحزبية ذاتها هي التي حكمت حقبة الديمقراطية الثانية ١٩٦٥ — ١٩٦٩ ، والحزبية نفسها هي التي خططت ونفذت انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ بواجهة علمانية عسكرية بحتة ، والحزبية نفسها هي التي ساهمت بشكل او اخر في انهاء حقبة الرئيس نميري من ١٩٦٩ الي ابريل ١٩٨٥ والحزبية نفسها هي المتهم الاول في الهندسة الاعدادية والاخراجية للفترة الانتقالية ١٩٨٥ — ١٩٨٦ .

والحزبية نفسها هي التي حكمت فترة الديمقراطية الثالثة ١٩٨٦ الي ١٩٨٩ . والحزبية نفسها هي المخطط والمنفذ الاول لانقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ بواجهة اسلامية ، والحزبية نفسها هي التي استأثرت بالوطن وبطريقة اقصائية انكفائية علي مدي ثلاثة عقود .

والحزبية نفسها بمرجعياتها السياسية والطائفية والايدلوجية المستجلبة وغير المستجلبة والحزبية المسلحة هي التي حاصرت الوطن والمواطن والنظام السابق علي مدي ثلاثة عقود حاصرته علي طريقة علي وعلي اعدائى ، وعلي طريقة الشر يعم ، وقد عم بالفعل والكل (بمنجله) يحصد اليوم ثماره المر اطفال رضع وبهائم رتع وشيوخ ركع وشباب يكابد الحاضر ولايسأل قتامة عن اشياء تسوء له مثل المستقبل القريب والبعيد ، والحزبية نفسها نجدها قد لبت دورا واخر في اسقاط النظام السابق ، والحزبية نفسها متهمة بانها كانت تقف مباشرة او بالطوالة تقف من وراء المجلس العسكري الانتقالي لثورة ١٩ ديسمبر ، والحزبية نفسها بواجهاتها العلمانية هي التي استولت وتستولي الان بواجهة الحرية والتغيير تستولي تماما تخطيطا وبرامجا وتنفيذا تستولي علي ثورة الشعب والشباب والمستقلين .

اذن الحزبية تمثل اكبر التحديات والمهددات الكامنة والمحيطة علي مكتسبات البلاد ، فاي كلام ومساعي حول الحرية والسلام والعدالة والاستقرار المثالي في السودان دون ان يبحث موضوع البيئة الحزبية بصورة جادة تكون المسألة كمن يحرث في البحر او يحرسه متلاطما ، نعم قد لاحت عبر تاريخ البلاد اكثر من فرصة ذهبية امام مشروع الحزبية المقتدرة كما ونوعا يمكن عبرها تستطيع تطوير نفسها وصولا للنموذج الحزبي بالبلاد ولكنها بكل اسف لم تكن الحزبية راغبة ،.

والذي رغب منها ذهب في اتجاهين الاول هدف الي الاستقطاب والاتجار السياسي الرخيص في البيئة والحواكير الحزبية ، والثاني مضي في اتجاه السيطرة والتجميع ( والزربنة) الحزبي ، وكذلك من الفرص الضائعة فرصة نظام الاتحاد الاشتراكي في مايو ، ثم فرصة النظام السياسي في بواكير النظام السابق الذي جاء بكلمة حق اريد بها لاحقا باطلا حزبيا مشينا ، ثم ضاعت تجربة وتجارب الاحزاب التقليدية التي اثرت حياة التحكم الحزبي بصورة مباشرة عبر الزول وغير مباشر عبر الرموت كنترول والاحزاب الحديثة ضاعت تحت لعنة كثرة الحديث وملاعن مستحقات الحداثة ضاعت التجارب دون التطوير وترقية البناء الحزبي علي مستوي المفهوم والمضمون والممارسة والمقارنات والمقاربات .

ثم ضاعت فرصة انشاء برتكول للقضايا والبيئة الحزبية في اتفافية نيفاشا ، ثم ضاعت مرة اخرى في اتفاقيات ابوجا ون وتو ، وضاعت بعد الثورة في عند الميثاق السياسي والوثيقة الدستورية ، وربما ضاعت تحت اقدام مسارات سلام جوبا ثم لا احد يدري هل يؤحذ بها في مفاوضات الحلو وعبد الواحد وغيرهم ام موضوع الحزبية والبيئة الحزبية يطلع به كمبادرة وطنية كبري يطلع به المجلس السيادي والوزراء والحاضنة السياسية باعتباره من اكبر المشاريع التي تستحق اعمال جهود الحرية والسلام والعدالة ف ظل الفترة الانتقالية ان كنا نتحدث بحق وحقيقة عن مشروع عدالة انتقالية اخلاقية تمهد لمشروع عدالة مستدامة اكثر اخلاقا ولسع الكلام حول موضوع البرهان ولقمان يتدافع بسيقان العبارات ومناكب الكلمات ونفس الحقيقة الحامي دون تكمكم وكمامات

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.