آخر الأخبار
The news is by your side.

وتتجدد ذكرى الوجع … بقلم: جعفر عباس

وتتجدد ذكرى الوجع … بقلم: جعفر عباس

اليوم 3 يونيو تتجدد ذكرى الوجع عندما خطط العسكر ونفذوا مجزرة أمام القيادة العامة عام 2019، وبعد قليل ستخرج مواكب لإحياء الذكرى، وتجديد العهد للشهداء “دم الشهيد ما راح لابسينو نحنا وشاح”.

ولن تكون هناك هتافات موحدة خلال المواكب لأن بعض المشاركين فيها يرفع شعار إسقاط الحكومة الراهنة، وهو مطلب على مشروعيته يفتح الباب أمام سيناريوهات من بينها جر البلاد الى حالة من التيه، فرغم ان معظم قوى الثورة متفقة على ان الحكومة عاجزة بسبب أدائها المخيب للآمال، إلا أن هناك إدراكا بأن المكون العسكري الذي حاول اختطاف الثورة وضلَع في مجزرة 3 يونيو باعتراف شمس الدين كباشي، سيكون المستفيد الأول من سقوط الحكومة، بل هو سبب رئيس في إضعاف الحكومة وبين يديه موارد بمليارات الدولارات وآلة عسكرية شرسة لم يتردد ولن يتردد في استخدامها لتعزيز نفوذه كمان وكمان مستقويا بشركائه الجدد في الحركات المسلحة.

وحتى المطالبة بطرد العسكر من مجلس السيادة حلم غير قابل للتطبيق ما لم تتعرض الوثيقة الدستورية للتمزيق، فقد بَصَمت قحت على تلك الوثيقة بحضور شهود دوليين، ومنحت العسكر سهما كبيرا في السلطة، وإذا أردت ان تطاع فاطلب ما هو مستطاع، فالجدير بالإسقاط والقابل للإسقاط هي قحت، ولو تخلصنا من قيادتها الانتهازية الحالية وتمت إعادة صياغة مواثيقها صار من الممكن وضع حد للمحاصصات وتقاسم الكعكة بين الأحزاب وتشكيل حكومة كفاءات حقيقية مهمتها تحقيق شعارات الثورة ومطالب المواطنين.

ويبقى المطلب الذي لا تنازل عنه هو الاقتصاص للشهداء، وعلى وجه السرعة فهناك من يتربص برموز الثورة، ويمارس بحقهم القتل المستهدف، وكان آخرهم الشهيد ود عكر الذي تم اختطافه وقتله تعذيبا، بل وبلغ من وحشية قاتليه ان قصوا شعر رأسه ووضعوه في جيب بنطلونه.

ولهذا لابد من فضح القتلة الذين يجلسون على كراسي الحكم ثم تقديمهم للمحاكمة، وعندها يصبح حلم تشكيل حكومة تمثل الثورة قابلا للتحقيق، ولكن مهما شغلتنا أمور شظف العيش وقسوة الحياة سنظل نتذكر كيف: في يونيو سال الدم غزير/ والنيل ختف لون الوجع ./ كم زول صبيحة العيد هناك/ فات للقيادة .. وما رجع / كم زول هتف شايل حلم/ جواهو والحلم انقلع/ ما كان مجرد اعتصام/ كان معجزة هذا الزمن/ كان التوحد والسلام/ كان انعكاس أجمل وطن

الرحمة والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.