آخر الأخبار
The news is by your side.

قصة قصيرة…إغراء أسمرات

قصة قصيرة…إغراء أسمرات

بقلم:محمّد هارون عمر

نظرات الكهل المرعبة، تلتهم جسدها إلتهامًا، عيناها النجلاون بين لحظ وغض. تنثر البسمات بدرّها توزّع الشاي والقهوة على الشباب الذين ينافسون العجوز في النظرات الثاقبة التي تخترق دثارات ووشاحات الجسد. أكثر من الإسئلة مستقرئًا مستقصيًا كرجل مخابرات.؛ سجعت عشرات المرات أنا اسمرات تسفاي طالبة بجامعة اسمرا لاجئة هاربة، مهاجرة لأوربا. مافتئ يرنو وقلبه يهفو. عرض لها مايسيل له.لعاب قارون وظيفةمديرة أعماله، أو تأسيس كافتريا ضخمة وسط الخرطوم، أو مول؛ في الرياض.

وهذه السيارة البرادو الحسناء الفضيّة المنيفة مهرة ذلول للإمتطاء. .. اشاحت برأسها عن الأغواء والأغراء. مابرحت تقدِّم خدماتها للشباب بشارع النيل.هي حسناء غادة فاتنة ساحرة. ما أكثر زبائنها! ما أجمل وجهها المشرق! كرهت ثرثرة العجوز الببغائي الشهواني الثري وهو يلوّح بمفتاح سيارته المهمة، أغتاظت أيما إغتياظ حينما أحسّت بروحه العدوانية تجاه الزبائن الشباب.

قال لثلاثة اطالوا الجلوس اذهبوا لجامعاتكم أو لتروسكم في. بري أو العباسية. ما أقرب القصر من هنا! أيام الملونيات والتتريس يقل الزبائن. وهو يجنح وينجح في بث الحماس حينما يقول :قوموا للمظاهرات. كان. لايريدها أن تقارن مابين نضارة الشباب ودمامة الشيخوخة! اقترب أكثر من اسمرات وهو يحدق. وجهها الجميل المؤتلق وجسدها النبيل المثالي المكتنز، عرفت نواياه. ذكر بأن. أم. أولاده الكبيرة سقيمة وتعاني من الذهول والذبول. وهو يبحث عن البديل الصغير الجميل النبيل . أتته بثلاثة أرتريين من عترتها زاحموه ونافسوه. وناصبوه العداء، لاخافته ولكن هيهات، سدر في غيّه. وقد أشتعل الرأس شيبـًا.. أحيانًا يمازحها، ويعطيها قيمة خمسين شايًا. . أشاحت برأسها في كبرياء، اعترضت أمتعضت تمرًدت، لم يرعوِ.

وفي ذات مرة احضر جوال سُّكر وكرتونة شاي. رفضت الهدية انزلها من السيارة وولى الأدبار. وضعتها له عند صاحب البقالة. احرجته ولكن هيهات أن يتخلى عن عناده و ضلاله. حب من طرف واحد، هي في الثلاثين. وهو يناهز الثمانين. ألتمس منها أن تذهب معه يوم الجمعة لترى عقاراته المنتشرة في. وسط الخرطوم. وأيضًا رفضت. سلَّط عليها. رجل مباحث مراوغ كنوع من الإبتزاز سألها عن إقامتها وهددها بالسجن، ولكنها لم تتحرك قيد أنملة. لابد من روما وإن طال السفر قال. بأنها لن تحتاج إذا تجاوبت – لأسمرا أو روما إنه قارون، وأخيرًا ذهب وأشترى مجوهرات ثمينة غويشة وسلسل وحلق ودبلة وخاتم من الماس. وضعها في ظرف كهدية. اومضت بأسنانها البراقة أستلمت الهدية. وقالت له : الرد غدا. كان يحلم بأن تكون اسمرات ضمن مقتنياته الجميلة.
وفي اليوم التالي أوقف السيارة قرب دوحتها لزيادة. إكسسوارات الإغراء والإغواء، دفع قيمة الشاي لكل من أتى، ثم أمرهم بالمغادرة للملونية. كانت رجله الشمال شبه مشلولة، يسحبها سحبًا وهو يتوكأ على عصا.ولكنه يتحامل على نفسه ويمشي ببطء دون عصا من السيارة. للدوحة؛ لكي يقنع أسمرات بأنه قوي وشاب. وهي تدرك بأنه سبعيني متهالك. أفرنقع الشاب بعد دلوك الشمس للمغيب. وضعت الهدية في ظرفها. واعطته. هدية أخرى عبارة. عن عصا ليتوكأ عليها ومسبحة، وضعتها أمامه ثم سجعت : شكرًا استعن بالمسبحة في صلاتك. والعصا في مشيك. أطرق وجم عبس بسر، كشّر، توهّج طقم أسنانه الصناعي الذهبي البارز ، وبأنامل مرتعشة أودع المجوهرات جيبه العميق . تحرّكت يده الشمال الراقصة بايقاع غريب كعازف ماهر يعزف بريشة على عود؛ بسبب علِّة الشلل الرعاش. بدأ يسحب رجله المشلولة نحو السيارة كذيل ثعبان هرم، وهو يتمتم ويهمهم ويغمغم كئيبًا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.