آخر الأخبار
The news is by your side.

شهيد الكلاكلة.. دولة بلا لوحات..! … بقلم: عثمان شبونة

شهيد الكلاكلة.. دولة بلا لوحات..! … بقلم: عثمان شبونة

* مع سقوط دولة العدل في ظل حكومة (الرماد) الحالية؛ وتشجيعها على الإفلات من العقاب بتقاعسها عن مهامها؛ كان لابد أن يستمر النهج الإجرامي الذي وصم سنوات حكم الإسلامويين؛ واعتمادهم على القتل كوسيلة مفضلة لإخراس الخصوم والإعتقاد بأن تصفيتهم تحافظ على أركان دولة الظلم.

* بنفس الأسلوب الذي كان متبعاً في العهد البائد تم استدراج شهيد الكلاكلة بهاء الدين نوري رحمه الله.. وما يؤشر للنوايا السيئة أن مستدرجيه كانوا يركبون عربة بدون لوحات.. لا بلاغ ولا نيابة ولا تحري ولا شرطة.. هكذا دولة المليشيات تفعل ما تريد خارج نطاق القانون؛ ورغم أنف (أتخن تخين) فيه..! ما العجيب في ذلك؟! فهم يريدونها دولة (بلا لوحات) وليست دولة مدنية.. فلو كان للمدنية شأن لدى المتنفذين لما حطت المليشيا قدم على الأرض وتسلطت..!

* الجريمة التي راح ضحيتها شاب أعزل ومكافح؛ ليست صدفة؛ بل هي أقرب إلى الإفتعال؛ عسى أن تضفى بعض الركام على جرائم سابقة (كما نبهنا لذلك كثيراً).. وهكذا في كل مرة يفجع الشعب بقتيل جديد بعد مجزرة فض الإعتصام؛ والتي يعتبر حميدتي قائد المليشيا أحد المشاركين فيها مع عسكر ذلك المجلس العسكري المشؤوم.. هذا المكون الدموي الإجرامي ينام ويصحو آملاً بأن تصبح المجزرة ذكرى منسية (بتراكم الجرائم)!!

* الجريمة التي راح ضحيتها شاب عزيز ومحترم؛ ليست صدفة؛ فقد يكون دافع الإرهاب فيها غاية للقتلة؛ حتى تصل رسالة التخويف إلى شعب حاشاه أن يكون جباناً.. وقادة المليشيا يعيشون في هواجس ما ينتظرهم من مصير مقابل ماضيهم بحمله الثقيل القذر.. وبالتالي يتوهمون بأن نشر الرعب بهذه الطريقة الإرهابية سيؤمنهم حين تصبح الجهات كلها ضدهم في يوم يرونه بعيداً..! فهذا النهج الذي يتبعونه بكل صلف وتحدٍ ضد البلاد ومستقبلها وضد مكوناتها المدنية والنظامية؛ سيودي بهم إلى هوَّة اتسعت لطغاة قبلهم.

(2)

* قبل الخوض في تفاصيل لاحقة حول ما جرى للشهيد بهاء الدين؛ تأخذ الأسئلة الأولية طابعها الجماعي:

ــ لماذا فقدناه؟! لماذا أُستدرِج أصلاً قبل أن نفتقد وجوده وتُفجَع أسرته؟! وأي ذنب جناه؟!

ــ بأي قانون امتلكت المليشيا البربرية سلطة الإعتقال؟! وبهاء الدين العامل البسيط لا تابع لمليشيا ولا هو عسكري..!

ــ لماذا لا يتم حل أجهزة الشرطة والأمن والقضاء والنيابة إذا كانت المليشيا وضباط الخلاء (الجنجويد) أكبر من هذه الجهات في ظل الدولة المدنية المزعومة؟!

* تقول أسرة بهاء أن عليه آثار تعذيب وجثمانه مضرج بالدماء.. بينما طالعنا تعليقاً خائباً وبارداً (كمشاعر حمدوك وجماعته)! التعليق من المتحدث الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح.. أنقله باختصار وتصرف عن صحيفة الراكوبة.

* فيصل أقر بأن وفاة بهاء الدين حدثت بأحد مراكز مليشيا حميدتي أثناء التحقيق معه..!

ــ السؤال: لماذا يحققون معه.. وبأيّة صفة؟؟!!

* فيصل لم يقل أن شهيد الكلاكلة مات تحت التعذيب.. بل قال إنه توفى أثناء التحقيق.. مما يعني أن الوفاة عادية..!

ــ هل عند فيصل اليقين بأن الوفاة طبيعية؟! وكيف يصرح بذلك قبل أن تنجلي الحقيقة القاطعة؟!

ــ هل نصدق فيصل (لسان الحكومة) أم نصدق ذوي الشهيد (أهل الوجعة)؟!

ــ ما الذي أوصلنا لهذه الفوضى وهذا السخف المتعاظم عقب ثورة عظيمة؟!

* الإجابة:

* إنه التهاون الكبير تجاه جرائم القتل خارج نطاق القانون.. وإنه إندحار العدل نفسه في زمن بيع الذمم وبيع الدم..!

* إنه السعي المحموم وراء المنصب (كغاية) تهون دونها الأرواح..!

* إنه الخضوع للحثالة التي تركها (مجرم القرن) البشير وعصابة الحركة الإسلاموية.

* إنها النفوس الرخيصة المرتعشة السخيفة التي تنظر إلى المليشيا كما لو أنها (دولة) تلبي تطلعاتهم الشخصية في كل شيء (ماعدا عافية البلاد)..! فالرجوع بالوطن للخلف (بلا لوحات) يبدو ممكناً نظير بقاء المناصب الحقيرة والمخصصات؛ ولتفعل المليشيات والعربات المجهولة ما تشاء؛ كما كان يفعل عتاة الإجرام قبلهم (من جهاز الأمن وكتائب الظل)..!

* أي هوان نحن فيه؟ وأي إنفلات يعيشه الوطن في ظل (المنفلتين) بشهواتهم نحو الكراسي وليس لهم موقف (رجال) حازم وحاسم تجاه مليشيا تسعى لوطن (بلا لوحات)؟! مليشيا لا تحترم إنسان ولا قانون.. ويرى قادتها أنهم (ضباط بالجد) في أكبر ظاهرة (عالمية) لإهانة الرتب العسكرية الصحيحة وإهانة الشعب كله.. فإلى متى سيظل الصمت على عار اسمه (المليشيات)؟!

أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.