آخر الأخبار
The news is by your side.

رسالة موجعة لوزيرى الخارجية والداخلية وقنصلية السودان العامة بجدة !!!

كلام بفلوس … بقلم: تاج السر محمد حامد

رسالة موجعة لوزيرى الخارجية والداخلية وقنصلية السودان العامة بجدة !!! .

مدخل ،،
فى كثير من الأحيان تعكس ألسنتنا ماتغمره قلوبنا فنجيش المودة لبعضنا البعض فى حالة صفاء النية وصدق المشاعر .. ولا يدرى طعم الغربة إلا من تجرع كؤوسها فألفت نفسه سهولة الحياة وماتريده تأخذه هذا القليل الذى أذكره فقط من المساوئ وأحره وطأة على القلب وأوجعه وقعا على النفس ما أسطره من كلمات هنا.. ولاخير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها .

دفعنى لكتابة هذه المقدمة ما شاهدناه من تقصير وأضح من القنصلية السودانية العامة بجده تجاة المقدم المرحوم خالد طارق نائب مدير الجوازات بالقنصلية الذى رحل عن هذه الدنيا الفانية أثر حادث مرورى محزن تاركا وراءه جرحا غائرا لا ولن يندمل .. فأقام له الإخوة والأصدقاء والأقرباء عزاء يليق بفقيد الوطن خالد طارق.

وفى هذا الجمع الغفير افتقد الجميع وجود أفراد القنصلية إلا من القليل وازداد الوجع عندما تجاهلت القنصلية إقامة وأجب عزاء للمرحوم داخل مبانيها وللأسف لم تفعل ذلك متعللة بالكورونا علما بأنها من قبل فتحت أبوابها مشرعه وفى بدايات هذا الداء اللعين لاستقبال العزاء فى وفاة السيد الصادق المهدى حيث حضره جمع غفير من المواطنين أليس هذا مايدعو للتساؤل والإستغراب .. ودون ان أدرى رسم التساؤل إبتسامة ساخرة على القنصلية لتجاهلهم رائدا من رواد القنصلية هذا الرجل الذى أدخل فى قلوب المغتربين البهجة والسرور بأخلاقه الحميدة وأسلوبه الرائع فى أداء واجبه تجاه الإخوة السودانيين فى المهجر .. إذن ألا يحق أن يقام له وأجب العزاء داخل بيت السودان ( القنصلية) لكن هيهات.. فالموت قدر محتوم على كل إنسان وهو الكأس الذى يشرب منه كل مخلوق شاء أم أبى وهو الزائر الذى يأتى دون إستئذان .. وهذا التجاهل سيكون يوما مشهودا ومنقوشا على جدار ذاكرة الأسرة بمداد أسود من عسعسة الليل على صفحة بيضاء فى سفر مفتوح يوم انطوت فيه صحائف عين تبكى من خشية الله وجبين ناصع ما سجد لغير الله.

سيدى وزير الداخلية ووزيرة الخارجية :

بعضهم يشتهر بأنه لا يكذب ولا يجامل ولا يخاف فى الحق لومة لا ئم .. ولكنك تصاب بخيبة أمل عندما تلحظ بل وتتأكد من أنه عكس ذلك تماما وخصوصا عندما تفقد عزيزا كان بالأمس يصول ويجول داخل أروقة القنصلية فى أداء وأجبه تجاه إخوته المغتربين دون كلل ولا ملل ولكن وبهذا التجاهل تناسوا ان نهاية كل منهم لاريب فيها ولا تأخير وان النهاية وأحده وإجراءات أى إنسان آخر كبيرا أو صغيرا غنيا أم فقيرا فى أى مكان يعيش فيه الإنسان فى هذا الكون كائنه لا محاله.

وقد ينسى كل منهم نهايته الأخيرة وهو قضاء لامفر منه ولا مهرب.. وقد ينسوا تلك الحقيقة إما بفعل مشاغل الدنيا ومغرياتها أو بفعل المنصب والجاه اللذين قد يحجبا عنهم تلك الحقيقة لوهله من الزمن وقد ينسى الإنسان مصيره المحتوم وهو قضاء الله عز وجل الذى لا ريب ولا شك فيه هو القضاء الذى لا مرد فيه ولا سند ولا مقدم له ولا مؤخر .. فتناست وتجاهلت القنصلية هذا الرجل الفذ وكان عليهم أن يتذكروا ان الله حق وان الموت حق على الجميع يتساوى فيه الكل دون إستثناء أو تفضيل لإ نسان على إنسان مهما علت أو هوت مكانته .

وكيف للإنسان أن يعبر عن مشاعره وشوقه لعزيز قد ذهب من غير رجعه .. كيف وبأى قلم يستطيع الحى أن يرثى الحبيب خالد طارق الذى مات وسيصبح رفاتا فى رفات وبأى كلمات ومشاعر شوق وحنين نكتبها لتبقى خالده إلى آخر العمر… وليعلم من لا يريد أن يعلم بأن الإنسان يموت ولكن أعماله الجليلة لا يمكن لها أن تموت بل قد تعيش إلى الأبد .

نعم إن القلب ينفطر من الألم ومن الندم وأن النفس ليعتمرها الحزن العميق والجرح العتيق إننى وبكل لوعة وحسرة وألم عميق على علم أكيد وعلى قناعة تامه وإيمان عميق أن من سافر فى رحلته الأبدية الرحلة النهائية التى لا رحلة بعدها لن يعود منها إلى يوم الساعة ولن تبقى فى القلب إلا الذكرى الحسن والعمل الطيب والفعل الحميد وكل هذا وجدناه ولمسناه فى شخص المرحوم خالد طارق .. فيا صديقى أنتم السابقون وسنكون اللاحقين فى الرحلة المخصصة لنا عندما يحين موعد إقلاعها .

وأخيرا نحمد الله رب العالمين حمدا كثيرا على نعمته ورحمته فقد كانت مراسم العزاء من الإخوة والاصدقاء والأقرباء مراسم عزاء محبة لا عزاء نفاق ولا ريا ولا مداهنة ولا تملق .. فجميع من جاء للعزاء جاء لوجه الله تعالى أولا وأخيرا ثم جاء لمحبته الخاصة والحقيقية للمرحوم خالد والكل والحمدلله فى غنى عما عدا ذلك.

وفى نهاية رسالتى المملؤة بالوجع ليس لى كلمة غير وأسفاه على القنصلية التى حرمت الجميع من وأجب العزاء داخل البيت السودانى لهذا الرجل المفضال الذى تطهر وتوضأ وصلى وجلس يسبح لله يحمده ويستغفره وهو لا يعلم بأنها خاتمة أعماله لهذه الحياة فسبحان من إليه الرجعى فقد أبت نفسه إلا أن يأتى الله طاهرا نقيا .. فقد عرجت روحه إلى بارئها وذهب فى ضيافة الرحمن فى ملكوته وهو يحمل التقى والصلاح بعد أن أسكن الله طاعته فيه تاركا ثمار أحسانه دانية القطوف لتصعد روحه على أجنحة الشوق تسابقه أنفاسه إلى الله وهو يقرأ قوله تعالى ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ) وكفى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.