آخر الأخبار
The news is by your side.

تقديرات البدوي … بقلم: عبدالماجد عبدالحميد

تقديرات البدوي … بقلم: عبدالماجد عبدالحميد

لم يكن الدكتور إبراهيم البدوي وزير المالية المنتهية ولايته يتوقع قرار إقالته.. جملة أسباب كانت تسند توقعات الرجل.. أولها التأييد الظاهري الذي كان يجده من رئيس الوزراء حمدوك.. تراجعت أسهم البدوي وسط زملائه الوزراء.. ومع ذلك كان متحمساً لمواصلة مهمته..
خارج مجلس الوزراء كان البدوي متكئاً على قاعدة حزب الأمة ومتوكئاً على عصا الإمام الصادق المهدي.. مادري البدوي أن دابة التقديرات السياسية لود المهدي وحزبه قد أكلت منسأته الا لحظة طلب حمدوك منه الاستقالة.. عندها أيقن البدوي أن الصادق المهدي قضى وطره المالي من الوزير الذي مكن في فترة وجيزة لحزب الأمة عبر تسهيلات مالية ولوجستية لم تتوفر لحزب الأمة منذ سنوات وتلك قصة طويلة يأتي شرحها لاحقاً..


أدرك حمدوك أن إبراهيم البدوي يمضي على غير هدى من خطة وبرنامج محدد.. البدوي هووزير المالية الوحيد في تاريخ السودان الذي جلس على كرسيه وأدار الشأن المالي والاقتصادي للبلاد بلا ميزانية!!


والبدوي هو وزير المالية الوحيد ربما في العالم الذي عمل على إضافة زيادات خرافية في مرتبات موظفي دولته دون أن تكون لديه اعتمادات واضحة ومحددة لتغطية الزيادة التي بلغت تريليونات من الجنيهات السودانية المغلوبة على أمرها..
والبدوي هو وزير المالية الوحيد في عالمنا العربي والإسلامي الذي قدم الواجب لصندوق النقد الدولي قبل أن يأخذ الحق والمقابل المالي الذي سينفذ به اشتراطات منظومة النيولبراليين التي أحكمت سيطرتها على اقتصاديات العالم..


في لحظة فارقة قرر حمدوك التضحية بوزير ماليته وإنقاذ ماتبقى له من حظوظ في المشهد السياسي السوداني..
غادر البدوي.. وأمسكت بأوراق وزارته مسؤولة الاستثمار التي جاء بها حمدوك من خلف البحار.. وطيلة فترة تكليفها لم تغادر مكتب وزير المالية حيث تدير ملف الاستثمار وتنفذ مايطلبه حمدوك من خلال جهاز حاسوبها المحمول الذي لايفارقها لحظة!!


قرارات كثيرة تنتظر حمدوك لمعالجة الإختلال المذهل الذي تركه البدوي.. وأول هذه القرارات الصعبة التراجع عن زيادة المرتبات.. أو المضي في طريقها الوعر والبحث عن حلول لتوفير أموال ضخمة كان البدوي قد بشر بها أهل الثورة المصنوعة عندما قال وبأعلي صوته : سنبيع أصول وممتلكات حزب المؤتمر الوطني لتمويل خطة الحكومة للإصلاح الاقتصادي..


المفارقة أن البدوي غادر موقعه بطريقة دراماتيكية.. وبقيت أصول وممتلكات الوطني لغزاً حير حمدوك وجماعته الذين ستطالهم سيوف الإقالة.. طال الزمن.. أو قصر!!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.