آخر الأخبار
The news is by your side.

المثقف الفاعل … بقلم: جورج حدادين

المثقف الفاعل … بقلم: جورج حدادين

المثقف الفاعل، هو شخص إجابي، يمتلك وعي تاريخي، ويستخدم أدوات معرفية في تحليل وتشخيص الواقع القائم بالفعل، ليس بهدف المعرفة المجردة بهذا الواقع، بل من اجل العمل والمساهمة في تغييره، من خلال المساهمة في خلق وعي وطني، والمساهمة في توفير شروط وأدوات التغيير، في سياق مشروع “نهضوي تنويري توعوي توحيدي تنموي”.

إن فعل التغيير بحد ذاته فعل إجابي، وهدف التغيير الإجابي، هو بناء الدولة الوطنية المستقلة المنتجة، والمجتمع الصحي المعاف المنتج، الذي ينتفي بداخله استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وينتفي التمييز بين مواطنيه، ويحقق حماية المجموعات الضعيفة والحدّية، والمثقف الفاعل يقوم بدوره النضالي من خلال المساهمة في إنتاج بنية وظيفية نضالية (حامل اجتماعي)، والمساهمة في إدارة الصراع بنجاح، عبر نقل الوعي إلى صفوف الشرائح الوطنية، صاحبة المصلحة الحقيقية في إنجاز مشروع التحرر الوطني (المعادي للمركز الرأسمالي العالمي والصهيونية ومجموعة التبعية الحاكمة ونبذ مجموعات التبعية من بين صفوفها) والمساهمة في تعميم اعتماد المنهج العلمي للتحليل بين صفوف الحامل الاجتماعي.


إن دور المثقف، بالتأكيد ليس إعادة صياغة “حالة السخط الشعبي العام” والتعبير عنها بجمل ثورية أو جمل إصلاحية، بل أن مهمته الأساسية تكمن في البحث عن علة وسبب السخط، وتوعية المجتمع بالعلة الحقيقية التي سببت سخطه، التي هي بالتأكيد نتيجة هيمنة المركز الرأسمالي العالمي على القرارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للدول التابعة، وموقف المثقف من كل هذا، هو ما يحدد دوره، سلباً أم إجاباً، وموقفه من “صناعة القبول وثقافة القطيع” التي تهدف إلى تزييف وعي الشعوب المقهورة والمستغلة، من أجل إعادة إنتاج سيطرة قوى الهيمنة على ثرواتها ومقدراتها، باستمرار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.