آخر الأخبار
The news is by your side.

الحكومة الإثيوبية صعبت من مَهمة السودان .. بقلم: الطائف عثمان

الحكومة الإثيوبية صعبت من مَهمة السودان .. بقلم: الطائف عثمان

الحكومة الفيدرالية الإثيوبية تسيطر على (مغلي) عاصمة إقليم تقراي..

يبدو أن حسابات جبهة تحرير تقراي جلها كانت بعيدة عن الواقع، أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع سقوط مغلي بهذه الطريقة الدراماتيكية.

ما حدث و يحدث في إثيوبيا تحول مفصلي و تاريخي قد يعني طي صفحة جبهة تحرير تقراي -سياسيًا- للأبد و بلا شك عودة حكم الأمهرا لإثيوبيا من أوسع الأبواب، طبعًا هذا يفتح الباب أمام نسخة جديدة قديمة للجبهة سمتها النضال العسكري ضد حكم الأمهرا.

التحول الجديد سيلقي بظلاله على جيوسياسة المنطقة، أهم ما في الأمر أن إثيوبيا باتت مسيطرة على ظهرها الغربي المطل على السودان الذي يعتبر متنفسًا إستراتيجيًا لجبهة تحرير تقراي بل أنه لعب دورًا حاسمًا في إسقاط الجبهة لحكم منغستو.

السودان من جانبه بات مجاورًا لنظام منتشٍ بما يبدو إنتصارًا عسكريًا و سياسيًا و لديه إحساس بالقوة عطفًا على النظرة المسبقة للسودان لدى حكام و قومية الأمهرا و هي نظرة ينقصها الإحترام.

في تقديري سيعتمد إسترداد أراضي الفشقة و إكمال ترسيم الحدود على أمرين أولهما أن يتمكن آبي أحمد من إقناع اللوبي الأمهري بأهمية هذه الخطوة و عدم خسارة السودان -طبعا هذا إن كان هو نفسه راغبًا فيها و هو أمر مستبعد نظرًا للمكر الذي يتعامل به آبي أحمد مع السودان و ليس ببعيد عنا رفضه لوساطة حمدوك، و لا أعتقد أن الأمهرا لديهم إستعداد للتنازل عن الفشقة طوعًا.

الخيار الثاني الذي يستغني عن الإحتمالات هو قيام الجيش السوداني بإنفاذ القانون و الإتفاقيات الدولية و يحمي كافة ترابه المطلة على إثيوبيا التي ستكون مضطرة للإذعان تجنبًا للقطيعة مع السودان و ما يعنيه ذلك من فتح جديد لجبهة تحرير تقراي.

السيناريو الأمثل للسودان كان يتمثل في التوصل لتسوية سياسية بين تقراي و حكومة آبي -الفاقدة للشرعية- و الحفاظ على وضعية التكافؤ الثنائي في القوة بين القطبين (الأمهرا والتقراي) بعد إنهاك بعضهما لبعض أو الإنفصال الآمن، لكن يبدو أن أمام السودان تحدي صعود نظام إثني متعصب دكتاتوري قمعي داخليًا و عدائي ذو طموحات توسعية خارجيًا، بالإضافة لعبء اللاجئين و الآثار الأمنية والديمغرافية المترتبة على وجودهم في بلد مفتوح مثل السودان و فوق ذلك خطر تحول المنطقة بين الدول الثلاث -السودان إريتريا إثيوبيا- لساحة معارك و نشاطات إجرامية و إستخباراتية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.