آخر الأخبار
The news is by your side.

الانتخابات كدت أزور لاكتشف التزوير

الانتخابات كدت أزور لاكتشف التزوير

بقلم: عواطف عبداللطيف

في أمسية طرق باب دارنا بحي الختمية بالخرطوم بحري مجموعة من رجالات العائلة يتصدرهم الحاج أحمد اسماعيل التاجر المعروف حيث كانت امي ” بت كانور ” لا تشتري الشاي والبن إلا من دكانة الناصية جوار مستشفي بحري بحي الدناقلة والذي تقول الروايات ان ساتي ماجد سوار الدهب شيخ الاسلام بامريكا ( ١٩٠٤/١٩٢٩) هو الذي خاطب المفتش الانجليزي لتوزيع اراضي سكنية لاهله من دنقلا العجوز شمال السودان فكان حي الدناقلة وحي الشجرة بالخرطوم …

شاي المغرب بالحليب المقنن كان سيد الموقف في تلك الزيارة المبروكة.
فاذا ابي واخي الاكبر يطلبوا ان أشارك ضيوفنا الجلسة … خاطبني الحاج اسماعيل ولم أكن أعرفه قبلا يا بتي سأترشح لعضوية المجلس البلدي واخترناك لتكوني مسؤولة عن منطقتكم السكنية وشرح لي ما هي مهام المجلس وكثير من التفاصيل التي كنت اجهلها ووقتها لم اكن قد تجاوزت سن العشرين ومعرفتي محدودة لكن لا تنقصني الهمة والحماس للعمل المجتمعي العام.

وحانت ساعة الانطلاق … وبالمركز الصحي كان مقرنا الانتخابي بحي الختمية التي هي معقل للمنافس السياسي القوي نصرالدين السيد … استلمت كشوفات باسماء ساكني الحي ومن يحق لهم التصويت وكانت ساعة الصفر وسط حماس شديد وحيوية… أحد الايام ابلغتني احد المنتسبات للجنتي بأن هناك اختراق وتزوير بمركز حي الاملاك المجاور … نهار اليوم وبكل ثقة وكأني جندي عظيم دلفت لقاعة التسجيل واخترت أسم واجريت كل المطلوب وقبل ان ادلف لحجرة صناديق الاقتراع تباطأت خطواتي وتكشف لهم أنني لست الشخصية الحقيقية.

فاوضحت لهم أنني هنا فقط لقياس مدي الانضباط وقدرة التيم المكلف بكشف المزورين ووقتها لم يكن هناك هواتف ولا كاميرات ذكية والاعتماد فقط علي الحس الذاتي لمهمة دقيقة .. وضحكنا كثيرا وكانت شهادة للمجموعة بمدي حرصهم وحسهم الوطني ووصل الخبر لمرشحنا الحاج اسماعيل والذي خف مسرعا للاطمئنان علي وكان مندهشا ان أنصب نفسي رقيبا وأعرضها لهذا الموقف …

ويوم اعلان نتيجة الفرز النهائية لم أكن قادرة علي تلقي أي صدمة او فشل فذهبت لمنزل شقيقتي بحي الحاج يوسف … وما ان أعلنت النتائج بمقر فرز الاصوات حيث حاز قريبي الحاج اسماعيل أعلى الاصوات بدائرة حي الختمية معقل السياسي المخضرم نصرالدين السيد وحقق الحاج اسماعيل أدني الدرجات والاصوات بحي الدناقلة معقله وأكبر تجمع أسري له بتلك النواحي فجاء اسماعيل وكوكبة من الأهل مباشرة لدارنا لتهنئتي علي العمل بجد واخلاص ونتاجه ان رجحت كفته علي منافسه القوي.

وذكر لابي ان نصرالدين السيد علق ان كان لدي مثل عواطف لدخلت البرلمان وليس المجلس البلدي وكان حريصا ان يلتقيني حيث كان أبنه الكبير هو الذي يقوم بالجولة علي مقار الانتخابات ويعرف عن قرب الماسكين علي جمر الجدية لاجل النزاهة والفوز لمرشحيهم … من الطرائف ان الحاجة زهرة كرم الله أظرف النساء التاجرة والمشاطة والطباخة الماهرة كانت دائما ما تكون مسطحة علي فروة الصلاة تحت ظل شجرة ظليلة بمقر حي الدناقلة … وكل ما يسأل فريق المتابعة عن الموقف تقول لهم ” تمام التمام ” فعلق أحدهم ما سقط الحاج اسماعيل بالدناقلة الا استسلامه لهذا التمام تبع الحاجة زهرة … ويبقي للحديث بقية ..
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.