آخر الأخبار
The news is by your side.

استراحة الجمعة … بقلم: د. ناهد قرناص .. زمن السلاحف

استراحة الجمعة … بقلم: د. ناهد قرناص .. زمن السلاحف

كيف يتعافى المرء من جرح الم به ؟ كيف تسكن النفس وتهدأ الروح ؟ قالوا لي الزمن كفيل بتضميد الجراح !!..طيب ..متى تتحرك عقارب الساعة وتسرع بي خط النهاية؟؟ ..إلى الشاطيء الآخر حيث هدوء النفس وسكينة الروح …مضت خمسة دقائق منذ بداية التفكير .. خمس أخرى ..كيف لي بنوم مثل نومة اهل الكهف الذين اغمضوا أعينهم في زمان وفتحوها في زمن جاي وزمن لسه

قبل سنوات . ..عندما كان أطفالي صغارا ..عزموا على تربية حيوان اليف ..وقع اختيارهم على سلحفاة ..نعم سلحفاة ..أطلقوا عليها اسم ( ليوناردو) ..انشغلنا بها جميعا ..كل يراها من زاويته ..هم يلاعبونها وانا كنت معجبة بصبرها على الوصول إلى غايتها ..

كنت اخرج صباحا إلى العمل ..وهي في بداية الصالة ..وعند عودتي في آخر النهار تكون قد قطعت شوطا لا بأس به ..عدة أمتار قليلة ..كان وجهها هادىء بلا ملامح ..لم تكن تستعجل الزمن ..كثيرا ما تأملتها وتمنيت ان اعرف ما تفكر فيه وهي تسير ببطء إلى هدف قريب بعيد!! ..هل ينفذ صبرها احيانا ؟ هل يضيق عقلها ذرعا بأفكار المواساة الباهتة التي يريدون منها ان تطمئن قلبك لكنها كثيرا ما تخطي الهدف ؟ .

ظننت ان الدرع الذي تحمله على ظهرها هو الذي يعيق حركتها ..حينها تمنيت أن تتخلص منه ذات شجاعة تتنزل عليها بغتة !…اييييه يا ليوناردو ترى اين انت الان ؟ لابد انك صرت (ختيارة) ..حكيمة توزع النصائح للجميع وتنسى أن توصي نفسها بها ..

لو عاد بي الزمن إلى الوراء ربما لطلبت منك درعك الحامي ذاك ..انا في أشد الحوجة اليه الآن ..صرت متأكدة أكثر من ذي قبل انك كنت تحملين الصبر على ظهرك ..لذلك كنت تسيرين متأنية هادئة غير عابئة بما يحدث حولك ..وكانت عقارب الساعة اسرع منك ….مضت خمس دقائق أخرى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.