آخر الأخبار
The news is by your side.

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. المخلوع حزنان وواعي !!

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. المخلوع حزنان وواعي !!

بالرغم من أنني لا اتفق مع عضو المجلس العسكري السابق ونائب مدير جهاز الأمن في عهد

البشير على ان السبب المباشر لإيداع البشير سجن كوبر هو انه وجد بحوزته مبالغ مالية،

فالبشير كان بديهياً يجب أن يذهب للسجن وليس لمكان آخر بحكم ما ارتكبه في حق الشعب

من جرائم عديدة اقلاها وأخفها هو ضبط ووجود أموال في منزله، وكشف عضو المجلس

العسكري السابق ونائب مدير الأمن السابق جلال الدين الشيخ، عن دواعي إيداع الرئيس

المعزول سجن كوبر وقال الشيخ إنّ المجلس العسكري قرّر إيداع البشير سجن كوبر عقب طلب

المخلوع لقاءً بعبد الرحيم دقلو وإبلاغه بوجود أموال وعملات أجنبية بمنزله ببيت الضيافة، وطلب

منه نقلها له لمكانٍ آخر وأضاف البشير قام وقتها بطلب مقابلة عبد الرحيم وتمّ أخذ الإذن منا

وسمحنا له بذلك، وقام بمقابلته، وعندما جاء إلينا أخبرنا بأنّ البشير أبلغه بأنّ له مبالغ وأموالاً

يريد إخراجها من المنزل وكان الأمر حقيقة محبطًا لنا لأنّنا قبل أيام كنا نقوم بمطاردة الذين

يمتلكون الدولارات ونقوم بمحاكمتهم، ولذلك قرّر أعضاء المجلس بالإجماع أنّ يتمّ نقله من

المكان الذي فيه ويودع في سجن كوبر.

وطلب البشير مقابلة دقلو واخطاره بتأمين المبلغ ونقله الى مكان آخر يؤكد مما لايفتح نافذة

للشك ان المخلوع سرقنا عن سبق اصرار وترصد وانه وبعد ان القي القبض عليه كان همه الأول

والأخير كيف يؤمن هذه الأموال فلا يهمه ان ينقل الى سجن كوبر او ان يكون في بيته ووسط

أسرته، وهذه تكشف مدى تفكير البشير في أُطر مغلقة ودوائر خاصة تحيط بمصلحته الشخصية

فقط ولو كان حكمه يحتضر ويعاني من آخر سكرة في موته.

وكان المتحري في واحدة من الجلسات المعلنة قال إن “البشير أقر باستلامه 25 مليون دولار

من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و 65 من الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد

العزيز كما أقر البشير أيضاً باستلامه مليون دولار من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة

الامارات.

والغريب ان البشير قال انه كان يريد ان يوظفها لأغراض معينة لكن الزمن لم يسعفه ولكنه

نسى انه احتفظ بأموال الملك عبد الله التي أعطاها له في حياته وهو حي يرزق حتى أصبح

راحلاً في ذمة الله ولم يسلم المخلوع الأموال الى الجهات التي كان يجب أن تستفيد منها

حسب زعمه.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اختار البشير عبد الرحيم دقلو دون غيره من الشخصيات التي

كانت حول البشير في (ساعته الأخيرة) وهل كان يظن ان دقلو سيحفظ سره ويقوم فعلاً

بترحيل الأموال لصالحه، أم ان دقلو لم يكن بحجم ظن البشير فيه وخيب توقعاته بإخبار الجميع

الذين حملوا له خبر زوال حكمه.

والمخلوع (حزنان وواعي) وفي هذه اللحظة العصيبة وإمبراطوريته تتهاوى وينتظره تحول

جوهري في مكان الإقامة من النعيم والسلطة والجاه الى مقاسمة الحياة مع سجناء حكم

عليهم نظامه والقضاء في عهده واسكنهم سجن كوبر، لم يفكر البشير في زوال عهده وهو يرى

حلمه يتبدد أمام عينيه ويرى رفاق الأمس أعداء اليوم الذين كانوا يتلقون أوامره يأمرونه بالذهاب

الى السجن كل هذا وجعته وحرقته كانت أقل شعوراً من حبه للمال وخوفاً عليه من الضياع

فالرجل عمل بنظرية ( المال تلتو ولا كتلتو).

ولكن هل افصح جلال عن كل الأسرار لطالما أتيحت له فرصة الحديث في حالة التجلي هذه

وهل أرضى الرجل ضميره فعلاً بخاصية البوح وقول الحقيقة كاملة للتاريخ، أم ان هو حوار

مقصود ليكون في هذا الوقت بالتحديد، لارسال عدة رسائل، أولها لقطع الطريق على قوش

الذي يعد نفسه للعودة ولو عبر الأسوار متسلقاً، ام ان الإجابات والحديث الذي وجهه جلال

للبرهان بأنه المسؤول عن الشعب للمنصب هو دعوة (التفويض المبطن) لاسيما ان جلال يمتن

على البرهان ويقول هو الذي اختاره لرئاسة المجلس العسكري.

فما الذي خبأه جلال في تفاصيل الاجابات المريبة التي غلفت بخطوط واضحة تكشف عن بعض

الحقائق ولكنها تكشف ايضاً عن إشارات واضحة، لم تسلم النوايا فيها كلها حتى تكون محلاً

للاحتفاء !!

طيف أخير:
اللهم ألطف بوطن يستحق سَيلاً من الأيام الزاهية

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.