آخر الأخبار
The news is by your side.

أشوفك عالي … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

أشوفك عالي … بقلم: د.خالد أحمد الحاج
 

من اللافت للنظر أن المعاني في التقريب اللغوي ترتبط بالمباني، لتوحي بالمقاصد والغايات.
من هذا المنطلق كان احتفال جامعة الرباط الوطني بالطلاب الجدد، والذي صادف يوم العاشر من أكتوبر الحالي. وبمثل ما للمواد الصفية من مساحة مقدرة بخارطة التعليم العالي، للترويح مثلها، باعتبار أن التعليم العالي في بنائه وهرميته تكاملي، وبناء الشخصية بمثل ما يحتاج إلى تثبيت المفاهيم والمبادئ والاتجاهات المعرفية، فإن النشاط اللاصفي من واقع الدراسات والبحوث فقد ثبتت مساهمته الفاعلة في تنمية الملكات، وحفز المواهب، وصولاً إلى أعلى درجات العطاء.

من هذا المنطلق ترجم الاحتفال معاني: “همي أشوفك عالي ومتقدم طوالي” من حيث الكلمات التي ألقيت، والفقرات التي تبارى الطلاب في عرضها، وكما توقعت تماماً بأن يكون لكلمة البروفيسور المقداد أحمد علي خالد مدير الجامعة وقعا طيب الأثر لدى المحتفى بهم، ومن شملتهم الكلمة، برأي أن الطلاب في مثل هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى دعم كالذي قال به بروف المقداد.

وتلمسناه في العديد من اللقاءات التفاكرية، والملتقيات والمحافل العلمية التي نفذتها الجامعة، وقد تقافذ إلى ذهني حديث العارفين للبروفيسور نادية أحمد العطا مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية وهي تؤكد على ضرورة تعظيم قيمة المعرفة وحث الطلاب عليها، باعتبارها العمود الذي يقوم عليه بناؤها الشامخ، من واقع أن الكتاب هو خير جليس لصاحبه، بل إن مرجعية المعرفة تعد بمثابة العطر الأخاذ للمجالس إن جازت العبارة، تقافذ هذا التنوير إلى الذهن يؤكد على علو قيمة العلم وأصالته التي جعلت الكل يفاخر به، وتعزز هذه المعاني مشتركات بين المعرفة والموهبة التي تنمو بالرعاية والاهتمام المستمر، برأي أن طلابنا بالفعل بحاجة لمثل هذا الدفع مصداقا لقوله تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).

وبمثل ما كان للطلاب الجدد حظ من الاحتفالية، كان لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة بالجامعة مساحة معتبرة، ومضت بالمعاني النيرة تكريماً عظم قيمة التضحية وبخاصة أنها كانت بالروح وهذه أعلى درجات التضحية الإنسانية، وفي ذلك تأكيد على أن مؤسسات التعليم العالي تضع الشهادة والشهداء في الموضع الذي يليق بهم.

بالرغم من الدموع التي انهمرت أثناء وقبل التكريم إلا أنها حكت بالفعل عن أنبل المشاعر لأمهات الشهداء وهن يستعدن شريط الذكريات، بيد أن الصبر في الأخير هو المشعل الذي يضيء العتمات مضاء نحو آفاق رحبة لوطن ينشد الديمقراطية ومدينة الدولة. والجامعات تمثل لهذا التحول الأسس الراسخة بالتبني السليم والتقويم الذي يضع الأمور في نصابها.

الجهد الكبير الذي بذلته عمادة شؤون الطلاب بقيادة عميدها د.محمد أحمد المحجوب ليكون الاحتفال بقدر عظمة المناسبة ومكانة الجامعة جهد يستحق أن نتوقف عنده.
بتكامل الأدوار ما بين إدارة العلاقات العامة والكليات والمراكز البحثية تصل الجامعة لأهدافها وفق الخطط له.

ولكي نصل برسالة المعرفة إلى غاياتها لابد أن ندعم كافة اتجاهاتها بما في ذلك الجوانب الإبداعية والمهارية، وروح الأدب والثقافة رئة تنبض بالحسن والجمال.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.