آخر الأخبار
The news is by your side.

ماذا لو …… لكن لو فتح علينا باب الشيطان

ماذا لو …… لكن لو فتح علينا باب الشيطان

بقلم: هشام عباس

ما يزيد على 6 مليار دولار هى التكلفة التى تورط فيها السودان ديونا وقروض من اجل انشاء سد مروى ,, هذا السد الذى اتضح لاحقا ان نتاجه الكلى خسارة فادحة على خزينة الدولة من كافة النواحى ,, لا نجحنا فى تغطية العجز الكبير فى مجال الطاقة حيث اتضح لاحقا استحالة عمل السد بطاقته الكاملة فبات الناتج يتارجح فى حدود 750 – 1000 ميقاواط فقط وهذه مقارنة بالتكلفة امر يدخل فى خانة الغباء ,, ولا صاحب انشاءه مشاريع زراعية تسد عجز البلاد من الغذاء .

بعد شهرين من انشاء السد اتجه النظام لاستيراد الكهرباء من اثيوبيا ولم يتوقف الامر عند ارهاق خزينة الدولة بما يتراوح بين 250 -400 مليون دولار سنويا بل عانينا من الوقوع تحت رحمة العجز الاثيوبي فى امداد البلاد بطاقة مستمرة .

وما بعد انشاء السد تواصل العجز فى المجال الزراعي حتى وصل الامر باكبر دولة زراعية فى الشرق الاوسط الى استيراد الفجل من دولة مثل الاردن والثوم من بلاد الصين البعيدة فى واحدة من اكبر مهازل العصر .

كان امام النظام وقتها حلول كثيرة كلها ناجعة فتركوها جميعا واتجهوا لاسوأ الحلول اذ اتضح ان اقصى امانيهم من انشاء سد مروى مجرد البروباغاندا السياسية ولم يدخل فى ذمتهم ابدا اى اعتبار للجدوى الحقيقية والنظرة المستقبلية من انشاء هذا السد .

ماذا لو …

فكر النظام وقتها فى الجلوس الى الجانب المصري وتوقيع اتفاق ثنائي بما يحفظ حقوق الطرفين والوصول الى اقصى فائدة ممكنة من انشاء هذا السد ؟؟

طالما ان النظام قرر ارهاق خزينة الدولة الخاوية بديون مليارية ابسط ما كان يجب التفكير فيه ان يكون المشروع ذو جدوى اقتصادية بما يضمن ليس فقط استرداد هذه المليارات فى اطار زمنى محدد بل والتفكير فى ان يكون المشروع عماد الاقتصاد السودانى مستقبلا لكن هذا لم يحدث .. تم رمي المليارات فى نهر النيل تماما .

كان يمكن وقتها ليس فقط اقناع الجانب المصري باتفاق مشروط بل ادخال مصر كشريك فى المشروع لتكون الفائدة كبيرة بل وعظيمة على البلدين لكنها المراهقة السياسية التى لا تفرق بين المصالح العليا للبلاد وبين هتافات وحنجورية العداء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى .

كان فى الامكان ان يصبح مشروع سد مروى مشروع الالفية الحقيقي بما يفوق سد النهضة لان فوائده الزراعية اكبر بكثير وكان السودان فعليا سيتحول الى سلة غذاء العالم فعلا لا قولا .

اليوم عندما تنظر لفائض النيل وغرق كل البلاد بمياه الفيضان دون ان يكون لديك مواعين لاستثمار هذه النعمة العظيمة التى كان من الممكن تحويلها الى ثروة حقيقية تصيبك الحسرة على هذا الوطن وتكفير ساسته وقادته .. كان يمكن ببساطة جعل حوض مروى اعظم من بحيرة ناصر وكان يمكن ان تتفرع منها عشرات القنوات التى تجعل من صحارى السودان (التى هى اصلا ليست صحارى بل حولها الفشل الى صحارى ) كان يمكن تحويلها الى جنة ونعيم .

ماذا لو …

ماذا لو فكر النظام وقتها فى توجيه ربع تكلفة سد مروى نحو خزان الروصيرص طالما ان ناتج سد مروى مقارنة بالتكلفة الكلية صفر على الشمال والهدف فقط انتاج هذاا الحجم الضئيل من الطاقة؟؟

اظن انه وبربع التكلفة كان يمكن اجراء تعديلات جوهرية على خزان الروصيرص بما يضمن زيادة فعلية تقارب او تمثال قدرة سد مروى من انتاج الكهرباء وفى نفس الوقت توسيع قدرة الخزان للتحكم فى مناسيب النيل وخلق استقرار يحفظ اراضى السودان من الغرق او الحد من الخسائر وتوجيهها الى زيادة رقعة المشاريع الزراعية المصاحبة للروصيرص وبالتالى تكون الفائدة اعظم .

اذا كان لو يفتح عمل الشيطان فقد فتح على السودان باب الشيطان ولا دلالة اكبر على ذلك من ان حكمونا شياطين من الفشلة ثلاثون عاما .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.