آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس … بقلم: تاج السر محمد حامد .. معذرة زملائى الصحافيين !!

كلام بفلوس … بقلم: تاج السر محمد حامد .. معذرة زملائى الصحافيين !!

هاتفنى أحد الزملاء بسؤاله قائلا : من الذى يصنع الصحافة العظيمة والصحافيين العظام ؟؟ طالبا منى الرد

بالعمود عمود (كلام بفلوس) جاء ردى وببساطة شديدة الأحداث .. نعم الأحداث هى التى تصنع الصحافة القوية

المؤثرة والصحافيين الأكفاء .. فالصحافى الحقيقى الذى يعشق مهنته ويتفانى فى سبيلها هو الذى لا يطيب له

المقام إلا فى مواقع الأحداث .. فى مواقع الفرح والسرور والضحك .. ومواقع الحزن والبكاء والأنين ومواقع الأمن

والسلام والحرب والدخان وأزير الطائرات ودوى المدافع .. هو الذى يركب الصعاب ويواجه الأهوال فى سبيل

تحقيقات حية وحقيقية للأحداث .. يمشى على قدميه عشرات الأميال تغوص أقدامه فى الطين والرمال يتسلق

الجبال يعيش على الخبز الجاف ويجوع أحيانا كثيرة فى هذه المواقع .. ينام فى كوخ أو عشة يحمل حقيبته

الصغيرة على كتفه وفيها الكاميرا ودفتر الملاحظات والأقلام والأشياء الضرورية .. وهكذا يمشى من واد إلى جبل

إلى معركة حتى يستطيع أن يقدم تحقيقا حيا ميدانيا وأقعيا له طعم ونكهة وله روح وحياة وله جاذبية وتأثير .

الصحافة الحقيقية هى التى تستخلص كوادرها وتمهد لهم السبل وتلوح لهم إعلام النصر والنجاح وتدفعهم

وتعينهم على الإنتشار فى كل المواقع وكل الأحداث وكل بقاع الأرض شرقا وغربا .. شمالا وجنوبا .. كثيرا

مانتساءل لماذا الصحف والمجلات والوكالات الأجنبية تحقق هذه النجاحات والإنتشار الواسع فى الأسواق ؟

الجواب وبكل أسف ومرارة هو لأن الصحافى الذى يمثل هذه الصحف والوكالات هو الموجود فى مكان الأحداث

فى ظل غياب شبه تام للصحف والوكالات العربية .. وللأسف الشديد الوكالات العربية عاجزة عن الحضور والوجود

فى مكان الأحداث عبر شبكة مراسليها إلا فى حالات نادره .

فأين هى المشكلة ؟ أهى فى إنعدام الكوادر الصحفية الهاوية التى تعترف المهنة .. أم هى فى إدارات الصحافة

التى تبخل على الصحافيين والمراسلين ولا تحملهم إلى مواقع الأحداث شحا وخوفا من النفقات .. أم هى فى

إنعدام القارئ وضالة التوزيع ؟.

فى تقديرى ان المشكلة هى مزيج من كل هذه الأسباب وغيرها ولا يمكن ردها لسبب واحد .. والكلام الصحيح

والصريح الذى قد يؤلم هو أنه ليس لدينا صحافيون محترفون بإستثناء عدد قليل والجيل الجديد خاصة يميل الى

إتخاذ الصحافة مجرد وجاهة إجتماعية وتزين صورته الصفحات لا أكثر ولا أقل وهو يرى أنه أكبر من أن يصور أو

يحمل الكاميرا .

إننا نريد صحافيون يقتحمون الساحات بكل قوة ويرتفعون بامكانياتهم الذاتية ويطورون أنفسهم بمهاراتهم وليس

على الله بعزيز أن يتوفر لنا الصحافى المطلوب بالنوعية التى تغطى حاجتنا ورسالتنا كأمة ذات مكانة ومؤسسات

تحتضن هؤلاء الصحافيين لتخوض بهم معركة الإعلام المعاصرة .. إنها معركة شرسة ولا ينتصر فيها إلا العاملون ..

ومعذرة زملائى الصحافيين . وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.