آخر الأخبار
The news is by your side.

تكتل العساكر يواصل التآمر … بقلم: جعفر عباس

تكتل العساكر يواصل التآمر … بقلم: جعفر عباس

من الضروري جدا أن نتذكر ان ف. ا. عبد الفتاح البرهان قال في اول لقاء تلفزيوني بعد ان صار رئيسا لمجلس السيادة، ان والده رأى في المنام أنه سيكون عظيم الشأن، ومن الواضح انه يؤمن جازما بأن منام والده لن “يقع واطا”، وهكذا قاد الانقلاب على عوض ابن عوف الذي قاد الانقلاب على البشير، ثم حاول الانقلاب على قوى الثورة بعد مجزرة القيادة العامة، ثم كان موكب 30 يونيو 2019، وبعدها كان تقاسم السلطة من المدنيين وصار البرهان رئيس مجلس السيادة، وربما جعله ذلك يحس بانه اقترب من تحقيق حلم والده، ولكن يبدو انه ليس راضيا ان يكون له شركاء في مجلس السيادة وان يكون هناك مجلس وزراء لا يدين له بالسمع والطاعة، فوجد في بعض شركاء الدم حلفاء جددا، فحاول تنفيذ انقلاب ناعم عبر تشكيل مجلس لشركاء الفترة الانتقالية وهو امر لم تعترض عليه القوى المدنية ولكنه نصب نفسه رئيسا لكيان لم يعقد اجتماعا واحدا، واعطى المجلس سلطات لم يتم الاتفاق حولها وجعل منه الآمر الناهي في شؤون الحكم، ووجد في الحلفاء الجدد من يناصرونه في معاداة الثورة وقوى الثورة.

محاولة جعل مجلس الشركاء حصان طروادة لاختطاف الحكم، نبّهت حكومة حمدوك الى أن هناك مخططا لجعلها ألعوبة في أيدي العسكر وبعض مارشالات الجبهة الثورة، وعندها تذكرت الحكومة انها تمثل الثورة ورفضت الطبخة البرهانية، وتوالى رفضها من كافة الأحزاب وكونفدرالية المنظمات المدنية وتجمع المهنية وتنسيقية لجان المقاومة، فما كان من البرهان إلا أن قال عبر قناة العربية “السعودية” ان الجميع كانوا موافقين على قيام مجلس الشركاء وانه لم يأت بشيء من عنده- لماذا وهو أكبر رأس في السودان لم يقل ذلك لأهل السودان عبر وسائل إعلام السودان؟ ولماذا يترك أمر مخاطبة أهل السودان في شأن الخلاف حول المجلس المقترح للعميد الطاهر أبو هاجة؟ ومن يكون هذا الطاهر حتى يتصدى لأمر يخص مجلسي الوزراء والسيادة وقوى الثورة؟

منذ فترة ومحاولات تهميش الحكومة المدنية من قبل العسكر مستمرة، والبرهان تعدى على صلاحيات مجلس الوزراء ووزارة الخارجية بالانفراد بملف العلاقة مع إسرائيل، بل ان وفدا إسرائيليا زار البلاد دون علم حتى المدنيين في مجلس السيادة وتفقد مؤسسات التصنيع الحربي (الذي من المفترض ان يكون مخزن اسرار جيشنا) بينما حرام على المواطن السوداني تفقدها، وما زالت الأجهزة الأمنية والعسكرية تدير مؤسسات اقتصادية ضخمة من وراء ظهر الحكومة والمواطن.

على أي حال فان ما شاب الإعلان عن تشكيل مجلس الشركاء بصلاحيات تجعله بديلا للبرلمان وسلطة فوق الحكم، أشعل ردود فعل أذهلت حتى حكومة حمدوك التي جعلت بينها وبين قواعدها الشعبية حائطا منيعا، وكانت رسالة واضحة بأن قوى الثورة ما زالت حية وواعية، وعلى تلك القوى أن تسترد مبادرتها ليس فقط لتقليم أظافر العسكر، وليس فقط ليعرف طلاب السلطة الجدد ان الوطن ليس غنيمة يتم توزيعها بين حملة السلاح، ولكن للضغط على حكومة حمدوك لترتفع الى “مستوى” الثورة، ولتلتفت الى هموم الناس وتخاطبهم بكل شفافية ووضوح بعيدا عن انشائيات “سنعبر وننتصر”.

نريد ثورة في طريقة إدارة شؤون وموارد البلاد، وثورة لاجتثاث الانتهازيين الموجودين في دواليب الحكم، فالوطن المثخن بالجراح يمر بظرف ممعن في الحرج ، ومثقل بالديون ولا يحتمل عبء زيادة عدد الطراطير حملة الألقاب الجوفاء، والمواطن يريد الامن والتعليم والدواء وليس الخطب الجوفاء، ويريد قبل كل ذلك نصب المشانق للقتلة وبعضهم يجلس على كراسي الحكم ويمد لسانه للشهداء والثوار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.