آخر الأخبار
The news is by your side.

بشفافية … بقلم: حيدر المكاشفي  .. المفوضية وتفسير الماء بالماء

بشفافية … بقلم: حيدر المكاشفي  .. المفوضية وتفسير الماء بالماء

للمثل الشعبي العربي الشهير (فسر الماء بعد الجهد بالماء) أكثر من رواية حول نشوئه، منها ما يقال عن سببه أن قوما كانوا يجلسون في واحة وسط الماء فأراد أحدهم أن يؤرخ لتلك الجلسة شعرا فقال:-(كأننا والماء مِن حولِنا قوم جلوس حولهم ماء.. الأرض أرض والسماء سماء..والماء ماء والهواء هواء..والماء قِيل بأنه يروي الظمأ..واللحم والخبز السمينِ غِذاء.. ويقال أن الناس تنطِق مِثلنا..أما الخِراف فقولها مأماء..كل الرجالِ على العمومِ مذكر..أما النِساء فكلهن نِساء..الخ)، فضحك الحاضرون وانبرى من بينهم واحدا علق على هذا الشعر الركيك قائلا:-(أقام بجهد أياما قريحته..وفسر الماء بعد الجهد بالماء) فجرى تعليقه هذا مجرى المثل الى يوم الناس هذا ويضرب على الكلام الذي لا معنى له..
وما قالته مفوضية حقوق الانسان غداة مؤتمرها الصحفي الذي عقدته لاذاعة تقريرها الذي قالت أنها أعدته عن مجزرة فض الاعتصام، لم يكن له معنى وينطبق عليه وقع الحافر على الحافر مؤدى مثل (فسر الماء بعد الجهد بالماء)، ولم يكن له من داع أصلا، فهو لا يعدو سوى أن يكون تقرير نسج على طريقة (عدي من وشك) وان شئت لك أن تقول على طريقة (رقاصة يعني بترقص)، اذ لم يحتو على أي جديد، بل كل ما قالته رئيسة المفوضية كان معلوما بالضرورة حتى للعيبة الضالة تحت ظلال أشجار كردفان، اذ غلبت عليه أرقام واحصاءات ومعلومات وفيديوهات معروفة ومتداولة مسبقا، فأقرأ وتعجب من بعض ما قالته، قالت رئيس المفوضية إن حالات القتل سببها إطلاق الرصاص الحي، بميدان الاعتصام بالقيادة العامة للجيش، وأشارت إلى أن “عمليات قتل المعتصمين نفذها جنود يرتدون أزياء الشرطة، وقوات الدعم السريع مستخدمين القوة المفرطة”. وأضافت، “المفوضية شاهدت كثير من الصور في مقاطع فيديو تظهر ضباط يرتدون الزي العسكري يحملون أسلحة في مدينة البشير الطبية، وشوهد بعدها الرصاص وقنابل الغاز وتساقط المصابين من المعتصمين على الأرض”. وتابعت، “شاهدنا صورة غاية في الإهانة، فيديو لشاب ملقي على الأرض والجنود بزي عسكري يضعون أحذيتهم وأرجلهم فوق رأسه، وفيديو آخر لرجل يتعرض للضرب من قبل جنود يرتدون الزي العسكري، وآخر لفتاة تصرخ مدنية سلمية والجنود يهددونها بالسلاح”.وأوضحت أن “الاعتصام بالقيادة العامة للجيش، كان سلميا، وكان على الدولة عدم فضه بالقوة، وعدم التدخل العسكري، كان أفضل ضمان للوصول إلى حل سلمي”. وأضافت، “كان على القوات الأمنية إبلاغ المعتصمين بفض الاعتصام، وإعطائهم فرصة مناسبة، وحال رفضوا كان عليها استخدام قوة معقولة تدريجيا، وعدم استخدام أي أسلحة نارية”. وتابعت، “إذا كان فض الاعتصام أمرا ضروريا، فكان لا بد من إخطار المنظمين للاعتصام بذلك، ومنحهم مهلة مناسبة لفض الاعتصام سلميا”…فهل بربكم هذا تقرير استقصائي تقصى عن تلك المجزرة الدموية البشعة أم أنه موضوع انشائي لطالبة في مرحلة الأساس..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.