آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور … منع من النشر

ما ليس له تفسير.! مُنع من النشر

ليس من باب الحكمة، التساؤل عن سر العنف المفرط الذي تستخدمه القوات النظامية تجاه عُزل متظاهرين، لا يحملون سوى هتافات وكمامات، لا تساؤل هنا، فهذه طبيعة الأنظمة الديكتاتورية التي تقفز فوق دساتيرها، ولا يحتاج هذا كثير جهد، لكن التساؤل الذي لم يُحظَ بإجابة، على الأقل حتى الآن، هو أخذ الأمر بصورة شخصية أكثر من كونها مهمة في الشارع.
من خلال كل المواكب التي بدأت في الخرطوم بعد تفجر الاحتجاجات في مدن أخرى، هناك أقرب ما يكون للغبينة الشخصية بين أفراد القوات النظامية والشباب المتظاهرين، العنف المفرط الذي يتعرض له الشباب والشابات في هذه المظاهرات ووثقته كاميرات الهواتف من داخل المنازل، يتجاوز كل أخلاق الأنظمة المستبدة التي هي منعدمة في كثير من الأحيان.
على سبيل المثال، أكثر من (3) أفراد يفرغون كل طاقتهم السالبة في شاب أو فتى في عمر أبنائهم، يقعون فيه ضرباً وحشياً، وهذا يحدث بعد الاعتقال وليس ملاحقة في الشوارع، وما يحدث داخل مباني هذه القوات لا يمكن وصفه بمجرد انتهاكات، هذا أكبر من وصفه بهذه الأوصاف اللطيفة، وبالفعل يُقابل ذلك بالمزيد من الشجاعة والإصرار، ولا أريد التحدث عن قوة عزيمة وبسالة هذا الجيل، فهذا موثق.
لكن ما هو مثير للتساؤل، ولا ينبغي النظر إليه مجرد عنف قوات نظامية، هو انتهاك البيوت وملاحقة الشباب داخل الأحياء وداخل منازلهم.
عمل هذه القوات هو الشارع فقط، حتى وإن سلمنا تسليماً بأن القانون يمنع التظاهر، فمسؤولية هذه القوات هي الشوارع وليس الأحياء، إن كانت المهمة بعنوانها البارز “فض المظاهرات” فما تفسير الملاحقة داخل البيوت وانتهاكها، هل عمل هذه القوات هو فض المظاهرات داخل البيوت، هل هذه نظامية؟؟ وهل تلقوا تدريباً كافياً للعمل في الشوارع أم أنها قوات طوارئ.
هل عمل هذه القوات هو ترويع المرضى داخل المستشفيات وكتم أنفاسهم بالغاز المسيل للدموع.
وإن كان العقاب أو السياسة الأمنية هي اعتقال أكبر كمية من الشباب والشابات في الشوارع لمنع أية تجمعات، فلِمَ الضرب وهذه الوحشية، بعدما ثبت أن حاجز الخوف انكسر.. قطعاً ليس من المنطق أن ندين عنف هذه القوات، لأنها تأسست لذلك وهذه طبيعتها وروح منسوبيها التي لا ترى في هؤلاء الشباب إلا مجرد “سفهاء”، لكن ما سر الغبينة الشخصية؟.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.