آخر الأخبار
The news is by your side.

ماذا لو سيطر المدنيون على مجال الصناعات الدفاعية ..؟

ماذا لو سيطر المدنيون على مجال الصناعات الدفاعية ..؟

تحقيق: مجاهد بشرى

سؤال مجرد طرحه سيثير عاصفة داخل أروقة وزارة الدفاع , لمعرفتهم التامة بأنهم لن يقدروا على منافسة الشركات المدنية الخاصة لو ( فكّر ) المدنيون بالإستثمار في هذا المجال …. وهو أمر مشروع قانونيا بالنسبة لهم …

و سيصرخ أحدهم بل العشرات من الأشخاص مستنكرين تدخل المدنيين في مجال التخصص العسكري , و التربح من تجارة الموت هذه , و بالتالي سيكشف لك ما نرمي إليه من طرحنا للسؤال و إقامة الحجة عليهم , وهو أمر لا مناص منه .

في حديث مع رجال أعمال سودانيين بالخارج , كونوا ثروات بصور مشروعة , تم طرح هذا السؤال عليهم حسبما أذكر قبل 9 أشهر , ما هو المانع .؟؟

و كانت الإجابة هي أن الحظر الأمريكي , و وجود البلاد في قائمة الدول الراعية للإرهاب هو العائق الوحيد أمام هذا الإستثمار , فبعد أن سيطر قادة الدعم السريع و العسكر على المعادن و اللحوم , و المحاصيل , كان لابد من وجود إستثمار قوي مستمر , تتهافت عليه كبريات الدول , و تنفق فيه بسخاء يفوق انتاج السودان من كل صادراته , و هم قادرون على استجلاب رأس مال قادر على إنجاح إستثماراتهم مع وجود حلفاء أقوياء ..

– ظللت اتحدث عن إستثمارات الجيش منذ تكوينها عبر الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة التي هي من بنات أفكار الراحل الزبير محمد صالح , و سيطرة الفاشاشوية عليها , و من ثم إنتشارها السرطاني على هيئة شركات تغلغلت وسط القطاع الخاص , و سيطرت على كل شيئ , دون أن تكون هنالك رقابة عليها , أو مساهمة منها في إستقرار حالة الإقتصاد نفسه في زمن النظام البائد , و بسببها أيضا عانت القوات المسلحة من إنعدام التسليح الجيد , و الإهتمام بالجنود و الضباط الصغار , و خلال السنين الأربع الماضية كان تواصلنا مع قادة وضباط داخل المؤسسة العسكرية و تراكم ملفات الفساد التي كانت تنتهي عادة أمام أبواب شركات الجيش , التي لا يعلم أحد أين تذهب أموالها ’ أو لصالح من …

فكان لابد من فتح هذا الملف المهم جدا لحياة المواطن البسيط ..

و مع مرور الأيام و إرتفاع وتيرة الوعي تدريجيا صار الكل يفهم خطورة ما يصارع قادة الجيش للتمسك به , مستغلين إسم جيشنا , لنهب ملايين الدولارات يوميا , و في صورة رمادية تمثل كل البؤس , رأيتم سيارة الجنود التي أعتدت عليها عصابات الشفتة , سيارة قديمة غير مجهزة , و جنود كالحون أصابهم الهزال , و الرهق من الطواف المتواصل , دون أن يمتلكوا تغطية جوية أو نشاط إستخباري مضاد , أو دعم لوجيستي …

فهل هذا هو الجيش الذي يملك ملايين الدولارات يوميا ,,.؟

الإجابة هي لا طبعا , لأن هذه الملايين تختفي في فجوة لا أحد يعرف مخرجها الآخر…

و تصاعد و إصطراع التساؤلات هذه في رأسك , يعني أنك بدأت تفهم , ففي العالم الأن شركات خاصة تتعاقد مع وزارات دفاع أقوى الدول مثل :

1- شركة LOCKHEED MARTINE .

الشركة الأولى للصناعات الدفاعية و صناعات الفضاء , وأكبر متعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية , وعدد من الدول حول العالم .

2- شركة BOEING .

الشركة التي تأتي في المرتبة الثانية و تقوم بتصنيع طائرات حاملة الوقود KC-46 العملاقة , و طائرة النقل C17 ..

3- شركة RAYTHEON الشهيرة بصناعة الصواريخ الموجهة , و من أشهرها نظام صواريخ الباتريوت , والذي يعتبر السلسلة الفقرية لنظام الدفاع الأوربي .

4- شركة NORTHORP GRUMMAN صانعة الطائرة الشبحية B2-SPIRIT و طائرة الإستطلاع و المراقبة الأولى في العالم RQ-4 GLOBAL HAWK .

و الامثلة تطول , هذه الشركات تجاوزت أرباحها الـ880 مليار دولار في العام 2017م …

و ربما لأن البرهان يديره آخرون , لجعله مجرد مطية يستخدمونها في نهب خيرات البلاد و ثرواته , لتستفيد منها بلدان أخرى , فلن يبلغ به الذكاء لتوقع أنه قريبا سكون هنالك منافسون أقوياء ماليا , و أوسع علاقات منه , يعملون في قطاع الصناعات الدفاعية , لتوافر كل ما يريدون في السودان , و حينها سيتمنى لو أنه فعلا تخلى عن القطاع الخاص …

و إهتم فقط بما لديه من موارد لتطوير الصناعات الدفاعية , وترك التربح من قوت المواطن بإسم القوات المسلحة , لصالح جهات أخرى ..

و عاجلا ام آجلا سيكتشف الجيش أن هذه الشركات لم يدخل منها في معدته سوى لقيمات ليست كافية حتى لإقامة صلبه , ناهيك عن إسناد ظهره …

و لأن هذه القوات المسلحة هي قواتنا , فلن نتوقف عن لفت أنظارهم لما يدور حولهم بينما يدفعون الثمن أرواح ضباطهم و جنودهم . فالعاصفة على الأفق .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.