آخر الأخبار
The news is by your side.

الأحداث التشادية تطورات درماتيكية ..ذات مترتبات إقليمية (2-2)

الأحداث التشادية تطورات درماتيكية ..ذات مترتبات إقليمية (2-2)..!!!

تحقيق : عبدالقادر جاز

على خلفية الأحداث الدامية بتشاد والتي نتج عنها إغتيال الرئيس إدريس ديبي، وينتظر مستقبل تشاد واقع غير واضح المعالم في ظل تعدد حركات التمرد، يرى محللون سياسيون أنه على الرغم من التدخلات الخارجية لن تحول تشاد انتقال الصراع لدول الجوار التي تمر بها أوضاع غير مستقرة، السؤال الذي يطرح نفسه هل للتداخل القبلي دور في قلب الطاولة بأنجمينا أم الرؤية أن السيناريوهات ستأتي بجديد؟

أبرز دعائم الثورة:
قال الأستاذ حسب النبي محمود أمين الشباب بحركة تحرير السودان قيادة مني أركو إن الرئيس ديبي هو من أبرز الرؤساء الأفارقة دعماً للكفاح المسلح في السودان، معتبراً دولة تشاد ملاذاً آمناً للفارين من الحروب في إقليم دارفور حيث تحتضن أكثر من (13) معسكر للاجئين السودانيين، مشيراً إلى أنه بعد بعد إغتيال ديبي فقد شعبنا حقاً ورمزا من الرموز الأفريقية الداعمين للثورة السودانية، مؤكداً أن هناك صعوبات تحول دون حسم الحركات المسلحة التشادية لقضيتها عسكرياً، ودعا إلى ضرورة إيجاد مصالحة وطنية شاملة تساهم في تحقيق سلام شامل عبر التفاوض الجاد مع كافة الأطراف.

الفوضى:
نفى حسب النبي وجود أي تدخلات خارجية في الشأن التشادي، ووصف ما يجري بأنه شأن داخلي بين الحكومة والفصائل المسلحة، معددا التضحيات الكبيرة التي بذلها الجيش التشادي في محاربة الإرهاب والتطرف على مستوى الإقليم، منوها أنه إذا سقطت تشاد لن تسلم دول الجوار من الفوضى بما في ذلك السودان.

سلبية الأوضاع:
أكد حسبو أن مسألة دور المجموعات الإثنية في تشكيل النظام السياسي الأفريقي هي المشكلة التي لم تتعافى منها الدول الأفريقية عموماً، مرجحا العودة إلى الحقبة الاستعمارية هي التي قسمت مستعمراتها على أساس ثقافي وديني وطائفي، مؤكداً أن ليبيا بعد سقوط نظام القذافي سقطت في أيدي أكبر مجموعة إرهابية في العالم والتي انتجت القاعدة في أفغانستان، وبوكوحرام في نيجيريا، ولو لا قيام ثورة الكرامة بقيادة الجنرال حفتر لما كانت هناك دولة اسمها ليبيا، محذرا من مغبة عدم استقرار الأوضاع في تشاد سينعكس بشكل سلبي على ليبيا، ودول الجوار التشادي، مطالباً المجتمع الدارفوري بضرورة إيجاد مبادرة قوية تساهم في الحل السلمي بين أبنائها من قبل الحكومة السودانية في الخرطوم.

الضبابية سيدة الموقف:
قال الأستاذ أحمد محمد أبكر الناطق الرسمي لمجلس الصحوة الثوري من الصعوبة بمكان قياس حيثيات الراهن السياسي التشادي واتجاهاته المستقبلية. مشيراً إلى أن الضبابية والغموض يكتنفان الموقف باعتبار أن الحركات المسلحة تقاتل منذ سنوات والكل له برنامج سياسي مختلف. وأضاف إن هذه الوضعية ستقود إلى صعوبة التلاقي حول برنامج وطني موحد صعب المنال.

تأثيرات كبيرة:
نفى أحمد وجود تدخلات خارجية في المشهد السياسي التشادي، مضيفاً أن مثل هذا القول يجرد الشعب من حقه السياسي وكفاحه وصولا إلى الأهداف والغايات التي يصبو إليها، مؤكداً أن الصراع التشادي سيقود إلى تاثيرات كبيرة علي المنطقة باعتبار أن الجيش التشادي لعب دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب والتطرف بدول الساحل والصحراء، ولفت إلى أن المسئولية الأكبر ستقع على دولة النيجر كحكومة جديدة منتخبة تحاول إعادة هيكلتها ووضعها الاجتماعي معقد، وتواجد قوى عسكرية كبيرة من الجيش التشادي بالداخل.

النتيجة وخيمة:
توقع أحمد أن يتم سحب القوات التشادية لتقوية البنية الدفاعية الداخلية مما سيحدث فراغا أمنيا كبيرا يساعد على توغل الجماعات الإرهابية بشكل أكبر، بجانب نزوح لاجئين جدد إلى أفريقيا الوسطى والسودان ما سيخلق صغطا سياسيا وإنسانيا على الحكومة الانتقالية الجديدة، مبيناً أنه إذا لم تسع هذه الحكومات لإنتاج منظومة إدارية وأمنية قوية لمجابهة هذه الاحتمالات المتوقع حدوثها فإن النتيجة ستكون وخيمة ومدمرة للغاية.

كارثة إنسانية:
وأضاف بلا شك أن الجنوب الليبي سيتأثر بالتحول في مؤسسة الحكم التشادي نظراً للتداخل القبلي الكبير بين شمال وشرق تشاد وجنوب ليبيا متمثلا في قبائل التبو في ليبيا هى ذاتها قبائل القرعان في تشاد، مؤكدا أنه ًإذا اشتدت المعارك وانهزمت قوات التحرير وهي التي قواها من قبيلة القرعان فإن هذا يؤدي إلى تدفق بشري هائل تجاه الجنوب الليبي، مشيراً إلى أن هذا الوضع يتسبب في إنتاج كارثة إنسانية كبيرة، معرباً عن أمله أن يتمسك الجميع بصوت الحكمة لأجل المصلحة العامة.

التداخل القبلي:
أشار أحمد إلى أن دارفور لم تسلم من التداخل القبلي الحاد بين السودان وتشاد، الأمر الذي ينذر بمزيد من التفكك في مكونات المجتمع في دارفو قاطبة وليس غربها فقط، وأعتبر أن الوضع الراهن في غرب دارفور يختلف عن الوضع الراهن في تشاد باعتبار أن وضعية تشاد تكمن في وفاة الرئيس بينما في غرب دارفور الصراع محدود لم يمتد أثره لبقية البلاد. ولفت إلى أن ذلك يرجع لغموض وغياب الرؤية للحكومة الولائية والاتحادية لعدم قدرتها على فرض المعادلة السياسية والأمنية لإعادة هيبة الدولة وفقاً للقانون.

نظام مختلط:
أكد الأستاذ يوسف ريحان رئيس المعهد الأفريقي للسلام والتنمية بالخرطوم أن تشاد مازالت تعاني من الصراعات السياسية والعرقية والإرهاب الذي تقوم به بعض الجماعات المتطرفة، مشيراً إلى مساحتها الكبيرة وضعف الامكانيات وتجربتها السياسية التي لم تنضج وتدور في فلك الحكم المركزي القابض بهامش محدود من الحريات، وتوقع شكل انتقال الحكم في تشاد سيخطو على ذات النسق السوداني الذي انتج نظاماً مختلطا بين المؤسسة العسكرية والمدنيين مع فتح باب للحوار لتنفيس الاحتقان السياسي القائم لحين قيام الانتخابات، قائلاً إذا حدث ذلك لا أظن حدوث تغيير كبير على حد تعبيره.

تكرار النهج:
مستشهداً بتحرك قوات المعارضة التشادية من ليبيا إلى تشاد بذات النهج تكررت تجربة تحرك أدريس ديبي بقواته من دارفور لاستلام الحكم في تشاد، واعتبره من العلامات البارزة الدالة على هذا التدخل المتبادل بين دول الجوار الإقليمي والدولي.

وقد شهد السودان من هذا التدخل الخارجي بذات القدر الذي تشهده تشاد حالياً، مبيناً أن ليبيا بالرغم من أنها مستعمرة إيطالية دخلت في حيز الاهتمام الفرنسي مع بعض الاستثناءات في شمال أفريقيا التي بدأت تشهد نزاعات تحررية من النفوذ الفرنسي القديم المتجدد، موضحاً ان هنالك علاقة قوية ما بين الراحل ديبي وفرنسا هو بمثابة صديق شجاع لفرنسا حسب بيان قصر الإليزيه عند نعيهم له.

اختلال التوازن:
أكد ريحان أن ليبيا حالياً تشهد استقراراً سياسياً نتيجة لاختلال توزان القوى. والضغوطات الخارجية ورغبة الوطنيين لإنهاء الصراعات من أجل المصالحة الوطنية الشاملة، لافتاً إلى تحرك المعارضة التشادية من ليبيا نتيجة للفراغ الناتج عن التواجد المسلح غير الليبي، أو ربما تكون دفعا من طرف ليبي، أو إقليمي، لإيجاد موطئ قدم، أو حليف مستقبلي جديد بتشاد، مبيناً أن التركيبة القبلية ما بين تشاد والسودان متشابهة في عدة قبائل أهمها الزغاوة والقرعان والبرقو والتاما والسلامات وبعض القبائل العربية الرعوية، ودعم بعضها البعض نتيجته ما حدث في الجنينة بغرب دارفور. مشيراً وفق هذه المعطيات إذا حدث تغيير في الوضع القائم في تشاد سينعكس سلباً أو إيجاباً على دارفور والسودان بشكل عام.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.