آخر الأخبار
The news is by your side.

الجنينة تنزف تزامناً مع ترتيبات إنفاذ بنود اتفاقية سلام جوبا

المصائب لا تأتي فرادى .. الجنينة تنزف تزامناً مع ترتيبات إنفاذ بنود اتفاقية سلام جوبا

المقدمة :

يرى البعض أن هذه الأحداث ما هي إلا سيناريوهات لنسف ما حققته تلك الإتفاقية الأخيرة باعتبار أن هذه الأحداث هي الأعنف من نوعها، وكان بالإمكان منع نشوب الحروب والفتن، السؤال الملح هل بالامكان قيادة مبادرة لتجاوز هذه المصائب؟ وما هي الآليات المناسبة لقيادة المصالحة المجتمعية؟ ومدى فاعلية تصدر المشهد الاجتماعي من ناحية والسياسي من الناحية الأخرى لهذه الأحداث؟

تحقيق :عبدالقادر جاز

السياسات الخاطئة:

أكد د. الريح محمود رئيس حركة جيش تحرير السودان إن حقيقة الجنينة قديمة ومتجددة مع الظروف المواتية منذ عهد الإنقاذ والتدخل في الشأن الادراي الأهلي عبر سياسات الإحلال والإبدال غير مألوفة في نظام الحواكير، مستطردا عندما قاوم أهل دارفور تلك السياسات بقوة جلبت مجموعات من تشاد والنيجر وافريقيا الأوسطى وبقية دول الجوار لدارفور، وقال إن جذور المشكلة تكمن في هذه السياسات الخاطئة، معتبرا أن هذه السياسات بمجرد سقوط الإنقاذ إنتهت في ظل عهد جديد، معربا عن بالغ أسفه لتطور هذه الأحداث.الجنينة تنزف تزامناً مع

 وكشف عن أن الأحداث بدارفور ظهرت على السطح منذ بداية مفاوضات جوبا فحصدت أرواح ما يقارب أكثر من (200) فرد، وزاد بالقول بعد مرور عام تتجدد هذه الأحداث بنفس السيناريوهات التي حصدت الأرواح وفقد الممتلكات في ظل تكررها الحالي يشير إلى قتل المئات وصولاً إلى تحقيق سياسة الإحلال والإبدال للعناصر الأصلية من خارج البلاد، مؤكداً إن ممارسات القتل والحرق والنهب غير مألوفة عند الشعب السوداني، وقال إن اتفاقية جوبا زادت الشرارة والكراهية ولكنها ليست وحيدة الأسباب.

وكشف عن أن هنالك أيدي وجهات لم يسمها تدير هذه الحروب ولديها مصالح ذاتية، نطالب هذه الجهات الكف عن الفتن والأبراء ليس لهم زنب والقبائل الدارفورية متعايشه فيما بينهما، متسائلا ما الذي حدث في هذا التوقيت؟ هنالك من يدعي أن هذه القبائل لا تتقبل بعضها البعض واعتبرها فرية!! ماهي القبيلة التي لا تريد التعايش؟ وما هي المبررات والأسباب؟ قائلاً أي حديث على الهواء الطلق ليس له معنى ، والذي له دليل يأتي بإثباته، نطالب السياسيين بضرورة الكف عن الفتن ورفع أيديهم عما يحدث.

الأحداث الأعنف:

قال د. الريح طالما هنالك آليات مساعدة تزود القبائل بالعتاد والمال لن تنجح أي مصالحة مجتمعية، مستدلاً بنجاح المصالحة في نزع السلاح دون تحيز أو محاباة لأي قبيلة بعيداً عن التدخلات السياسية، وفتح تحقيق محايد دولي، وتقديم الجناة إلى العدالة، منوها إذا تحققت هذه الأسباب ستحل المشاكل، بالإضافة إلى إعادة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية وتقديم الخدمات والتعويضات تحقيقاً للاستقرار والأمن بالمنطقة، مبينا أن أي حلول وراءها مؤامرة لا يمكن أن تكلل بالنجاح، موضحا إذا أتت مبادرة من هنا يتم تغذيتها من طرف آخر ليس بالحل في ظل دوافع الصراع المعروفة، مبرهنا إذا الحكومة جادة للوقوف على مسافة واحدة من كل القبائل بالإمكان تحقيق المصالحة المجتمعية.

واعترف بأن هذه الأحداث هي الأعنف باستخدام أسلحة غير معروفة استهدفت بها المؤسسات الحكومية ومنازل قيادات الإدارات الأهلية التي تم حرقها ونهبها، معتبراً أن المسألة هي مرتبة ومنظمة، وشدد على ضرورة مشاركة الأجهزة العدلية والأمنية بتأكيد أن مثل هذه الجرائم الشنيعة الغير مألوفة لدى مجتمعنا، موضحاً أن موقفهم تجاه اتفاقية سلام جوبا بأنها لن تساهم في استقرار النازحين واللاجئين، مؤكداً إن الخيار الأوحد للحكومة التفاوض الجاد مع الحركات خارج إطار السلام، واعتبر باكتماله نستطيع أن نصل إلى الحلول بأسهل ما يمكن.

الصمت  غير المبرر:

قال د. الريح المتابع للصراع الدارفور ي في ظاهره اجتماعي وباطنه سياسي يحفز على القتال بأساليب متعددة، بعيدة عن المظاهر الاجتماعية، وكشف إن الخطة تكمن في تفريغ القبائل الأصلية على أطراف المدن والبوادي، مستغربا على الرغم من أن إنسان المعسكرات أسير بدون سلاح يضرب ويقتل وينهب أيعقل ذلك؟

متسائلاً أين موقف الحكومة الاتحادية والولائية من ذلك؟ مدللاً إذا الدولة ما قادرة تحافظ على الأمن ، تساهم في تأزيم المشكلة، مضيفا نحن لا نريد أن يكون السودان هشاً نريده متطور بأفكار إيجابية، مستغرب أن مسئولا يتحدث في الولاية بأنه ولخمسة أيام يستنجد بالأجهزة الأمنية لحماية المواطنين ولم يستجيبوا ولا إدلاء واضح، واعتبر ذلك مؤامرة دعا للكف عنها باعتبار أن الشعب السوداني شعب مسئولية.

وزاد بقوله أي مسئول في الدولة إذا هدر دم هو المسئول المباشر، مضيفا في النهاية لا نستطيع تجيير المشاكل في تلس أو قريضة أو نيرتتي ومناطق النزاع بوصفها قبلية غير مرتبه ومنظمة، هذا لا يعقل، وطالب بضرورة توسيع المدارك والنظر إلى المشاكل بحيادية، وخلاف ذلك لا نستطيع الوصول إلى الحلول، وحمل الحكومة الانتقالية والحركات الموقعة على سلام جوبا مسئولية أحداث مدينة الجنينة بصمتها غير المبرر.

تجذر المشكلة الثقافية:

أعتبرالأستاذ أحمد محمد أبكر الناطق الرسمي لمجلس الصجوة الثوري السوداني أن اتفاق سلام جوبا هو تسوية هشة انتجت سلاما هشا وغير مكتمل لتجاهل أس المشكلة في حد ذاتها، ولفت إلى أن حقيقة أزمة السودان ليست أزمة السلام فحسب وإنما هي أعمق من ذلك، ومتجذرة ثقافيا، في الأساس لا يمكن حلها بهكذا تسويات، مشيراً إلى أن حقيقة الاحتقان والغبن الاجتماعي والانفلات الأمني نتاج طبيعي لتسوية جوبا في كل ربوع السودان ليست الجنينة بصفة خاصة ودارفوار بصفة عامة.

الجنينة تنزف تزامناً معالتجاهل الكامل:

أكد أحمد أن أسباب الأحداث هي تراكمات تاريخية عديدة الأوجه والجذور التي نتجت خلال فترة النظام البائد والآن أطلت برأسها من جديد، وأرجع ذلك إلى والتجاهل الكامل من كافة مكونات الحكومة الانتقالية، وعدم قدرتها على حسم التويتات، وفرض هيبة الدولة واستمرارها على النهج القديم الذي كانت تمارسه الإنقاذ بموجب سياسة فرق تسد، قائلاً إن المصالحة المجتمعية لا تتم إلا بموجب مؤتمر قومي للمصالحة الوطنية تحت مسمى (المؤتمر القومي للمصالحة الوطنية والسلام الاجتماعي) وهو نداء أطلقه مجلس الصحوة الثوري السوداني بمناسبة إطلاق سراح الشيخ موسى هلال عبد الله مؤسس ورئيس المجلس، مؤكداً أن موسى هلال سينزل هذه المصالحة الوطنية على أرض الواقع ترتيباً وتنفيذاً عما قريب.

التعدد الثقافي المصري ساهم في التدمير:

قال أحمد إن فلسفتهم السياسية لحل أزمة دارفور تختلف تماماً عن وجهة نظر الآخرين، مبيناً أن فلسفتهم تكمن في أن المايكنزم السياسي لا يمكن فصله من المايكنزم الاجتماعي، معتبرا أن مشكلة السودان هي نتيجة لسبب جوهري وتاريخي وهو التعدد والتنوع الثقافي والفكري والعرقي والديني، مشيراً إلى هذه الحزمة بدلا من ان تكون دافعا رئيسياً لبناء وتطوير البلاد ساهمت في الهدم والتدمير بحيث أصبحت الوحدة الوطنية وسيادة الدولة وأمنها في خطر.

إمتيازات تاريخية:

أكد الأستاذ محجوب الجزولي عز العرب مسئول الإدارة والتنظيم بحركة العدل والمساواة السودانية بإقليم الخرطوم أن ما وقع من أحداث مؤسفه بمدينة الجنينة بين مجتمعات عاشت مئات السنوات، وبينهما تداخلات كبيرة، متنمنيا أن يعودو لرشدهم ويعيشوا بسلام بعد اتفاق السلام بجوبا، واتهم أعداء السلام في نشوب الفتن وويتمتعون بامتيازات تاريخية بالمركز لإيجاد أرضية خصبة عبر اتخاذ القبلية سلما لذلك.

مبادرات مجتمعية:

وقال عز العرب هنالك إجراءات جادة وجارية من خلال تنفيذ الترتيبات الأمنية وتشكيل القوات المشتركة لإنهاء مثل هذه الصراعات مستقبلاً، وعدد جملة من المبادرات المجتمعية التي تنادي بالسلم والتعايش المجتمعي من قبيلتي مجلس شورى قبيلة الفلاتة وناظر الجعليين ومبادرات شبابية دارفورية تساهم في إعادة رتق النسيج الدارفوري إلى سابق عهده بداية بغرب دارفوار ومدينة الجنينة على وجه الخصوص.الجنينة تنزف تزامناً مع

تقاطعات أجندة:

اعترف بأن هنالك تقاطعات بين ما هو سياسي واجتماعي في تحقيق أجندة المنظومات باستخدام القبلية وصولاً إلى المشروع السياسي، معتبراً أن هذا أمر مؤسف لأن المجتمع الدارفوري تغلب عليه الحمية القبلية، قائلاً لكننا نريد تطبيق السلام ومساهمة الدولة وشركائها الدوليين تغيير الصورة النمطية للقبيلة من النواحي الإيجابية وتطويرها تحقيقاً للتنمية المستدامة والأمن والاستقرار.

المحرر:

من الواضح أن أحداث مدينة الجنينة الاخيرة تختلف عن سابقاتها في ممارسة عمليات القتل والحرق والنهب، ولن تسلم منها المؤسسات الحكومية ومنازل قيادات الإدارة الأهلية مما يشي بأن الأمر مخطط كبير يسري تحت الجسر، وغياب الأدوار التكاملية ما بين الحكومة والمجتمعات ساهم ذلك في تحقيق أجندة أعداء السلام في تلك المنطقة، والمعروف بأن مدينة الجنينة هي الآمنة على امتداد تاريخ الصراع الدارفوري، ما الجديد في ذلك يا ترى؟ وهل ارتبط ذلك بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا أم هو إمتداد لجذور تاريخية لا نعلمها؟ أم أنه تمهيد لتجزئة هذا الوطن العزيز؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.