آخر الأخبار
The news is by your side.

ترامب يشن حرباً ضروساً ضد حكومة حمدوك بسبب حميتي ؟… بقلم: ثروت قاسم

ترامب يشن حرباً ضروساً ضد حكومة حمدوك بسبب حميتي ؟… بقلم: ثروت قاسم

1-الاتحاد الاوروبي ؟
في يوم الاثنين 11 نوفمبر 2019 ، خاطب الرئيس حمدوك اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، واجرى حوارات مع عدد من المفوضين في مفوضية الاتحاد الاوروبي ، على راسهم الايطالية فيديريكا موغيريني المفوضة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي ، التي قدمت الرئيس حمدوك للاجتماع الوزاري .
يمكن الاشارة الى نقطتين بخصوص هذه الزيارة ، التي تمت بدعوة من الاتحاد الاوروبي :
النقطة الاولى :
المفوضون في مفوضية الاتحاد الاوروبي الذين تفاوض معهم الرئيس حمدوك في بروكسل سوف يغادرون مناصبهم بنهاية هذا الشهر ، وفي يوم الاحد اول ديسمبر 2019 ، سوف يتم تغيير كل طاقم المفوضية ، بما في ذلك فيديريكا موغيريني المفوضة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، التي تفاوض معها الرئيس حمدوك .
في يوم الاحد اول ديسمبر 2019، سوف يدير المفوضية طاقم جديد للسنوات الخمس القادمة وحتى ديسمبر 2024 .
كان يمكن للرئيس حمدوك تاجيل الزيارة ، لبضع اسابيع ، لتتم بعد تنصيب الطاقم الجديد ، بدلاً من الحج لبروكسل ، والحجاج راجعون منها .
ولكن ربما كان الرئيس حمدوك يعلم ، وانتم لا تعلمون .
قدم الاتحادالاوروبي ( قبلة الحياة ؟ ) للرئيس حمدوك بتبرعه ب 55 مليون ايرو للمساعدة في إغاثة النازحين في السودان ، ولكنه امتنع عن تقديم اي مساعدات اقتصادية بسبب استمرار وضع حكومة حمدوك في قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب .
في المقابل ، قدمت الولايات المتحدة مساعدات اغاثية وانسانية للسودان منذ عام 2005 تجاوزت حاجز الثمانية مليار دولار ، منها وجبات افطار لاطفال مدارس الاساس في ولاية ( الخرطوم؟ ) ، الذين يبكون من الجوع
وقدمت الجامعة العربية اعانة بمبلغ 50 الف دولار لحل مشكلة دارفور ،وشرب الرئيس المفكر جبريل ابراهيم كباية شاي يوم الاثنين 11 نوفمبر 2019 في القاهرة مع السيد احمد ابو الغيط ، الذي تطوع لحل مشكلة السلام في السودان ، وهو الذي هدد الفلسطينيين بتكسير ركبهم ، اذا حاولوا دخول مصر عبر معبر رفح ، وهو الذي امتنع عن المشاركة يوم السبت 17 اغسطس 2019 في الاحتفال بالتوقيع على الوثيقة الدستورية .
جميل ان نحتفي ب اللفتة البروتوكولية برفع علم السودان في مقر الاتحاد الاوروبي وبالتصفيق لخطاب الرئيس حمدوك … ولكن هل هذه وتلك تكفيان لرفع السودان من حفرته الاقتصادية ؟
نبؤني بعلم انكم صادقون .
النقطة الثانية :
في يوم الاثنين 30 سبتمبر 2019 ، التقى الرئيس حمدوك بالرئيس الفرنسي ماكرون في باريس .
قال ماكرون نصاً :
سنواصل دعوة الولايات المتحدة لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حتى يتسنى لنا تصحيح الاوضاع الاقتصادية من خلال حكومة مدنية .
لاحظ كلمة ( حتى ) اعلاه ، إذ ربط الرئيس ماكرون مساعدة فرنسا لحكومة حمدوك المدنية ، اقتصادياً ، برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وبالتالي رفع العقوبات الامريكية ضد السودان .
ولكنه وعد بتقديم مساعدات انسانية واغاثية للسودان بقيمة 60 مليون ايرو ، وفوراً . اما المساعدات الاقتصادية والمنح والقروض والاستثمار والودائع ، فسوف تنتظر لما بعد رفع اسم السودان من القائمة الامريكية الارهابية .
هل تذكر، ياحبيب ، في مايو 2015 ، دفع البنك الفرنسي العملاق
BNP Paribas

غرامة مالية مقدارها 8 مليار و900 مليون دولار للحكومة الامريكية لتعامله المالي مع نظام البشير البائد ، الواقع تحت العقوبات الامريكية ، والمصنف امريكياً من الدول التي ترعى الارهاب ؟
ما يسري على فرنسا ، يسري على الاتحاد الاوروبي ، الذي لا يستطيع مساعدة السودان اقتصاديا إلا بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبالتالي رفع العقوبات الامريكية ضد السودان ، والا اصابه ما اصاب البنك الفرنسي المذكور اعلاه من مكروه امريكاني .
نعم … دفع الاتحاد الاوروبي اكثر من مائة مليون ايرو لحميتي ليساعد في وقف الهجرة الافريقية غير القانونية عبر السودان الى دول الاتحاد الاوروبي ، في اطار ما يُعرف بعملية الخرطوم :
The EU-Horn of Africa Migration Route Initiative, or, the “Khartoum Process” (KP).
ولكن وبضغط من ادارة ترامب ، وفي يوم الاثنين 29 يوليو 2019 ، اوقف الاتحاد الاوروبي عملية الخرطوم، واوقف بالتالي دعم حميتي ، الذي صار شخصاً منبوذاً في الاتحاد الاوروبي، بسبب ترامب .
ونعم … دعم الاتحاد الاوروبي السودان إنسانياً وإغاثياً ، بتقديمه عدة منح اغاثية وانسانية ، واخرها تبرعه لحكومة حمدوك في نوفمبر 2019 ب 55 مليون ايرو للمساعدة في إغاثة النازحين في السودان .
ولكن ، ولعن الله هذه ال ( لكن ) ، لا يجرؤ الاتحاد الاوروبي على دعم حكومة حمدوك اقتصادياً بتقديم منح ، وإعانات ، وقروض ، وودائع ، واستثمارات قبل رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب ، وبالتالي رفع العقوبات الامريكية ضد السودان ،وإلا تعرض للمكروه الامريكاني … وهو اليم شديد

شفت يا حبيب الغول الامريكي متحكم كيف في الاقتصاد الدولي ، وحكاية البنك الفرنسي العملاق المذكورة اعلاه تذكرة لكل مدكر ؟
اوكي فهمنا ، ولكن ماهو الموقف الحالي بخصوص رفع حكومة حمدوك من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وبالتالي رفع العقوبات الامريكية ضد السودان ؟
في هذا السياق ، نشير ادناه لقرارين امريكيين صدرا في يونيو 2019 ، من بين دقشة قرارات امريكية ودولية ، لنعرف ان الرئيس حمدوك ربما كان يعرض خارج الزفة ، ويشوت خارج القون ، ويطعن في ضل الفيل … رغم انه استاذ قدر الضربة ،كما تقول المبدعة ، في الاقتصاد الدولي .
القرار الاول :
تجنيد الاطفال ؟
في يوم الخميس 20 يونيو 2019 ،أعادت وزارة الخارجية الأمريكية السودان رسميا الى قائمة الدول التي تجند الأطفال ، وأكدت مشاركة جنود اطفال سودانيين في حرب اليمن ، وطالبت باستمرار بل تعزيز العقوبات ضد السودان .، وتقديم المسئولين الذين سهلوا تجنيد الأطفال ، وعلى راسهم حميتي ، للمحاسبة بموجب القانون السوداني … وإلا ؟
كما اعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها ، من وجود عدد من المسئولين عن قوات الدعم السريع في المجلس السيادي الانتقالي بالرغم من تورطهم في تجنيد الأطفال… تقصد حميتي وياسر العطا ؟
وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، المجلس السيادي الانتقالي بتسريح الجنود الأطفال من الدعم السريع ، وانهاء تجنيد الأطفال فوراً .
إذن ، وبالواضح الفاضح ، مادام ادارة ترامب قد وضعت حكومة حمدوك في قائمة الدول التي تجند الاطفال ، وطالبت بتعزيز العقوبات ضد حكومة حمدوك ، فلن يستطيع الاتحاد الاوروبي كمجموعة ، ودوله على انفراد ، مساعدة حكومة حمدوك اقتصاديا ، كما صرح الرئيس ماكرون في مؤتمره الصحفي مع الرئيس حمدوك في باريس .
القرار الثاني :
الاتجار بالبشر ؟
في يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، صنفت وزارة الخارجية الامريكية السودان من الدول التي تمارس الإتجار بالبشر..
Trafficking in Persons -TIP
يشمل تعريف الاتجار بالبشر :
+ تجارة تجنيد الاطفال السودانيين ، وهم من البشر ، قسرياً في الحرب في اليمن وليبيا ،
+ تجارة شراء ولاءات زعماء القبائل والسياسيين من المؤلفة جيوبهم ، وهم من البشر ، بالمال لضمان الدعم السياسي ،ومنهم مولانا الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني ، الذي وقف في خندق الساقط البشير ، ورفض تسليمه للعدالة الدولية ؟
+ تجارة سبي فتيات الزرقة ، وهن من البشر ، لاغراض العمل القسري داخل المنازل ، والإغتصاب الجنسي .
إذن تم وضع حكومة حمدوك في القائمة الامريكية للدول التي تمارس الاتجار بالبشر . ولكن ما هي تداعيات ذلك على حكومة حمدوك ؟
يشمل تصنيف السودان من الدول التي تمارس الإتجار بالبشر ، على عدد من العقوبات الأمريكية علي السودان ، نذكر اربعة منها ادناه ، مثالاً وليس حصراً :
واحد :
امر ترامب ممثليه في صندوق النقد الدولي وفي البنك الدولي وفي كل مؤوسسات التمويل والانماء الدولية التصويت ضد السودان ، بشكل راتب ومُستدام ، في أي مسعي للسودان للحصول علي قروض أو إعانات او منح او استثمار ، حتى يخرج السودان من هذا التصنيف .
اتنين :
طلب ترامب من المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي بإستخدام كل ما بوسعه وفي مقدوره لرفض أي طلب للسودان للحصول علي قرض أو أي دعم مالي من الصندوق ، حتى يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تمارس الاتجار بالبشر .
وكرر ترامب نفس الطلب لرئيس البنك الدولي ، ولبقية البنوك التنموية الدولية والاقليمية .
تلاتة :
لن تقدم الولايات المتحدة للسودان اي إعانات غير انسانية وغير تجارية حتى يخرج من هذا التصنيف :
Non humanitarian, Non Trade related Assistance.
اربعة :
إمتناع الولايات المتحدة عن تقديم أي دعم لمشاركة أي من الموظفين التابعين للسودان في مجالات التبادل الثقافي حتى يخرج السودان من هذا التصنيف .
مقاطعة كاملة وشاملة ، رغم ما ينبح به القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم من حقائق بديلة ، ورغم ما تقول به معالي الوزيرة اسماء بت محمد عبدالله من ان الاجراءات الامريكية اجراءات ( روتينية ؟ ) مقدور عليها ؟
لمزيد من التفاصيل ، يمكنك يا حبيب ، الرجوع لمقال السفير نصرالدين والي في صحيفة سودانايل بتاريخ 3 اكتوبر 2019 . بعنوان : شبح الإتجار بالبشر يلاحقنا، ولا رفع للعقوبات… رؤية دبلوماسية ؟
إذن ينطبق على الرئيس حمدوك مقولة حلم الجيعان عيش ، ولكن لن يستطيع الرئيس حمدوك الحصول على العيش ، وحكومته عليها عقوبات بالكوم ، بسبب وضعها في قائمة الدول التي تجند الاطفال وفي قائمة الدول التي تمارس التجارة بالبشر … من ضمن عقوبات اخرى بالكوم واهمها وضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب .
قبل الحج الى بروكسل ، دعنا نستوفي شروطه الإستباقية ، بوضع الحمار امام عربة الكارو ؟
وكيف لعنقالي مثلنا ان يعرف الابجديات المذكورة في هذه المقالة ، ويتجاهلها العالم العلامة الحبر الفهامة الرئيس حمدوك ، والاستاذة الكبيرة اسماء بت محمد عبدالله ؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.