آخر الأخبار
The news is by your side.

تجربة الحزب الشيوعي في الحركة النقابية (٢_٤)

تجربة الحزب الشيوعي في الحركة النقابية (2-4)

بقلم: تاج السر عثمان بابو

ثانيا: دور الحزب في بناء الحركة النقابية:
1 – فترة الحكم الاستعماري ( 1946 – 1956).
انطلاقا من الخلفية، نسلط الضوء على تجربة الحزب في بناء الحركة النقابية:
* كان من نتائج الصراع الداخلي في الحزب عام 1947 استقلال الحزب ، وبناء فرع للحزب في عطبرة، والتوجه لتكوين نقابة عمال السكة الحديد التي بدأت ارهاصات تكوينها بقيام نادي العمال وقبله نادي خريجي المدارس الصناعية ،وبنهوض العمال وتكوين ” هيئة شؤون العمال”، واضرابهم من أجل انتزاع النقابة، وتكوين النقابات في الخرطوم بحري ” الوابورات والمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي.الخ.
اصدرالحزب منشورات تدعم اضراب عمال السكة الحديد، وضد الجمعية التشريعية، ودعم اضراب سائقي التاكسي، وضد المشروعات الاستعمارية التي تكبل حرية السودانيين.
كانت مساهمة الحزب في بناء الحركة النقابية سياسية وفكرية وتنظيمية، كما يتضح من الآتي:
– ساهم في تأسيس هيئة “شؤون العمال” في عطبرة.
– عارض صيغة” لجان العمل” التي تفتت وحدة العمال وتفرغ نضالهم ومطالبهم من محتواه، والتي اقترحتها الإدارة البريطانية، وقدم البديل” النقابة”.
– ساهم الشهيد عبد الخالق محجوب في تقديم المساعدات الفكرية والتنظيمية ، وبناء الحركة النقابية ، و ترسيخ استقلال الحزب، من خلال وجوده وسط العمال في صيف 1947 ، وكان وقتها في اجازة حيث كان يدرس في مصر.
– كتب قاسم أمين القيادي النقابي الشيوعي ومن المؤسسين لهيئة شؤون العمال مذكرة اقترح فيها صيغة “النقابة “، بديلا ل ” لجان العمل”.
– دعم الحزب اضرابات “هيئة شؤون العمال” حتى تمّ انتزاع قانون” نقابات العمل والعمال لسنة 1948 ” الذي اعترف بتكوين النقابات ،وكان الحد الأدني لتكوين النقابة 10 أشخاص.
– اسهم في ترسيخ ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية ، بالاصرار علي اشراك قواعد النقابات والجمعيات العمومية في اتخاذ القرار ، وتكوين النقابات من القواعد الي القمة.
– ساهم في تأسيس “مؤتمر العمال” الذي عقد في فبراير 1948 في عطبرة ، ودعم الحزب في منشوراته وبياناته مطالب ” مؤتمر العمال ” ، واضراب ال 33 يوما حتى نجح في تحقيق المطالب.
– اسهم الحزب في ربط مطالب الحركة النقابية بالقضايا السياسية والوطنية العامة.
– نجح اضراب ال 33 يوما في تحقيق زيادة في الأجور بنسبة ( 20 – 30 %) ، وتحقيق مشروع القاضي واطسون قاضي المحكمة العليا في تصنيف درجات العاملين في سبعة درجات، أُضيف لها درجة ثامنة خاصة بالسكة الحديد وهي وظيفة ” كمندة”.
– انتقد الحزب مع القادة النقابيين قانون 1948 الذي لم ينص علي حق الاضراب ، وتعيين الحاكم العام لمسجل النقابات، وطالب بأن يكون مسجل النقابات من الهيئة القضائية، إضافة الي أنه لم يعترف باتحاد العمال.
– ساهم الحزب في عقد المؤتمر الثاني للعمال بالخرطوم في 6 مارس 1949 ، والذي استمر 3 أيام وخرج بالآتي : رفض قانون 1948 ، والاضراب ، ولم تستجب الحكومة للمطالب ، ونفذ العمال الاضراب في 15 مارس 1949 ، وشارك فيه 150 الف عامل ، رغم الاعتقالات والفصل من الخدمة.
– في 21 مارس 1949 اعترفت الحكومة ب ” مؤتمر العمال” وتقرر التفاوض مع الحكومة ، وتمّ تعديل المادة ( 7: ش) ، وكان التعديل يقضى بأن يكون مسجل النقابات من قضاة الدرجة الأولي ، تعينه الهيئة القضائية ، وبعد ذلك تمّ تسجبل النقابات، وكانت نقابة الأطباء أول نقابة يتم تسجيلها.
– من ايجابيات قانون 1948 أنه أعطى كل عشرة من العاملين تكوين نقابة، من المفارقات أن الحكومات ما بعد الاستقلال تراجعت عن ذلك !!!، مما يخدم أصحاب العمل من الرأسماليين، ويقيد حق العاملين في التنظيم النقابي والدفاع عن حقوقهم.
– كانت تجربة الحركة النقابية عميقة في انتزاع ديمقراطية واستقلالية وحرية العمل النقابي، وحق الاضراب ،وكانت سابقة للمواثيق الدولية حول العمل النقابي التي جاءت لتعزز تجربة الحركة النقابية السودانية مثل: الاتفاقية رقم (87) لسنة 1948 ، والاتفاق رقم (98) لسنة 1949 ، والاتفاقية العربية رقم (8) لعام 1977 بشأن الحريات النقابية، والاتفاقية الدولية بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أجازتها الأمم المتحدة في ديسمبر 1966 ، أكدت هذه الوثائق علي الحريات النقابية وعدم تدخل الدولة فيها وحق التنظيم والحماية وتكوين النقابات والاتحادات ، والمفاوضات الجماعية، والحريات والحقوق النقابية ،وحق الاضراب.الخ.
الحزب واستقلال الحركة النقابية:
نتيجة لتراكم تجربة الحزب في العمل النقابي ، جاءت دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في يناير 1954 لتحدد مفهوم النقابة كالأتي:
* النقابة جبهة واسعة تدافع عن مصالح العاملين غض النظر عن منطلقاتهم الفكرية أو السياسية أو الدينية.
* ليست منبرا حزبيا لحزبنا أو لأي حزب آخر .
* تتخذ قراراتها بأغلبية عضويتها.
* ضرورة اقتناع أغلبية العاملين بقرار النقابة ، وهذا دور فرع الحزب والتنظيم الديمقراطي في مجال العمل السياسي والتنظيمي والفكري.
* ممارسة الديمقراطية داخل النقابة باصدار النشرات وعقد الجمعيات العمومية والليالي العمالية والمؤتمرات ومجالس الإدارات .
* الانتهازيون يخشون ممارسة العمال للديمقراطية النقابية في النقابة ، وهي سلاح يهزم الانتهازيين.
– كما دعم الحزب اضراب أبريل 1952 من أجل الحريات السياسية والنقابية ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات مثل : قانون” النشاط الهدام”.
– دعم الحزب مع مؤتمر العمال واتحاد العمال فيما بعد استقلال الحركة النقابية، وطرح ضرورة ابعاد كل السلطة التنفيذية، وضمان عدم تدخلها في شؤون النقابات.
المطالب التي ساهم الحزب في تقديمها:
* زيادة الأجور بنسبة 5 %.
* تخفيض ساعات العمل الي 42 ساعة في الاسبوع بدلا من 48 ساعة.
* تعديل فئات الاجازات.
* لا جدوى من الزيادات في المرتبات دون تركيز الأسعار للسلع الضرورية.
* نجحت المفاوضات في اقرار نظام علاوة المعيشة التي يُعاد النظر فيها كل 3 شهور للمحافظة علي مستويات الأجور.
ملحوظة :من المفارقات أول حكومة وطنية بعد الاستقلال الغت علاوة المعيشة !! ( نظام مايو دمج علاوة المعيشة في الأجر الأساسي”.
– ساهم الحزب في تأسيس اتحاد العمال ، وكانت أول لجنة تنفيذية بها من الشيوعيين : الشفيع أحمد الشيخ، محمد السيد سلام ، عبد اللطيف محمد بشير ” كمرات”، ومن القوى الديمقراطية فضل عبد الوهاب ” والد الشهيد دكتور علي فضل” ، وحمزة الجاك . الخ.
– تمّ عقد المؤتمر التأسيسي لاتحاد العمال في 18 نوفمبر 1950 ، بمقر المؤتمر العمالي بالخرطوم، وجاء في دستوره:
* رفع المستوى الصحي.
* رفع مستوى الأجور، والضمانات.
* عدم تشغيل الصغار الا في الحدود التي لا تضر بصحتهم.
* محو الأمية بين الكبار من العمال .
* الاجازات الدورية والمرضية.
* الصلة بالمنظمات النقابية في الخارج.
* قيام المؤسسات التعاونية.
* تسجيل النقابات قانونيا والحاقها بالاتحاد.
* التعاون بين الهيئات التي تتقارب أهدافها مع أهداف الاتحاد.
– دعم الحزب مع اتحاد العمال اضراب البوليس من أجل تحسين أوضاعه المعيشية والمهنية عام 1951م.
– ساهمت اتحادات العمال والنقابات والطلاب والمزارعين والشباب والنساء والمعلمين في معركة الاستقلال ، وفي تأسيس الجبهة المتحدة لاستقلال السودان ، حتى نال السودان استقلاله عام 1956 .
لقد شكلت فترة الاستعمار الملامح الثورية التي قامت علي وحدة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية السودانية ، حيث تمسك الحزب الشيوعي مع العمال بمطلب النقابة كبديل لصيغة ” لجان العمل” التي تفتت وحدة العمال ،وتأكيد استقلالية الحزب الشيوعي واستقلالية النقابة عن الدولة والأحزاب.
– رفض الحزب مع النقابيين فصل الفنيين عن العمال ، باعتبار أن الفنيين جزء من الطبقة العاملة، وكانت نقابة عمال السكة الحديد تضم العمال و الفنيين” خريجي المدارس الصناعية”.
– قاوم الحزب مع اتحاد العمال رفض اعتراف الإدارة البريطانية باتحاد العمال في قانون 1948.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.