آخر الأخبار
The news is by your side.

مفصولو سودانير .. البحث عن حلول

مفصولو سودانير .. البحث عن حلول

سياسة التمكين واحدة من السياسات التي اتخذها نظام الإنقاذ منذ وصوله إلى سدة الحكم في 30 يونيو 1989م للتحكم في مفاصل الخدمة العامة، وعلى ضوء ذلك فصلت وشردت آلاف العاملين، لكن النصيب الأكبر كان من نصيب شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، تلك الإجراءات التعسفية التي طالت الآلاف من العاملين بها وألقت بهم إلى الشارع دون أي شفقة أو رحمة، حيث تطالب لجنة مفصولي سودانير بالغاء القرار (33) القاضي بإلغاء وظائف العاملين بسودانير، وفصل (1471) كادراً مؤهلاً بالشركة، أو تسليم المتضررين من العاملين حقوقهم المقدرة بـ(27) مليون دولار.

الخرطوم: عماد النظيف
كشف رئيس لجنة المفصولين بشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، عادل أحمد المصطفى عن فقدان الخطوط الجوية السودنية لـ(4) ملايين دولار تقريباً، بسبب غياب الناقل الوطني لمدة موسمين متتاليين للحج، بحجة عدم وجود طيران، بجانب إغلاق المحطات الخارجية في جميع العالم، عدا القاهرة وجوبا، مؤكداً وجود عاملين يتقاضون رواتب بالدولار رغم إغلاق المحطات، وطالب المصطفى بإلغاء القرار (33) القاضي بإلغاء وظائف سودانير وتسببه في تشريد (1471) كادراً مؤهلاً بالشركة، لافتاً إلى أن حقوق المفصولين تصل إلى (27) مليون دولار، وقال لـ(آخر لحظة) إن حيثيات القرار لم ينظر إلى حقهم في العمل كسودانيين والوزير الذي فصلهم كان يتقلد (8) وظائف، في إشارة منه إلى وزير النقل والطرق والجسور الأسبق مكاوي محمد عوض، معتبراً هذا القرار إهداراً للمال العام، فكل الذين تم فصلهم كفاءات ومدربون تدريباً عالٍ، حيث إن بعض شركات الطيران العالمية استوعبتهم سريعاً، في الوقت نفسه تساءل عن كيف يعين أشخاص جدد في الوظائف التي تم إلغاؤها، وهذا يعتبر تسلطاً، أي بمعنى يتم فصل موظفين وتعيين آخرين ليست لهم علاقة بالمهنة (الشغل).

* مجلس الإدارات
وقطع المصطفى بأن السبب الرئيسي في دمار الناقل الوطني هو مجالس الإدارات والوزراء السابقون بتدخلهم في العمل الفني، كاشفاً عن أن المناولة الأرضية حق للناقل الوطني يرفد الخزينة بملايين الدولارات، إلا أنه منح لنحو (13) شركة خاصة، متسائلاً: (لماذا ترفض الدولة ملايين الدولارات ولمصلحة من؟)، كاشفاً عن وجود نحو (450) عاملاً رغم صدور قرار بإلغاء الوظائف، يعملون بعقودات مخالفة لقانون الخدمة المدنية، مشيراً إلى أن اللجنة سلمت المجلس العسكري مذكرة حول قرار الفصل، وأن وزير النقل ذكر في حديث سابق أنه سيستجلب (14) طائرة من الصين، و(3) بواخر للميناء، وعندما فشل لجأ إلى إلغاء الوظائف رغم أن القرار معيب، وأن المدير العام السابق لم يوصِ بفصل العاملين، وأيضاً وزير العمل، ونوه إلى أن الموظف ليس مسؤولاً عن توفير وسائل التشغيل، إنما يدير وينتج، وذكر أن مديراً إدارياً في القاهرة، اقترح بيع الطائرة أيربص وشراء (4) طائرات جدد من أجل السيطرة على السوق بدلاً عن الاستئجار، بيد أن مجلس الإدارة لم يعمل بحديث الخبير، واشترط إصلاح سودانير بتعيين مجلس إدارة مقتدر له علاقات مع الخارج والداخل، وأن تكون سودانير شركة قابضة لأن بها إدارات منتجة، وهنالك عشرات الشركات الخاصة تم إعطاؤها المناولة الأرضية، وهناك شركات ليس لها طيران، تم إعطاؤهم هذه الخدمة، واقترح اعتماد توصية بأن تخصص أموال جبر الضرر والتعويض في استجلاب طائرات لسودانير مقابل إعادة العاملين للعمل، واستيعاب المزيد من الخريجين في كل المجالات لدفع عجلة الاقتصاد والاستقرار بالبلاد، موضحاً أن إعادة العاملين للشركة تسهم في إرجاع الناقل الوطني لعهده السابق، وأضاف: لأن كل مقومات النجاح الفنية والإدارية متوفرة لها وإمكانية رفدها الخزينة العامة بملايين الدولارات.

* تقاعد اختياري
في ذات المنحى قال مدير إدارة الموارد البشرية السابق بسودانير الصادق نجم الدين إن من أهم مكونات صناعة الطيران هو الاستقرار، فالخطوط الجوية السودانية تعرضت لحوالي (3ـ4) مشاريع قادت إلى عدم استقرارها منذ 1989م، وأضاف: بدأت سودانير في التدهور من خلال السماح بالتقاعد الاختياري ومشروع الإجازات المفتوحة، ومن ثم الصالح العام، بالإضافة إلى الهيكلة والخصخصة، كل هذا يقود إلى عدم قدرة الشركة على منافسة الشركات المنافسة لها، وتابع سودانير خلال (8) سنوات عين لها ما يقارب الـ(20) مديراً، ولم يكونوا متخصصين في المجال وليست لهم دراية بذلك، أي تعيين سياسي، وعزا في حديثه للصحيفة التدهور إلى عدم الاستقرار وهو السبب في اهتزاز الشركة، وقال إن العاملين بالشركة من أكفأ العاملين بالموارد البشرية السودانية والمجتمع، متهماً النظام البائد بتدميرها قائلاً سودانير تم تدميرها بفعل فاعل، ولا بد من تطوير الخطوط الجوية السودانية وأيضاً تطوير السكة الحديد والنقل النهري والخطوط البحرية لكي يرتاح الشعب السوداني.

* حلول ومعالجة
إلى ذلك وصف رئيس لجنة إعلام مفصولي الخطوط الجوية السودانية أمير عطا هذا القرار بالمعيب، وأن أسباب تدهور سودانير منذ وقت بعيد ولم يكن في عهد حكومة بعينها، لكن البداية الحقيقية بعد أن تم تسييس الإدارات في عهد التمكين، وتساءل من أين نبدأ حتى تسير الخطوط الجوية بصورة أفضل؟.. وأجاب قائلاً لـ(آخر لحظة) لا بد من إزالة الظلم الواقع على منسوبي الخطوط الجوية السودانية، وإجازة قانون النقل الوطني، وتبني تطور وتنمية الخطوط الجوية السودانية وإعادة تأهيل البنية التحتية، بجانب التعامل المشترك مع شركات الطيران، وإعادة الكوادر التي تم فصلها وتدريبها، والتخطيط لعقد مؤتمر لإعادة تأهيل الخطوط الجوية، بيد أنه أشار إلى دور وزير البنية التحتية والمواصلات في تأهيل سودانير كواحد من روافد النقل من أجل المساهمة في الاقتصاد .

* إنهاء خدمة
وفي وقت مضى أصدر المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية ياسر تيموثاوس قراراً بإنهاء الخدمة وإلغاء الوظيفة بناءً على ما جاء بقرار مجلس الوزراء رقم (33) بتاريخ 23 يناير لسنة 2018م، بإلغاء كافة وظائف العاملين بشركة الخطوط الجوية السودانية ومنحهم كافة استحقاقاتهم، وذلك اعتباراً من تاريخيه، ووجه رئيس لجنة استحقاقات العاملين تكملة الإجراءات اللازمة المتعلقة بفوائد ما بعد الخدمة بعد الحصول على شهادة خلو طرف.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.