تزوير الشهادات الطبية.. من المستفيد ؟ …اعداد: عماد النظيف
تزوير الشهادات الطبية.. من المستفيد ؟ …اعداد: عماد النظيف
ثمة اعترافات خرجت إلى وسائل الإعلام رغم سياج السرية المضروبة عليها، لكن الغريب في الأمر هو إقرار المسؤول الأول بالمؤسسة بوجود تزوير شهادات علمية، ليس في مجال الاقتصاد والإدارة ولكنها شهادات مزاولة مهنة الطب، في وقت طالب فيه أطباء بتشديد العقوبات لردع كل من يحاول التلاعب أو التزوير في الشهادات الطبية، وعلى الجهات المعنية محاصرة المزورين وتضييق الخناق عليهم، من خلال عدد من الإجراءات.
أخطاء كارثية
إلى ذلك أقر اتحاد المهن الطبية والصحية بوجود فوضى وحالات تزوير في الشهادات العلمية بين منسوبي القطاع، وطالب الاتحاد بضرورة حسم فوضى الدرجات العلمية لا سيما في مستوى شهادة الدبلوم، بجانب وضع فروق واضحة بين عمليات التأهيل والتدريب بواسطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ودعا الأمين العام للاتحاد د.مصعب برير، في تصريحات صحفية محدودة، لوضع اشتراط لممارسة العمل في القطاع متمثلة في اجتياز المنهج الأنموذج المجاز من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محذراً في ذات الوقت من اللجوء إلى الشهادات الممنوحة عبر دراسة مناهج بديلة، واصفاً الإقدام على الخطوة بأنها “تزوير” في الشهادات.
شهادات مضروبة
يرجع الخبير في الشأن الصحي دكتور محمد سليمان، إلى أن التزوير في الشهادات يرجع إلى الحوافز التي يجدها العاملون في هذا المجال لأنهم الأكثر أجراً بين المهن الأخرى، كما أن المهن الطبية تعد تجارة رابحة في حالة إنشاء مستوصف أو مركز طبي أو مستشفى، وقال أي عنصر دخيل عن طريق شهادات مضروبة للمهنة من شأنه أن يفضي إلى كارثة قد تكون كلفتها هي حياة مريض أو تسبيب الأذى الجسيم.
مسؤولية مشتركة
وحمَّل رئيس المهن الطبية والصحية، ياسر أحمد بشير، مسؤولية تزوير الشهادات اتحاد المهن الطبية والصحية، لا سيما أنه مسؤول من منح تلك الشهادات، وأضاف أن وزارة الصحة عبر إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة مسؤولة من ترخيص المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية، وقال أي تجاوزات لتلك المؤسسات من وزارة الصحة يجب محاسبتها بالقانون، وقال إن تزوير الشهادات قضية تحتاج إلى حسم ومتابعة.
دبلوم الصيدلة
ومن جهته قال الأمين العام للمهن الطبية والصحية، د. زكي محمد البشير، إن هنالك ثلاث جهات تمنح الشهادات الطبية من ضمنها وزارة التعليم العالي (جامعات، كليات خاصة) والأكاديميات التابعة إلى المؤسسات الخدمية “أكاديمية العلوم الصحية” والأكاديميات الخاصة التي لديها اعتمادات خاصة، عزا زيادة تزوير الشهادات العلمية في هذا المجال إلى ضعف الرقابة الإدارية الذي جعل مراكز التدريب المختصة في تدريب الكوادر بعد التخرج تلجأ إلى ممارسة التعليم منحهم شهادات علمية بدلاً عن تدريبية، وهذا حق غير مكفول لها بالقانون، ويترتب عليه تخريج دارس بشهادة غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي، وضرب لنا مثلاً بالمراكز التي تعطي شهادات دبلوم الصيدلة الوظيفي، وتابع في معرض حديثه لـ(آخر لحظة) أي شهادة غير موثقة في التعليم العالي غير معتمدة، وقال نقوم بمخاطبة الجهات ذات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ووصف انتشار مراكز التدريب بالوضع “الفوضوي” ونوه إلى أن ممارسة المهنة بدون تدريب مخالفة يحاسب عليها القانون، ومزاولة المهنة بدون ترخيص يحاسب عليها القانون.
حالة متكررة
اعترف الأمين العام لاتحاد المهن الصحية والطبية، بوجود تزوير شهادات مزاولة مهنة الطب، لكنه قال: إنها لم تعد الأولى من نوعها، بل هي امتداد إلى فوضى إدارية في القطاع الصحي، وقد سبق أن أعلنت إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة التابعة لوزارة الصحة الخرطوم، عن ضبط شهادات مزوَّرة بحوزة أطباء وكوادر طبية، وقال إن عدداً من الذين ضبطت لديهم الشهادات أشاروا إلى أنهم حصلوا عليها مقابل مبالغ مالية ه. وكانت نيابة أمن الدولة قبضت على موظف سابق بمجلس المهن الطبية، على خلفية تزوير شهادات لأجانب لممارسة مهنة الطب في البلاد، وعقب اكتشاف حالة التزوير الأولى، قام المتهم بتسجيل اعتراف قضائي بالتزوير.
