حرب بلا أخلاق…بقلم: صفاء الفحل

عصب الشارع…بقلم: صفاء الفحل

حرب بلا أخلاق

عندما حاول نابليون في إحدى غزواته دخول إحدى المدن استعان بأحد أبنائها في معرفة نقاط الضعف التي يمكنه بها الدخول وعند انتهاء المعارك وسيطرة نابليون على تلك المدينة جاء ذلك الشخص لمصافحته إلا أن نابليون رمى إليه بحزمة من المال على الأرض رافضا مصافحته قائلا له إنه لا يصافح الخونة الذين يبيعون أوطانهم.

فمن يسهم في تدمير بلاده (خائن) ولن يكتب إلا إلى مزبلة التاريخ والفلول والدعم السريع معا باعوا تراب هذا الوطن وشعبه في سبيل السيطرة على مقدراته وقبضوا ثمن تلك الخيانة سلبا ونهبا وسرقة، ولم يكتفوا حتى الآن، ولكن هذا الشعب الأبي لن يعود لمصافحتهم مرة أخرى فلا مكان لخائن بين أبناء هذا الوطن الشرفاء.

وعلى مر التاريخ كان لكل حروب العالم والقادة الحقيقيين أخلاقيات محددة وإحترام للخصم في أحايين كثيرة، فالخصم النبيل أفضل ألف مرة من الصديق الخائن، خاصة خلال الحروب الإسلامية التي شهدت الكثير من المواقف البطولية والأخلاقية العظيمة ولم يشهد التأريخ حروبا خسيسة وبلا أخلاق أو قيم إلا حروب هولاكو التتري والآن حرب غزة ثم الفلول والجنجويد في العصر الحديث حيث لا مراعاة للمواطنين العزل الذين لا علاقة لهم بتلك الحرب ولا في الحفاظ علي بنيات الوطن التحتية.

وإذا حاولنا حصر المنشآت الحيوية التي قام الطرفان بتدميرها خلال حربهم اللعينة هذه فهي لا حصر لها وآخرها خلال الأيام الماضية ما تم الإعلان عنه بفرح وابتهاج من خلال النظام الانقلابي عن احتراق وتدمير أكبر آبار النفط في حقل زرقة بولاية شرق دارفور الواقع تحت سيطرة الدعم السريع الذي قال من خلال بيان ان الطيران الحربي هو من قام بضرب الحقل.

كأنما هذه الحرب تقع بين دولتين تحاول كل واحدة منهما تدمير البنى التحتية للأخرى متجاهلان أن ما يقومان بضربه وتدميره هو في الواقع ملك لهذا الشعب الصابر الذي يسعى كل طرف منهما للسيطرة لحكمه على (أنقاض) هذه البنى التي يعمل كل طرف على تدميرها في سعيه لهذا الهدف الذي صار مستحيلا على الطرفين بعد كل ما فعلاه بأبناء الوطن.

العالم كله أعلن أن طرفي الحرب (مذنبان) ويتحملان مسؤولية هذه الحرب وهذا الدمار ولن ينجيا من المحاسبة والعقاب عاجلا أو آجلا ومهما طال أمد حربهما اللعينة ومهما تدثر الفلول بغطاء القوات المسلحة وتدثر الدعم السريع بغطاء إعادة الديمقراطية فإن نهايتهم المحتومة قادمة ولن تقوم لهما راية في ظل السودان الجديد أو كما قال نابليون لا مكان لخائن دمر بلاده من أجل أطماعه الشخصية ومهما فعلا بالوطن وشعبه فسيبقى الوطن ولكنهما إلى زوال.

والثورة ابداً لن تتوقف ..

والقصاص راية مرفوعة لن تسقط ..

والعزة والخلود للشهداء ..

شارك على
Comments (0)
Add Comment