آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب الحلقة ” 65″ السيرة النبوية العطرة.. إسلام عمر بن الخطاب “2”

هذا الحبيب الحلقة ” 65″ السيرة النبوية العطرة.. إسلام عمر بن الخطاب “2”

فقرع الباب بشدة فقام إليه سعيد وإختبأ خباب في الكوة ( التي يضعوا فيها القمح) يطرق الباب ويصرخ بصوته الجهوري افتحوا الباب وإلا كسرته !!
فقام سعيد وفتح الباب فدخل عمر وقال : ما هذه الهيمنة التي سمعتها ؟ “الهيمنة كلمة عند العرب تقال عن الكالم غير المفهوم”.
قالوا له : ما سمعت شيئاً
قال :لا بل سمعت ، وقد بلغني أنكما إتبعتم دين محمد ثم رفع يده وبطش بسعيد ، قبل أن يسمع منهم الجواب “هذا هو عمر الرجل الشديد” بطش بسعيد وكاد أن يخنقه ، وألقاه على الأرض وجلس بركبتيه على صدره فلما رأت فاطمة ما يفعل بزوجها !!!
وهي مؤمنة وزوجها رجل مؤمن ، وفي نظرها عمر كافر ، قامت ودفعته عن زوجها بقوة فإشتعل عمر من الغضب عمر الذي لا يقابله أقوى رجال مكة كلها ، تقابله أخته فاطمة فرفع يده ولطمها لطمة شديدة حتى شج وجهها ” إنجرح” وسالت منه الدماء.

فصرخت فاطمة بعمر وقالت : نعم يا عدو الله  أسلمنا وإتبعنا محمد فإصنع ما بدا لك “ودارت الارض بعمر ، أختي فاطمة شيء لم يعرفه العرب إمرأة تجيب رجل ، لا أحد يفعلها من النساء فالمرأة في نظرهم متاع يباع ويشترى ، أو تدفن بالتراب لا قيمة لها تصرخ بوجهي ، أنا عمر أخوها ، ما الشيء الذي دفعها أن تفعل ذلك ؟ وقف مذهول عمر نظر للدم بوجهها وقوة صوتها نعم يا عدو الله ..

عمر رجل عاقل يفكر أي دين هذا يحول هؤلاء الناس إلى أسود ، وتذكر المعذبين في مكة كلهم ما الذي يجعل بلال يعذب ويصبر وهو يقول أحد أحد؟؟ ما الذي يجعل آل ياسر لا يقولون كلمة ترضي أبو جهل حتى ماتوا ؟؟ ما الذي جعل ليلى ترد عليه قبل سبعة أيام آذيتمونا .. ما هذا الدين الذي يحول الناس إلى عمالقة؟.

سؤال هل تعلمون لماذا نقول عن الفنانين والفنانات وزعماء الغرب لقاء العمالقة؟ هم ليسوا عمالقة نحن للأسف اصبحنا أقزام ، لما إبتعدنا عن دين الله ، لهذا السبب نراهم عمالقة ، لو نعتز بدين الله ترى كل عاصي بالله جاحد بنعمه بحجم الحشرة ، لكننا إعتززنا بغيرنا حتى على مستوى اللغة ، نسينا لغتنا واصبحنا إنجليز وإتبعنا الغرب .. حياة الفنانين هي قدوتنا .. إعتززنا بغير الله فأذلنا الله هكذا قال صاحب قصتنا عمر بن الخطاب الملهم بالصواب المؤيد بالوحي من فوق سبع سماوات قال عمر بن الخطاب ” نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا إبتغينا العزة دونه أذلنا الله”   السيرة دروس للتأسي لا للتسلية.

لما فكر عمر بهذا كله وهو واقف أمام فاطمة أخته.. فقال : يا أختاه أعطيني هذه الصحيفة أنظر إلى ما كنتم تقرأون ، أليس فيها ما تقولون أنه نزل على محمد ؟
قالت له: نعم ولكن أخشى عليها منك ، فأعطاها عهد لا يمسها بسوء ولكن أعطيني أقرأها أنظر إلى ما يدعوا إليه محمد فأنا قارئ.
قالت : يا أخي وهي تمسح الدم عن وجهها وقد شعرت باللين منه وقد ذهب غضبه
قالت : يا أخي إنك مشرك نجس لا تعرف الطهارة وهذا كلام الله لا يمسه إلا المطهرون ، فلو أنك إغتسلت أعطيك إياها ، قال : فدخل إلى خلف الدار وأدار على نفسه دلو ماء ثم رجع قال أعطيني إياها ها قد تطهرت ويمسك بالصحيفة وكانت قطعة من جلد و كان يقرأ وكان من المعدودين في مكة الذين يستطيعون القراءة.
بسم الله الرحمن الرحيم
طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)

الى ان وصل
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) .
تزلزل عمر وألقى الصحيفة من يده ، ووقف مذهول وقال: ما أحسن هذا الكلام !! ما أجمله !! لحظة من أروع لحظات التاريخ الاسلامي، بضع ايات صنعت الأسطورة الإسلامية العجيبة عمر تغير وجه عمر وقال : هذا القول لا ينبغي أن يشرك معه غيره ، هذا ليس بكلام بشر فلما سمع خباب كلامه خرج وكان مختبئ ، وعلم أن الإيمان دخل قلب عمر وربط دعاء النبي مع الموقف الذي امامه فعلم خباب أن الله إستجاب لرسوله.

فخرج من المكان المختبئ فيه ووقف أمام عمر وقال:  الله .. الله يا عمر الله .. الله يا عمر فنظر عمر إليه وقال : من أين جئت أنت ؟
قال : إختبأت خوف منك
فقال له عمر :لا تخف
قال خباب :  يا عمر والله الذي لا إله إلا هو ، قد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم بالأمس ، يناجي ربه ويدعي ويقول اللهم أعز الاسلام بأحد الرجلين عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب فكن أنت يا عمر .. الله الله يا عمر …الله الله يا عمر لا يسبقك إليها أبا جهل.
فقال عمر: يا خباب أين أجد محمد دلني عليه ؟؟؟ قال : تجده في دار الأرقم مع عدد من أصحابه.

فذهب عمر إلى دار الأرقم إقترب من الباب وقرع الباب ولكن قرعته لم تتغير عمر الشديد قرع الباب بشدة فقام رجل من أصحاب الرسول يفتح فلما إقترب من الباب ونظر من شقوق الباب قبل أن يفتح فإذا بعمر يحمل سيفه رجع الرجل إلى الرسول خائف مرتعد يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هذا عمر !!!! متوشح سيفه ويقف وراء الباب وكان من الحاضرين حمزة أسد الله وأسد رسوله.
فقال: يا رسول الله فليفتح له الباب ، إن كان يريد خيراً أعطيناه إياه وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه الذي يحمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إفتح له الباب.
فقام يفتح له الباب يقول الصحابة فما راعنا إلا والنبي يقف ويخطو خطوة واحدة من مجلسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم عند الباب وعمر عند الباب وكان عمر رجل طويل وضخم كان إذا مشى بجانب الراكب على الخيل يطوله.
وقف النبي عند الباب وأمامه عمر بن الخطاب وأمسك صلى اله عليه وسلم بقبضة يده مجامع ثياب عمر “يعني مسك قميصه من تحت رقبته” ثم شده إليه ، ثم دفعه ، ثم شده ،ثم دفعه ثم رفعه بيد واحدة عن الأرض ثم دكه بالأرض دكا ” ثم انزله بقوة.
يقول عمر : والذي بعثه بالحق نبيا ، أحسست أني طفل بين يديه .. صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما الذي أتى بك يا عمر .. والله لا أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة.
يقول عمر : فجلست على ركبتيي وأنا خائف مذعور رأيت نفسي طفل بين يديه وقلت له : إنما جئت حتى أشهد أن لا إله إلله  وأنك رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم:  الله أكبر ، الله أكبر ، الله اكبر فصاح الصحابة كلهم بصوت واحد …. الله أكبر.

وكان عدد الصحابة الموجودين في دار الأرقم مع الرسول صلى الله عليه وسلم “39 ” رجل من غير النبي ومع دخول عمر إكتمل العدد ” 40 ” دخل عمر وأعلن إسلامه أمام الناس.
نواصل

لقراءة الحلقة السابقة اضغط على الرابط هنا

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.