آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب  الحلقة ” 63 ” السيرة النبوية العطرة ( عتل بعد ذلك زنيم )

هذا الحبيب  الحلقة ” 63 ” السيرة النبوية العطرة ( عتل بعد ذلك زنيم )

لمارأت قريش الآيات ترد عليهم ، وهم أهل شعر علموا أنه ليس قول محمد ، وأن هناك قوة خارقة ترد عليهم وتحفظ كيان النبي صلى الله عليه وسلم وبعدما شاهدوا آية القمر وأعرضوا عنها وتشاوروا بينهم فقالوا :محمد لم يستجب لنا ، فماذا نصنع ؟؟
فقال لهم سيد من سادة قريش وإسمه ” الوليد بن المغيرة”.
قال الوليد : ألا أكفيكم محمداً
” وكان الوليد بن مغيرة رجل ذو شأن فيهم وأكثرهم مالًا وولداً ، رزقه الله 10 من الذكور وكانت له بساتين تتصل بعضها ببعض من أطراف مكة تصل للطائف ، يعني له بساتين متصلة ببعضها على مسافة 60 كيلو متر .. تخيلوا كم أعطاه الله من المال  فكان أكثر قريش مالًا وأعزهم نفرا وهو من سادة قريش ولكن لم تكن قريش تعرف حقيقته.

الوليد بن المغيرة ابوه كان لا يصلح للنساء ” ابوه ، أي لا يصلح لفراش الزوجية ، بمصطلح اليوم خربان ، فمن باب أولى لا ينفع ان يكون عنده اولاد  وكان عنده المال فخافت زوجته أمه للوليد إن مات زوجها أن يرثه الأقارب فمكنت نفسها من رجل ، كان يعمل راعي عندهم ، فمكنته من أن يقترب منها وحملت منه بالوليد فكان ” الوليد بن مغيرة ابن زنا” فكان ابوه الراعي ولكن قريش لا تعلم ذلك كله ولكن أبوه “غير الحقيقي” يعلم أنه لا يصلح للنساء لما أخبرته زوجته بالموضوع وإنها حملت من الراعي وقالت له أنا أريد أن أحافظ على مالك وإسمك وثروتك تقبل الفكرة وتربى على يديه على أساس ، أن الوليد إبنه ولكن لا احد يعلم في قريش كلها بهذا الأمر نتابع قصته لنعلم ماذا حدث.

قال الوليد : ألا أكفيكم محمداً
قالوا :بلى فقام الوليد بن المغيرة وكان قبل هذا اليوم لا يتدخل بمثل هذه الأمور لأنه يعتبر نفسه هو أكبر من هذه الأمور
ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يفاوضه ويجادله فلما إنتهى من الكلام.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا خالد ؟
قال : نعم
قال فاسمع مني  وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ، قرأ له صلى الله عليه وسلم شيء من القرآن.

فخرج الوليد من عنده متغير اللون متأثر وكان عالماً بالشعر و لما دخل على قريش قالوا له : ما الخبر يا أبا خالد ؟!!
قال :_يا قوم لقد سمعت من محمد كلام ما هو من كلم الإنس ولا من كالم الجن !!
” وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو و لا يعلى عليه”.
قالوا له : لقد سحرك محمد !!! فتركهم ومضى وإعتقدت قريش أنه سيدخل في دين محمد..

ذهب الوليد إلى بيته ، وهو يفكر ويتدبر بالآيات التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم
سؤال لماذا قريش من البداية لم تتأثر بالقرآن ؟؟ لأن أول الدعوة ونزول الوحي ، لم يتنازلوا سادة قريش أن يسمعوا بهذا الدين
أولها كان إستخدامهم للتعذيب وفوضى ، فلما حمي الوطيس ويأسوا وقالوا لا فائدة لنجلس نتفاوض مع محمد ، ولا يصلح للمفاوضات أي إنسان من العامة يجب ان يكون المفاوض من سادة قريش.
لما حضرت المفاوضات وجد صلى الله عليه وسلم فرصة يتكلم مع سادة قريش بالحوار ، وهم العقلاء وكلهم من أهل الشعر
ولذلك إنصدم عتبة ” الذي ذكرت لكم قصته لما سمع القرآن ، سورة فصلت” وهكذا كانت ردت فعل الوليد الذي نحن الآن نتناول قصته.

عندما إنصرف الوليد لبيته
قالت قريش :_ واللات إن دخل الوليد بدين محمد لتخرج قريش كلها معه ، فأصابهم حزن شديد ، ولا يدرون ماذا يفعلون
” اعتقدوا أن الوليد تأثر بدين محمد ، ويريد ان يدخل في هذا الدين”.
فقال شيطان هذه الأمة وفرعونها ” أبوجهل ” وكان الوليد عمه بالنسب قال : لا تقلقوا أنا سأتصرف فإنه عمي وأنا أعلم الناس به.

فذهب إليه فوجده جالس يتدبر قد وضع يده على رأسه ويفكر بالآيات
قال له ابو جهل : يا عم
قال :نعم
قال له : كم حزنت !!
فقال له : وما أحزنك ؟
قال ابو جهل : كلام سمعته من قريش !!
فقال : الوليد ما هو ؟
قال له : يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض .. ونظن أن الوليد ذهب لمحمد ، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد ، فيأخذ هذه العروض ، ويتقاسمها مع محمد إن كان يريد الوليد المال ، نجمع له المال ونعطيه إياه ، ويبعد عن محمد “هل رأيتم هذه النفوس المحمضة ، من أيام رسولنا صلى الله عليه وسلم ، الى يومنا هذا في كل زمان ومكان”.
فغضب الوليد من هذا الكلام قال له :قم بي إلى قريش(يعني من هم حتى يجمعوا لي المال أنا بطمرهم بالمال).

فذهب الوليد بن المغيرة مع أبو جهل ، لما وصل لنادي قريش وقف وقال لهم :يا معشر قريش تزعمون أن محمد مجنون
هل سمعتموه يزمجر كما يصنع المجانين ؟
قالوا له :لا
قال : تزعمون أن محمد كاهن ، فهل رأيتموه يوماً يتكهن ويفعل كما تفعل الكهنة ؟!!
قالوا له :لا
قال : تزعمون أن محمد شاعر هل سمعتموه يوماً قال شعراً ؟
قالوا : لا
قال : تزعمون أنه كاذب هل منكم من أحد جرب عليه الكذب يوماً ؟
قالوا :لا
قالوا :  يا أبا خالد أوجز “يعني إختصر إيش بدك أعطينا الصافي” قل رأيك فيه.

وكما وصفه القرآن أطرق رأسه ، وسكت ، وجلس يفكر وصفن وهو يعلم أن الذي سمعه من النبي ليس كلام بشر ولا جن
ولكن يريد أن يكذب قناعته ، من أجل أن يرضي قريش ، ويرجع لمكانته فيهم ولا تهتز منزلته بينهم “لما صفن وفكر وعبس حتى يرضي قريش ويكذب قناعته”.
قال : أعتقد أن محمدا ساحر ، ألا ترون إذا قرأ شيء مما يقول عنه يفرق بين المرء وزوجه ، والولد وأبيه وأهله ، فال يعود يعرف أهله ، ولا أهله يحبونه ؟ فإرتجت قريش كلها بالتصفيق والتصفير والفرح.
قال :_نبعث لأهل مكة والقبائل خارج مكة رجال ونقول لهم أن محمد ساحر وقد تفوق على جميع السحرة .. وإنتشر الخبر
فحزن صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام فأنزل الله عليه جبريل مواسياً له

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴾

(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)
ذرني كلمة تعرفها العرب إذا كان في نقاش حاد بين إثنين والناس صاروا يهدوا الوضع بينهم فالرجل الذي قد غضب كثيرا ، وليس عنده قبول ألي واسطة تدخل بينهم يقول :_ إتركوني أنا وإياه أنا بعرف أتصرف معه ما حد يتدخل.
ذرني يا محمد  أي لا تتوسط بيني وبينه وسأريك ماذا سأفعل به أنا الذي خلقته وحيداً في بطن أمه وأنا أعلم بأصله.

” وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا”
يعني بعد ما سمع آيات الله وإقتنع إنه ليس كلام بشر ولا جن ركب راسه وقال ساحر.

مامعنى سأرهقه صعودا ؟؟
كل كتب المفسرين قالوا صخرة ملساء في جهنم يكلف الوليد إبن المغيرة الصعود عليها يأتي ملك من الله يقول له إصعد هذه الصخرة وأخرج من جهنم ، فيصعد عليها وهي صخرة ملساء فترهقه بالصعود حتى إذا وصل لأعلى من شدة ملوستها سقط فهوى في جهنم سبعين خريفاً أي سنة ثم يطمع بالخروج من النار فيقول له الملك إصعد الصخرة فيصعد يصل لأعلى فيهوي .. سأرهقه صعودا طيب سأرهقه صعودا لماذا يارب ؟؟
“إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ”
نظر لقريش وفكر يريد رضاهم ، وكشر وتغير لونه امامهم ، يريد أن يتهم النبي بأي تهمة ليرضي قريش فقرأ صلى الله عليه وسلم الآيات وإنتشرت في مكة أن هذه الآيات نزلت بالوليد بن المغيرة فأصبح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أكبر عدو للوليد بن مغيرة.
يقول : محمد هذا ألا يعلم من أنا ، ألا يعلم محمد أني أشرف أشراف قريش.
فرد عليه الله بحقيقة مرة عن أصله قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنا سأعطيك نسبه وحقيقته هذا الذي يتحداك ويقول لك إنه من أشراف قريش وأنزل عليه سورة القلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
ِن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)

أنزل الله فيه تسع صفات حلاف مهين “وكانوا يسموه قريش الحالف ، لإنه قبل ما يقول لقريش كلمة يحلف قبلها يمين وبعدها يمين معروف عندهم الحالف”.
هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم” كل قريش كانت تعرفه كم هو بخيل” عتل بعد ذلك زنيم “يعني إبن زنا زنيم إبن زنا لا ينتمي لقريش “.

فلما سمع الوليد الآيات التي نزلت بحقه ذهب الى أمه وأغلق الباب عليها ووضع السيف على رقبتها وقال لها :أنا الوليد بن مغيرة سيد سادة قريش ، ولقد نزل على محمد ما يسميه قرآن وكلنا نعلم أن محمد لا يكذب ، ولقد وصفني بتسع صفات أعرف فيها ثمانية من صفاتي ، وقد صدق فيها ولكن وصفني بالتاسعة بأني زنيم قولي لي الآن من والدي وإلا قطعت عنقك ؟؟
فقالت له : يا بني واللات أبوك كان لا يقوى على النساء “ما بينفع للنساء”  ولكنه كان يحبك ، لم يتزوج غيري ، وأنا أحبك ، ولكن كان عنده مال وثروة ، ولم يكن يقدر على النساء ، ولو تزوج غيري لا يقدر ، فمكنت نفسي من الراعي وحملت بك، حتى لا ينقطع إسمه بين قريش فأنت إبن الراعي.
قال لها : إذاً صدق محمد ؟ فقالت له نعم
فأرجع السيف لغمده ثم خرج “بالله عليكم هؤلاء رجال .. عتل بعد ذلك زنيم”.

وصفه القرآن وعرفه أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق ، وهذا السر لا يعلم به غير أمه بين كل أهل مكة ، فمن أخبر محمد صلى الله عليه وسلم بهذا االمر ؟؟ ومع هذا كله أصر على الكفر.
قال تعالى: سنسمه على الخرطوم ” الخرطوم للفيل ولكن كان أنف الوليد طويل وبارز فسماه الله الخرطوم ولأن الأنف عند العرب شيء عظيم إذا طلبت منهم شيء وضع العربي إصبعه على أنفه ، يعني أمرك على خشمي “.
ولماذا رفضت سادة قريش هذا الدين ؟؟
قال كيف نضع أنفنا على الأرض باليوم أكثر من مرة بالسجود ونحن قوم لا ترغم أنوفنا ، وكان الأنف شيء عظيم عندهم ، مثل الشوارب قبل 50 سنة ، كانت عند الناس شيء كبير ، هكذا العرب طول عمرهم عقلهم أعوج من غير دين ، يربطون الرجولة بأمور تافهة.
ويوم بدر جاء واحد من الأنصار وضرب الوليد بالسيف فقطع أرنبته ” مقدمة الأنف”  وما كان عندهم عمليات تجميل مثل أيامنا فبقي بعد المعركة موسوم على الخرطوم “ظل أنفه مقطوع منه شقفة لحتى مات (  سنسمه على الخرطوم ، وعد هللا ورسوله ونحن لنا وعد من الله ورسوله).

قولوا لا إله إال الله محمد رسول الله من اعماق قلوبكم قولوها بصدق ، واعتزوا بدينكم فأنتم خير أمة أخرجت للناس ، هذه الدنيا فانية .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.