آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب الحلقة ” 6٨”.. السيرة النبوية العطرة…الهجرة الثانية إلى الحبشة  

هذا الحبيب الحلقة ” 6٨” السيرة النبوية العطرة…الهجرة الثانية إلى الحبشة

إجتمع بني هاشم وبني المطلب في مكان واحد ، الذي يسمى ” شعب أبوطالب” وتركوا بيوتهم من أجل أن يحموا النبي صلى الله عليه وسلم من بطش قريش لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه في حماية من أهله وعشيرته خاف على الصحابة المستضعفين ، الذين ليس لهم عشيرة تحميهم فأمرهم بالهجرة الثانية إلى الحبشة و وضع عليهم أمير ، وهو إبن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

فخرج “83” رجل وبضعة عشرة إمرأة الذين هاجروا للحبشة أول مرة لما عرفوا بإسلام .. عمر بن الخطاب رجعوا وقالوا : أن الأمور تحسنت في مكة فلما رجعوا وجدوا الأمور أسوأ من قبل فرجعوا مع المهاجرين مرة ثانية.

هاجر الصحابة للحبشة والرسول صلى الله عليه وسلم وقومه ، في شعب أبي طالب بالمقاطعة وإستمرت المقاطعة 3 سنوات ، حتى أكل صلى الله عليه وسلم ورق الشجر وتشققت شفتاه “سنرجع إلى أحداث المقاطعة ، ولكن نقف مع المهاجرين إلى الحبشة ودروس لكل مسلم “.

هاجر الصحابة إلى الحبشة وأميرهم  جعفر رضي الله عنه ، عن طريق البحر “الحبشة هي ما نعرفه الآن دولة أثيوبيا وأريتريا”
وعاشوا في الحبشة ، واخذوا يعملون فيها منهم من عمل بالزراعة ومنهم من عمل في المصنوعات الجلدية وكانت اخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة ، واحترموا قوانين البالد واهلها ، بالمقابل أحبهم اهل الحبشة وعاملوهم معاملة طيبة.

ووصلت الأنباء من الحبشة الى مكة أن المسلمين في أمن واستقرار وحياة طيبة كما وصلت الى قريش قصيدة ، أحد المهاجرين المسلمين والتي يتحدث فيها عن سعادته هو والمسلمون في أرض الحبشة فاغتاظت قريش ، وجن جنونها وقالوا : أصبح لمحمد قواعد خارج مكة ، في أرض الحبشة فإجتمعوا وعقدوا مؤتمر ماذا نصنع و ما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد ؟!!
قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة ، إلى النجاشي ملك الحبشة “طبعاً النجاشي لقب لكل من يحكم الحبشة، وليس اسم ، اسمه الحقيقي “أصحمة بن أبجر”  كيف نقول رئيس البيت الابيض لكل من يحكم امريكا ، وللفائدة لقب”قيصر” كان يطلق على كل من حكم الروم، لقب “كسرى” من يحكم فارس، لقب “المقوقس” من يحكم مصر.

وقررت أن ترسل اثنين من دهاتها لمقابلة النجاشي ومحاولة اقناعه بأن يطرد المسلمين من الحبشة ويردهم الى مكة مرة أخرى
قالوا : نرسل رجلين يحسنان السياسة ، إلى النجاشي ملك الحبشة نحملهم بالهدايا ، ويكلمان النجاشي فيُرجع إلينا من هاجر إليه، قالوا من نرسل ؟ فاختاروا داهية العرب في السياسة عمرو بن العاص ومعه عبد الله بن ربيعة، عمرو بن العاص، كانت علاقته قوية بالنجاشي وقبل أن يذهبوا للنجاشي حملوهم قريش الهدايا التي يحبها النجاشي وقالوا لهم : قدموا الهدايا أولا للبطاركة” يعني مثل ايامنا نقول ، طعموا السن تستحي العين”.
وقولوا لهم : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ..وعندما تعطوهم الهدايا ، وتثلجوا صدورهم، وتفرحوهم بها قولوا لهم : إنا نريد أن نكلم النجاشي ، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم.

فلما وصلوا للحبشة ، ووزعوا الهدايا على البطاركة “مامعنى بطاركة ، هم كبار رجال الدين عند النصارى وحكم النجاشي قائم على النصرانية الذين يعتقدون أن عيسى عليه السلام إله”. قالوا للبطاركة : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارق وا ديننا و إنا نريد أن نكلم النجاشي ، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم.
قالوا: ولماذا ؟ !!!
قالوا : لأن أصحاب محمد يعملون بالسحر ، فإذا قابلوا النجاشي سحروه فلا يسمع لأحد “نفذ الخطة عمرو بن العاص مع البطاركة “الأمور تمام ولكن هناك نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم  ليست لعبة  إضربوا في الأرض حتى يجمع الله شملكم .. إلى أين يا رسول الله؟ إلى الحبشة .. لما الحبشة يا رسول الله؟ إن فيها ملك لا يظلم عنده أحد”.

ونحن لنا وعد من رسول الله ونبؤة قال كما وعدنا صلى الله عليه وسلم “لو لم يبق من الدنيا إَّلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجال مني – أو من أهل بيتي – يواطئ اسمهُ اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت  ُظلما وجورا”.
هاقد ملئت ظلما وجورا ، يارسول الله كما اخبرتنا تماما ، صلى الله وسلم ونحن في انتظار امر هللا و وعد نبيه، والله يارسول الله ، كلنا إيمان وتصديق ويقين بأن فرج الله قريب.

فلما إجتمع  عمرو بن العاص والبطاركة بالنجاشي وقدموا له الهدايا وكان عمرو صديق للنجاشي وبينهم معرفة قال النجاشي : ما الأمر يا عمرو تكلم ؟
قال : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد ، فلا هم بقوا على ديننا ، ولا دخلوا في دينك أيها الملك “عمرو بن العاص داهية العرب لاحظتم اسلوبه بالكلام “. وإبتدعوا دين لا نعرفه نحن ولا أنت !!! وقد أرسلنا أشراف قومنا ،حتى تردهم إلينا، فأهلهم أعلم بهم وهم أولى بهم فقال البطاركة من حوله كلهم بصوت واحد: نعم صدق أيها الملك، فصاح الملك العادل بالبطاركة !!!
وقال : بئس ما شهدتم به !!!! كيف أحكم بنعم قبل أن أسمع الطرف آلآخر ؟؟!!!
“هل رأيتم العدللا تحكم على  شخص لحتى تسمع من الطرفين ، اجعلوها قاعدة في حياتكم لا تسمع ممن تحب، اسمع من الطرفين.

بئس ما شهدتم به ثم صاح بالجند من حوله قال : أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم ، فإذا سمعت قضيت بأنهم صادقون أو غير صادقون فأرسل النجاشي إليهم ” لما أرسل إلى الصحابة بالحضور إلى النجاشي” قالوا : ماذا نقول ؟؟!!
فقال جعفر : سنقول الحق وما أنزل على نبينا وليكن بعدها ما يكون.
قالوا : يا جعفر أنت المتكلم فينا جعفر الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم لقد “أشبهت َخلقى وخلقي” ” فتقدم جعفر ووقف المسلمون ولما دخل الملك ركع الجميع إجلالا له ، إلا الصحابة بقوا واقفين ظهورهم مستقيمة فنظر النجاشي بهم.

وقال : ألا تركعون لنبيكم ؟؟!!!
قالوا : لا لقد علمنا نبينا أننا ..لا نركع إلا لله
فقال :  لهم كيف تسلمون على نبيكم ؟
قالوا:  نقول له السلام عليك يا رسول الله

فسكت النجاشي ، ونظر إلى عمرو وقال : هاتي يا عمرو تكلم فأخبره نفس الكلام الذي قاله من قبل، فلما إنتهى قال النجاشي : قد سمعت منك ثم إلتفت إلى الصحابة قال : وأنتم من المتكلم فيكم ؟؟ فتقدم جعفر أمام النجاشي.
قال : أيها الملك كنا قوم أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، وندفن البنات أحياء ،ونأتي كل الموبقات ، فكنا على ذلك حتى بعث الله  إلينا رسولا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه  “هل رأيتم ذكاء سيدنا جعفر أعطاه صورة الجاهلية الحقيقة القبيحة ، والنصارى يعلمون أن هذا جهل وقريش جاهلين يعبدون الأصنام، ثم حول الحديث إلى صفة النبي الذي بعثه الله وأنه صادق وأمين والكل يعرف ذلك .. الآن شوفوا كيف إنتقل معه من صورة الجاهلية القبيحة إلى صورة الاسلام السمح”.

فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً وعدد له أمور الاسلام، فتعدى علينا قومنا فعذبونا ، وضيقوا علينا ، حتى قال لنا نبينا إذهبوا إلى الحبشة.

فقال النجاشي: ولماذا إختار نبيكم الحبشة ؟
قال له : قال لنا نبينا إن في الحبشة ، رجل لا يظلم عنده أحد
قال النجاشي : وهل تحفظ شيء مما أنزل على نبيك ؟
قال :  نعم وقرأ عليه شيء من القرآن فدمعت عيون النجاشي ودمعت عيون البطاركة حوله كما وصفهم ربنا في القرآن  “وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ” 

نواصل

لقراءة الحلقة السابقة اضغط على الرابط هنا

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.