آخر الأخبار
The news is by your side.

مليونية (21) أكتوبر .. من يقف خلفها؟

مليونية (21) أكتوبر .. من يقف خلفها؟

تقرير: عماد النظيف

أثارت الدعوة للخروج في مليونية (21) أكتوبر القادم، لغطاً وجدلاً كثيفاً في الأسافير والأوساط السياسية، في ظل عدم معرفة الجهة الداعية لها، خاصة وأن تجمع المهنيين السودانيين المعني بأمر الدعوة للمليونية، نفى صلته بالخطوة جملة وتفصيلاً، في وقت اتهم البعض الإسلاميين بالوقوف وراء الدعوة، بيد أنها خرجت باسم (إعادة الثورة المسروقة)، لكنهم تبرأوا منها هم الآخرون، إذن فمن الذي يقف وراء الدعوة للمليونية؟
* موقف مبكر
حزب المؤتمر السوداني حذر مما وصفه بمخططات لإجهاض الفترة الانتقالية من خلال تنظيم مليونية 21 أكتوبر، متهماً جهات لم يفصح عنها، بالعمل على استثمار العثرات في طريق الحكومة الانتقالية وتحويلها إلى مواد تعبئة جماهيرية للتغطية على الانقضاض العسكري عليها، تحت ادعاء الانحياز إلى الإرادة الشعبية، وحث الحزب في بيان له، المجلس السيادي والحكومة الانتقالية على خطوات أكثر فعالية بالاستجابة السريعة لتطلعات الشعب، ومكاشفته بالخطوات التي تمت والخطط المستقبلية، وألمح البيان إلى إمكانية حل ملف رئيس القضاء والنائب العام ولجنة التحقيق في مجزرة الاعتصام خلال أسبوع بعد تجاوز المشكلات التي حالت دون ذلك، وأوضح البيان أن (قوى الحرية والتغيير) تتابع مع مجلس السيادة ومجلس الوزراء التدابير اللازمة لتفكيك دولة نظام الإنقاذ البائد واستعادتها لصالح الوطن، ودعا الحزب أبناء وبنات السودان إلى أخذ المخاطر بجدية وتفويت الفرصة على أعداء الثورة.
* دراسة الموقف
في وقت قطع المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين أمجد فريد بأن التجمع لم يخرج جدولاً حول المليونية حتى الآن، وأنهم يعكفون على دراسة الأمر مع لجنة العمل الميداني لقوى إعلان الحرية والتغيير لتحديد الموقف منها، غير أنه عاد في حديثه لـ(آخر لحظة) وأثبت حق التظاهر، وقال إنه حق مكفول للجميع ومنصوص عليه في القوانين، والوثيقة الدستورية أقرت ذلك، لكن لا بد من الانتباه إلى أن التيارات الإسلامية لديها محاولات لتنفيذ أجندتها عبر المليونية، وأضاف فريد: الشعب السوداني واعٍ يعرف يخرج مع من في المظاهرات والمواكب، ووصف موقف حزبي الشعبي والوطني الرافض لدعوة تصحيح الثورة السودانية بالتكتيك السياسي المرحلي، وقال: الإسلاميون يتباكون على السلطة المفقودة، لكنهم إذا أرادوا الوقوف مع الشعب عليهم بالكشف عن جرائم الفساد المالي، ومساعدة الحكومة على استعادة أموال الشعب السوداني المنهوبة.
* تزوير وكذب
الشاهد أنه وفور الإعلان عن المليونية نسبها البعض للمؤتمر الوطني، وراج منشور في مواقع التواصل لرئيس الحزب المكلف، بروفيسور إبراهيم غندور يدعو فيه منسوبيه للمشاركة في المليونية، إلا أن غندور نفى ما نسب إليه بمطالبته عضوية الوطني المُشاركة في المليونية المُعلنة بتاريخ (21) المُقبل، ووصف ما نشر باسمه في (تويتر) بالتزوير والكذب البواح، وكشف غندور في تسجيل صوتي على صفحته الرسمية بـ(فيسبوك) أمس الأول، أن هنالك محاولة لتشويه صورة الحزب وفبركة الأخبار عنه من خلال بعض الصفحات المزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، باسمه، وقطع غندور بأن أي رسالة موجهة من قيادة الحزب ومنه شخصياً لن تكون إلا مسجلة بصوته، وأشار إلى أن رسائل الناطق الرسمي للحزب ستكون صوتية أيضاً لتفويت الفرصة على من أسماهم بدعاة الفتنة واتهمهم بمحاولة تشويه صورته وصورة المؤتمر الوطني أمام الرأي العام والصيد في الماء العكر، وأكد غندور أن جهات – لم يُسمها – قال إنها كونت غرفة خاصة لتشويه صورته شخصياً ولفبركة الشائعات وتزييف الحقائق.
*ضياع الثورة
بالمقابل قال عضو المكتب القيادي للجبهة الثورية محمد سيد أحمد سر الختم إن الدعوة نابعة من الثوار الذين يرون ضياع ثورتهم وانهيار حلمهم واحتكار البعض لهذه الثورة، ولذلك خرجت هذه الدعوة العفوية المعبرة عن نبض الشارع والشوارع وحدها لا تخون، وكذلك لرد المظالم ودفع الضرر ولحل المؤتمر الوطني وحظر الإسلام السياسي، ودعا محمد الجميع للخروج وتصدر المشهد لسد الطريق على الثورة المضادة وإيداع قيادات الإسلاميين السجون، وحمّل محمد الحكومة التباطؤ في سجن قيادات النظام البائد.
وحول عدم صدور جدول من تجمع المهنيين بالمليونية، تساءل الجاكومي في حديثه لـ(آخر لحظة) قائلاً: أين تجمع المهنيين من دفن الشهداء الثلاثة بمقابر الصحافة؟، مؤكداً أن الشعب السوداني لا يحتاج لوصي عليه، لجهة أن الثوار يعرفون مطالبهم وسينجحون في تحقيقها على حد قوله.
*المدنية الكاملة
القيادي بالمؤتمر الشعبي عمر السجاد ظل يدعو عبر صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، كل أطياف الشعب السوداني للخروج في (21) أكتوبر، ودعا الشعب السوداني إلى تصحيح الثورة السودانية والتوجه نحو القيادة العامة للقوات المسلحة، ولم يقف عند هذا الحد، بل أخرج بياناً قال فيه إن 21 أكتوبر مناسبة ثورية ظللت احتفل بها كعاشق للحرية والثورات، وكان حرياً بي أن احتفي بها هذه المرة على طريقة الثورة السودانية المختطفة من قبل الجسم الهلامي تجمع المهنيين واستهبال أحزاب الحرية والتغيير، ودعوت لمليونية 21 أكتوبر من أجل المدنية الكاملة ودماء الشهداء والجرحى والمفقودين، هذه التصريحات لم تمضِ عليها ساعات سرعان ما تبرأ المؤتمر الشعبي من دعوة أطلقتها مجموعة محسوبة على التيارات الإسلامية، للتظاهر في (21) أكتوبر أمام مقر القيادة العامة للجيش، لتصحيح مسار ثورة ديسمبر، وقال الأمين العام للحزب بالإنابة بشير آدم رحمة إن حزبه (لم يصدر أي بيان بشأن الخروج للتظاهر في 21 أكتوبر).
من جهته وصف القيادي بالشعبي كمال عمر عبد السلام لصحيفة (الشرق الأوسط)، من يقفون وراء الدعوة للتظاهرات في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بالساعين للتخريب وعودة نظام المؤتمر الوطني الذي تم اقتلاعه بثورة شعبية عارمة، وقال عبد السلام إن حزبه لا علاقة له بالدعوة التي انطلقت من بعض المجموعات المحسوبة في الحركة الإسلامية للخروج في مسيرات وضعت لها جداول تنتهي في 21 أكتوبر الجاري، وأضاف (نحن حريصون على استقرار الفترة الانتقالية ونرى أن حكومة عبد الله حمدوك تمثل تطلعات الشعب وثورته الظافرة).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.