آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا يبعد السودان نفسه عن إيجاد حلول للجارة المضطربة إثيوبيا؟

لماذا يبعد السودان نفسه عن إيجاد حلول للجارة المضطربة إثيوبيا؟

تقرير: حسن إسحق

أقامت الحركة الوطنية للبناء والتنمية ، ندوة ، يوم الخامس من ديسمبر الحالي ، بعنوان الصراع الإثيوبي وأثره على الأمن القومي السوداني، وذلك بدار الحركة.

الإشارة إلى البعد التأريخي للعلاقات الإثيوبية السودانية وكذلك التركيبة الإثيوبية تأريخيا، وكذلك الفوائد التي يجنيها السودان من سد النهضة الإثيوبي.

وأشار بعض المتحدثين ، إلى أن من حق السودان أن يحسب حساباته الأمنية مع إثيوبيا، للعديد من الإعتبارات، أن التغييرات السياسية التي تحدث فى أي دولة لها تأثير مباشر على العديد من الدول، وأيضا التغييرات التي حدثت فى إثيوبيا وإريتريا تواريخها متداخلة، 1989 حدث تغيير فى السودان، وبعد سنتين كان هناك تغيير فى إثيوبيا، وأن الموقف المتشدد للحكومة الإثيوبية لقضية سد النهضة، لم يعجب أطراف إقليمية ودولية، ربما هذا السد يعدل موازين القوي فى المنطقة، وعلى المستوي المعنوي من ينجز هذا السد، سوف يحكم إثيوبيا لمائة عام قادمة.

أوضح آخرون ، أن من مصلحة السودان أن يكون له جارة مثل إثيوبيا، أن تكون مستقرة ومتماسكة فى ذات الوقت، أن تكون إضافة للسودان والسودانيين.

أشار المتحدثون ، إلى أنه كلما تكون اثيوبيا مستقرة وآمنة، والعلاقات السودانية معها جيدة، سيكون السودان مستقرا وآمنا، والأفضل للسودان أن يكون له علاقة ممتازة بإثيوبيا، وينصح أن تتدخل فى الحكومة لإيجاد مصالحة بين جميع المكونات الإثيوبية المتصارعة ويكون جزء من الدول التي لها إسهام إيجابي فى الإستقرار الإثيوبي، وتطوير علاقات إيجابية، إضافة إلى أن السيناريو الجاري له ثلاثة إحتمالات.

الإحتمال الأول أن تتم تسوية ومصالحة، ولازم أن يكون للسودان دور فى تلك التسوية

والسيناريو الثاني أن بتقسيم إثيوبيا، سوف يتضرر السودان، وينفرط عقد الأمن فى منطقة البحر الأحمر، إذا حدث إنقسام عرقي فى إثيوبيا.

العلاقات السودانية الإثيوبية قضية أمن قومي

إفتتح زهير هاشم طه ، نائب الأمين العام للحركة الوطنية للبناء والتنمية ، الندوه ، عن العلاقات السودانية الإثيوبية فى الفترة الأخيرة ، وأنها أصبحت تصنف على أنها قضية أمن قومي، يقول أن من أهداف الحركة الوطنية، خلق إجماع وطني على قضايا الامن القومي.

يعتقد زهير ، أن قضايا الأمن القومي يجب ألا تكون مجالا للمزايدات السياسية او المناكفات الحزبية، ويفترض أن تكون هذه القضايا ثوابت، لا تتغير على مر تعاقب الأنظمة فى البلدين الجارتين.

أوضح زهير ، أن العلاقة بين السودان وإثيوبيا، علاقة قديمة قدم التأريخ، ويري أنها علاقة جدلية وأزلية.

وأوضح زهير ، أن من المفارقات أن البلدين يشتركان حتي فى الإسم، مشيرا إلى أن الإسم الحديث لإثيوبيا، هو الإسم القديم للسودان، أن السودان إسمه فى المصادر اليونانية إثيوبيا، ومعناه ’’ بلاد ذوي الوجوه المحروقة ‘‘، أما مصطلح السودان هو ترجمة حرفية.

أضاف زهير ، أن البلدين حكمت عبر فترات طويلة من الشقاق، وفترات قليلة من الشقاق، أوضح زهير ، أن أول محطات الصراع التأريخي تمثلت فى الغزو الأكسومي لمملكة مروي القديمة فى القرن الرابع الميلادي، تحديدا سنة 350 ميلادية، فى ذاك الوقت الملك عيزانا قام بإحراق مملكة مروي، ودمر الحضارة الكوشية، وتجدد الصراع مرة أخري، وأطلق عليه مؤخرا صراع الهضبة والسهل، فى العديد من محطات التأريخ، يغير سكان الهضبة على سكان السهل السوداني.

هواجس المصريين تأريخيا فى قضية الأمن المائي

أضاف زهير ، فى القرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي، أيام حكم دولة الفونج، تجدد الصراع السوداني الحبشي فى ذاك الوقت، أصبحت الحبشة مكون أساسي من الحلف الصليبي بين الحبشة والبرتغال، ثم دخلت فى عداء شديد مع الدولة العثمانية، وهذا العداء دفع الدولة العثمانية إلى فتح منطقة سواكن، وإتخاذها قاعدة بحرية للصراع من البرتغاليين، وأضاف فى أيام الدولة السنارية، أرسلت فرنسا بعثة إلى الحبشة، وحتما على البعثة أن تمر بالدولة السنارية، وفى تلك الفترة أرسل سلطان المماليك رسالة إلى سلطان الفونج بادي أبو شلوخ، وأخبره أن هذه البعثة سوف تعلم الأحباش صناعة المدافع، وتدفعهم إلى تغيير مجري النيل، مشيرا إلى هواجس المصريين فيما يتعلق بالأمن المائي التي بدأت منذ ذلك الوقت، والمصريين حرضوا الملك بادي ، على أن يقوم بقتل الوفد، وهذا العمل أغضب ملك الحبشة، وقام بإرسال حملة إلى السودان، لكنها منيت بهزيمة، والنصر الذي حققته الدولة السنارية رفع من أسهمها، وجعلها بحكم الدولة المدافعة عن الحضارة الإسلامية فى القارة الأفريقية، مشيرا إلى تجدد الصراع مرة أخري، فى أيام الدولة المهدية، الإمام المهدي بعث برسالة إلى الملك يوحنا الإثيوبي، طالب فيها الإمام المهدي، الملك الإثيوبي بالدخول إلى الإسلام وإعتناق الأفكار المهدية، بينما رد الملك يوحنا على رسالة الإمام المهدي، رفض فيها الدخول إلى المهدية، بل طالب الإمام المهدي بالدخول إلى الديانة المسيحية، الرسالة لم تصل إليه، حتي وفاته، بل وصلت خليفته عبدالله التعايشي.

إحراق حمدان أبو عنجة قندار العاصمة التأريخية للحبشة ،
أكد زهير ، أن الخليفة عبدالله التعايشي أرسل حملة بقيادة حمدان ابو عنجة، أحرقت قندار العاصمة التأريخية للحبشة القديمة، مثلما حرق الأحباش قديما أكسوم، مشيرا إلى إعادة تنظيم الأحباش إلى صفوفهم، وهاجموا الدولة المهدية فى القلابات، بل هزموا على يد الأمير الزاكي طمبل، رغم العداء، الإمبراطور منيليك كان لديه وجهة نظر مختلفة، كان يعتقد أن السودان وإثيوبيا أقوي مملكتين فى أفريقيا، يفترض تشكيل حلف ضد الإستعمار الأوروبي، كانت هذه رؤية الإمبراطور منيليك، وعرض على الخليفة عبدالله التعايشي التحالف، لكن الخليفة التعايشي رفض التحالف، هذا الرفض سماه أبو القاسم حاج حمد، السودان والمأزق التأريخي، التناقض بين الرؤية والرؤية، كان يقول أن الإمبراطور منيليك كان له رؤية سياسية، والخليفة عبدالله التعايشي كان له رؤية منامية.

أوضح زهير ، أن منيليك إستغل فترة الفوضي التي أعقبت سقوط المهدية، ثم إستولي على بني شنقول، والإدارة البريطانية الإستعمارية قننت الإستيلاء الإثيوبي بإتفاقية الحدود سنة 1903، موضحا فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، العلاقات بين السودان وإثيوبيا علاقة وفاقية، بسبب وجود التحالف ضد الإستعمار الإيطالي، دخل الإسفين فى العلاقات بين البلدين، إبان تفجر الثورة الإريترية، تأريخيا كانت إريتريا من إمارات الطراز الإسلامي فى الحبشة، وهي عربية الهوي والهوية، لذلك، تعاطف السودانيون مع القضية الإريترية مع تفجر الثورة 1961.

الإنقاذ والمشاركة فى الثورة الإثيوبية

يقول زهير ،عند قدوم نظام مايو للحكم بقيادة جعفر نميري ، إزداد العداء بين البلدين، كان ينظر إلى هيلاسيلاسي ، على أنه رجعي وإقطاعي، وإتهم هيلاسيلاسي بفتح معسكرات للمعارضة السودانية، وعندما ترك نميري الشيوعية، قام هيلا سيلاسي بمكافأته بإتفاقية أديس أبابا عام 1972، أضاف أن دعم منقستو للحركة الشعبية لتحرير السودان، دفع الإنقاذ إلى دعم الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي التي كان يقودها مليس زيناوي، والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، الإنقاذ إستغلت ظروف سقوط الإتحاد السوفيتي 1991، ودعمت الجبهتين اللتين أسقطتا نظام منقيستو عام 1991، وبعدها دخلت إثيوبيا فى مرحلة الإستقرار، وتوافق بين القوميات، وكان عراب التوافق مليس زيناوي، وإستطاع أن يعمل نهضة إقتصادية.

أشار زهير ، إلى أن العلاقات بين البلدين فى الفترة الأخيرة، حكمتها قضية الفشقة، مشيرا إلى فترة قدوم آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء الإثيوبية 2018، وصادف ذلك أواخر أيام الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير، مع قيام الثورة فى نفس العام، والإشارة إلى الخلاف بين المجلس العسكري وقوي إعلان الحرية والتغيير.

فى أوج الخلاف، جاءت المبادرة الإثيوبية المدعومة من الإتحاد الأفريقي، ويري زهير ، أنها لعبت دور كبير جدا، فى رسم الواقع السياسي، وكان آبي أحمد حريص على أن يكون لديه دور على الحكومة الجديدة، كي يقوي موقفه التفاوضي فى ملف سد النهضة، لكن الحكومة الإنتقالية كان لها رأي آخر، بل تبنت الموقف المصري.

إندلاع الصراع الأهلي الإثيوبي
يسرد زهير ، أن الحرب الأهلية التي إندلعت فى إثيوبيا، بين إقليم التيغراي والحكومة المركزية برئاسة آبي أحمد، وهي دولة جارة وعلاقتها قوية بالسودان، والإثيوبيين جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي السوداني، إضافة إلى العلاقات الإجتماعية بين الدولتين، وكذلك العلاقات الإقتصادية والسياسية، لكن فى الوقت الراهن، الإنفجار الذي حدث فى إثيوبيا، له تأثيراته الكبيرة على الأمن القومي السوداني، هذا السؤال الذي تحاول الندوة الإجابة عليه.

مشاريع كهربائية ومروية :

بينما يضيف دكتور عثمان التوم – خبير فى مجال الموارد المائية ، أن فكرة التخزين فى أعالي النيل الأزرق لم تكن فكرة حديثة، وكانت هناك فكرة لإنشاء خزان فى المنطقة منذ أيام الإستعمار البريطاني، وبعد إتفاقية 1902، وسنة 1946 ظهرت فكرة التخرين فى البحيرات العليا مثل بحيرة فيكتوريا، كيوغا ، والبرت ، وتانا، بإعتبار التبخر فى هذه المناطق بسيط، عند إستقلال السودان سنة 1956، فى سنة 1958 تقدم السودان بمقترح أن يكون التخزين فى بحيرة تانا، خلافا للفكرة المصرية عن قيام سد مروي، المصريين أقاموا سد جبل أولياء وكانت لهم فكرة قيام سد مروي، كي يساعدا فى العروة الشتوية والصيفية فى مصر، وخزان جبل أولياء بدأ العمل سنة 1937م، وسلم إلى الحكومة السودانية عام 1977م، لمدة 70 سنة كان يدار عبر المصريين، وسلم للسودان فى تلك الفترة، بعد إتفاقية مياه النيل 1959م، شيد السد العالي سنة 1977 إكتمل تخزينه، بالتالي أصبحت لا حاجة إلى التخرين فى جبل أولياء.

أضاف عثمان ، من 1959 إلى 1963 الملك هيلاسيلاسي ، جاء ببعض الأمريكان للقيام بدراسة، البعض ربطه بقضية السد العالي، لأن الروس ساعدوا المصريين فى السد العالي، والإثيوبين للأمريكان لسد النيل، قاموا بدراسات كبيرة فى 1964م، وأن تكون مشاريع كهربائية وأخري مروية، والمهم كان هناك مقترح أربعة سدود على النيل الأزرق، كردوبي ومابل وماندايا، وسد الحدود الذي يمثله سد النهضة حاليا، وكشف عن القيام بدراسة لفحص الآثار المترتبة على تلك الدراسات فى السودان.

السدود الإثيوبية مفيدة للسودان
يقول عثمان ،أن النتائج المتوقعة فى 2050، الإثيوبيين لن يستطيعوا أخذ من مياه النيل الأزرق دون الستة مليار، لأن النيل الأزرق خلق فى أخدود عميق، ومجرد الخروج من بحيرة تانا إلى شلالات، ويستحيل على الإثيوبيين الإستفادة من النيل الأزرق إلا فى التوليد الكهربائي، وليس بالإمكان تروي مناطق زراعية فى إثيوبيا.

وأوضح عثمان ، أن العمق فى بعض المناطق يقارب 2 كيلو، أي 2000 متر، وأوضح أن أعلي سد فى العالم لا يصل 300 متر، وأشار إلى أن أي سدود تقام على النيل الأزرق فى إثيوبيا مفيدة للسودان، وفوائدها كبيرة جدا له، مشيرا إلي أن السدود الكهربائية فى إثيوبيا مفيدة للسودان، لأنها تحجز المياه زمن الوفرة وتطلق المياه فى زمن الإنحسار، أما سد النهضة سيكون تأثيره أكبر، لأنه يمنع الفيضانات من الحدوث إلا فى حالات شاذة جدا، فى فترة الإنحسار تكون المناسيب مريحة لأولئك الذين يعتمدون على النيل، والسودان سوف يستفيد من سد النهضة، والمصريين مشكلتهم مع السودان وليس إثيوبيا.

وتطرق عثمان ، إلى الآثار الإيجابية والسلبية، مشيرا إلى أن الآثار الإيجابية لسد النهضة، أنها تنظم موارد النيل الأرزق طوال العام، والتحسن فى الزراعة وتكثيفها ثم زيادة التوليد الكهرومائي وتحسين الملاحة النهرية فى كل وقت وعلى طول النيل، وكذلك حجز الطمي الزاحف، بنسبة 95% من هذا الطمي فى سد النهضة، وأثر على السدود القائمة والمستقبلي، ويساعد فى التنمية الريفية وتقليل الهجرة إلى المدن.

إنخفاض التوليد المائي :

يشير عثمان ، إلى بعض الآثار السالبة ، منها إنخفاض التوليد المائي أثناء ملء سد النهضة، ويؤدي إلى فقد خصوبة التربة، ويعتقد أن خصوبة التربة إكتسبت عبر آلاف السنين، وتقليل صناعة الطوب، وإغراق الجزر الرملية وتقليص الري الفيضي فى السودان، والجروف التي كانت تزرع فى موسم الإنحسار، مشيرا إلى أن سد النهضة سوف يمكن من التوسع فى الطلمبات، ويطالب الحكومة الإنتقالية وما بعد الإنتقالية أن تساعد الناس فى الحصول على الطلمبات بسهولة، عبر قروض ميسرة، وأن سد النهضة هو الأداة التي تمنع حدوث الجفاف والجفاف المستمر، ويكرر أنه الضمان لعدم تكرار الجفاف والجفاف المستمر، وإستبعد إنهيار سد النهضة كما يروج له البعض، مشيرا إلى كل الدراسات التي وضعت حول السد وكيفية إدارة المخاطر المحيطة به.

مناقشة مهددات الأمن القومي :

فى ذات السياق طرح الباحث والمهتم بالشأن الإثيوبي ، محمد حامد جمعة ، سؤالا لماذا تتم مناقشة القضية الإثيوبية؟، مجيبا أن الأمن القومي لا يتحدد بالحدود الجغرافية المعلومة ، وهذه أصبحت نظرية عالمية متعارف عليها، وتوجد شواهد عليها، وأعطي مثالا، الولايات المتحدة الأمريكية تصدر بيانا، وتقول فيه الوضع فى دولة ما يؤثر على الأمن القومي الأمريكي، وتجد البلد المشار إليها، ليس لها علاقة لا جغرافيا، لا جوار أو أي إرتباط آخر، وأي تغيير حدث فى الجارة إثيوبيا، كانت نقطة الشرارة الأولي من الجارة السودانية، ومناقشة مهددات الأمن القومي فى ظل الأوضاع الجارية بين الدولتين، فيها نوع من المنطق، ومن حق السودان أن يحسب حساباته الأمنية مع إثيوبيا، للعديد من الإعتبارات، أن التغييرات السياسية تحدث لأي دولة لها تأثير مباشر على العديد من الدول، وأيضا التغييرات التي حدثت فى إثيوبيا وإريتريا تواريخها متداخلة، 1989 حدث تغيير فى السودان، وبعد سنتين كان هناك تغيير فى إثيوبيا، وإنتقل الأمر إلى إريتريا.

وأوضح جمعة ، أن إثيوبيا فيها صراع أقطاب، والحفاظ الحاد على الخصوصيات القومية، والأرومو فى إثيوبيا لديهم أزمة هوية، بإعتبارهم أكثر القوميات فى الدولة، والدولة لم تستطع التعبير عنهم ثقافيا، وأصروا على أن تكون لغتهم هي اللغة الرسمية، أما التيغراي لهم إحساس دائم، أنهم قومية مستهدفة، والقدرة على القتال، يعتبرهم مقاتلين شرسين، وهذا ما يعقد المشهد الإثيوبي الراهن، أما قومية الأمهرة تأريخيا يعبر عنهم الوجه الثقافي الإثيوبي، اللغة الرسمية تابعة، تأريخ الملوك والأباطرة مرتبط بهم، وأيضا تأريخ السلطة فى ذات الوقت.

الترتيبات الأمنية فى الإقليم الشمالي:

يضيف محمد، ما هي أسباب الأزمة الإثيوبية؟، هي أزمة بين المركز وإقليم آخر، وجزء منها يتعلق بالترتيبات العسكرية فى الجهة الشمالية، فيما يتعلق بإتفاق السلام الذي وقع من الجارة إريتريا، ثم الترتيبات الأمنية، ويري أن التطور الجديد الذي حدث، إنتقل مهدد الجبهة الأمنية فى الشمال إلى الجبهة الغربية مع السودان، توقع أن تكون المواجهات فى تلك الجبهات ساخنة، مشيرا إلى قيام آبي أحمد بإصلاحيات كبيرة، وأعطي المسلمون حقوق كانت مسلوبة فى الماضي، وأحدث نوع من التوازن بين جميع القوميات الإثيوبية، ويستبعد إجتياح العاصمة الإثيوبية بهذا الشكل، وإحتمالات نجاحه ضعيفة جدا، والوضع الإثيوبي يشهد نشاط دبلوماسي تقوم به الصين، بإعتبارها أكبر شريك إقتصادي مؤثر، كذلك الأتراك أيضا لهم نفوذ، والإماراتيين، كلها تنظر إلى إثيوبيا وعينها على الصومال، والصراع على الأرض أصبح جزء من عملية إستقطاب المحاور، وإنتظار مسألة الوساطة كي تحفظ لكل طرف ما وجهه، والمعركة الأساسية الآن على الطريق الذي يؤدي إلى دولة جيبوتي، المحور الذي يتقدمه التيغراي فى منطقة عفر، بين أمهرا والتيغراي، وطريق ديسي – جيبوتي، إذا إنقطع هذا الطريق، هو الذي يحدد ما هي الخطوة القادمة، بإعتباره الشريان الذي يربط إثيوبيا مع جارته إثيوبيا، ينقل المعدات والغذاء، وأشار إلى عامل آخر، يجب أن لا يتجاهله المهتمين، أن الأزمات التي تحدث فى إثيوبيا سد النهضة ليس بعيد عنها إطلاقا، يري أن الموقف المتشدد للحكومة الإثيوبية لقضية سد النهضة، لم يعجب أطراف إقليمية ودولية، ربما هذا السد يعدل موازين القوي فى المنطقة، وعلى المستوي المعنوي من ينجز هذا السد، سوف يحكم إثيوبيا لمائة عام قادمة.

تغيير خارطة الولاءات فى إثيوبيا :

يري محمد ، أن قضية سد النهضة أصبحت مشروع قومي، وهذا السد ربما يغير خارطة الولاءات السياسية فى إثيوبيا، ويحقق نوع من التوازن النفسي، وأضاف من مصلحة السودان أن يكون له جار، مثل الجارة الإثيوبية، أن تكون مستقرة ومتماسكة فى ذات الوقت، أن تكون إضافة للسودان والسودانيين، أشار كلما تكون إثيوبيا مستقرة وآمنة، والعلاقات السودانية معها جيدة، سيكون السودان مستقرا وآمنا، وحتي مع الآخرين جيدة، أضاف مع إضعاف نفوذ سوريا فى العالم العربي، تقلص دورها فى لبنان، والأشياء التي تقوي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، فى منطقة البحيرات، أصبح حجر الزاوية، فى حال خروجه سوف تحدث إضطرابات، يعتبر أن هذه المعادلة مهمة جدا فى المنطقة، والأفضل للسودان أن يكون له علاقة ممتازة بإثيوبيا، وينصح أن تتدخل الحكومة لإيجاد مصالحة بين جميع المكونات الإثيوبية المتصارعة ويكون جزء من الدول التي لها إسهام إيجابي فى الإستقرار الإثيوبي، وتطوير علاقات إيجابية، أوضح السيناريو الجاري له ثلاثة إحتمالات، الإحتمال الأول أن تتم تسوية ومصالحة، ولازم أن يكون للسودان دور فى تلك التسوية، والسيناريو الثاني أن تتقسم إثيوبيا، سوف يتضرر السودان، وإنفراط عقد الأمن بمنطقة البحر الأحمر، إذا حصل إنقسام عرقي فى إثيوبيا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.