آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس .. الإستقلال .. وجهة نظر !! … بقلم: تاج السر محمد حامد

كلام بفلوس .. الإستقلال .. وجهة نظر !! … بقلم: تاج السر محمد حامد

بتاريخ الأثنين 19/12/1955م عقد مجلس النواب جلسته رقم 43 وأقترح عبدالرحمن محمد إبراهيم ( دبكة بقارة غرب نيالا) الإقتراح الآتى :-

نحن أعضاء مجلس النواب فى البرلمان مجتمعا نعلن بأسم شعب السودان أن تطلبوا من دولتى الحكم الثنائى الإعتراف بهذا الإقتراح .. ويسرنى أن أتقدم بهذا الإقتراح العظيم فى هذه اللحظة التاريخية الخالدة أن تكون السيادة والإستقلال الكامل للسودان ..

فتقدم السيد / مشاور جمعه سهل (دار حامد غرب) مثنيا الإقتراح موضحا فى سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيد وتكون حدا فاصلا بين عهد الإستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والإنعتاق الذى يجعل السودان أمة بكل مقوماته .. وعقب السيد/ محمد أحمد المحجوب زعيم المعارضه مؤكدا أن الإستقلال التام لا عمل حزب من الأحزاب أو زعيم من الزعماء إنما هو للسودان .. رجالا ونساءا .

ثم تحدث مبارك زروق زعيم المجلس قائلا ان هذا اليوم يسجل إنتصارا على أعداء الحرية وعلى الشقاق والخوف وان أعلان الإستقلال من داخل البرلمان وهذا مايحققه الشعب الموحد الكلمة المؤمن بحقه .. وطرح الاقتراح .. وبعد ثلاث أيام إجتمع مجلس الشيوخ وأصدر قرار بنفس المعنى .. وفى يوم 26 ديسمبر أنتخب البرلمان السودانى خمس أشخاص ليكونوا أول مجلس للسيادة ليتولى مجلس السيادة رئاسة الجمهورية ويعين المجلس الشخص الذى يتم إنتخابه لهذا الغرض من بين أعضاء البرلمان الحاليين .

المقدمة أعلاه كتبتها حتى تكون نبراسا للقائمين على أمر قيام أعياد الاستقلال لهذا العام لأن الإستقلال لم يكن كما أستقر فى وعى جيل الحركة الوطنية يعنى الشئ نفسه بالنسبة لجيل مابعد الاستقلال .. لاولئك الذين تفتحت مداركهم فى ظل الحكم الوطنى .. فخلال العقود السابقة لخروج الانجليز بدأ ان الاستقلال نفسه كمفهوم وكواقع عينى بحاجة إلى وفاق وطنى حوله ( وهذا مانفقده) فقد تمت الإطاحة بحكومات منتخبة ديمقراطيا عن طريق إنقلابات عسكرية بداعى أعطاء الإستقلال مضمونه الحقيقى.

حيث لم يعد الاستقلال السياسى الذى لم يكن موضع جدل حينئذ .. وفيما رجح لدى بعض أقسامه أن العدالة الإقتصادية والإجتماعية هى ذلك المضمون يفتقر إليه الإستقلال السياسى .. بينما ذهب البعض الآخر إلى أن ذلك الإستقلال لن يكتمل إلا بتحكم الشريعة الإسلامية وبسط سلطان الدين .

فيا سادة ياكرام إذا كان الاستقلال من حيث محتواه كان محل خلاف وموضوع صراع فليعلم الجميع بأن القوة الجنوبية حملت السلاح مبكرا وقبل رفع العلم من أجل إستقلال جنوب السودان .. ومنذ عام 1955م أى قبيل رحيل المستعمر الانجليز أصبح الحديث عن الاستعمار العربى متواترا فى الأدب السياسى كأرضية للحركة الاستقلالية المسلحة .

لقد بدأ أن الفكر السياسى السودانى يوشك أن يعلن أفلاسه وهو يقف عاجزا أمام التساؤلات المصيرية التى تتصل بحاضر البلاد ومستقبلها مما أفسح المجال وأسعا أمام الغلو الأثنى وغيره من أشكال التطرف .. وأمام الأرتباك أو الحيرة التى تعبر عن نفسها فى المزيد من التساؤلات التى لا إجابات لها والتى تطال الاستقلال نفسه وفصله كوجه آخر من وجوه الأزمة المستدامة.

لذلك ونحن فى دول المهجر نريد مسؤولا يقول كلمة حق .. وتاريخ يجب أن يسجل .. فالرجال معادن .. وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر .. نريد مسؤولا يكون عفيف اللسان ليجمع الشتات بكل صبر وهدوء بالتفكير والنظرة الصحيحة للأهداف ولكل زمان تفكير ولكل الأحداث رجل حنكة وكلمة لأن الاستقلال يعنى حرية الفكر والرأى وحرية القرار .. لكن وبإذن الله المسيرة مستمرة والعزم قائم والأمل كبير وحبال الصبر ممدودة فى ظل السلام والوحدة ويظل علم السودان يرفرف عاليا بإذن الله .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.