عودة الروح … بقلم: لقمان احمد .. الفصل الثامن والثلاثون

هذه هى كيلا اليوم, يواصل أهلها العودة يستقرون كما كانوا في الحضن الشرقي لجبل مرة دونما إغراء سوى الامتثال إلى طبيعة الأشياء (ليس في الدنيا مكان يساوى الوطن والمستقر وأرض الآباء والجدود خاصة وإن كان ذلك الوطن هو الدرع الشرقي لسلطنة الفور مهد سلطانها الأخير على دينار.

نعم الحرب قاسية ولكنها كانت أكثر قسوة فى شرق الجبل فقد حاق الدمار والقتل والتشريد مساحات واسعة ومحت الحرب من الوجود مئات القرى فى مقدمتها كيلا.

بدأوا العودة قبل عامين والآن يضيف نازحو كيلا للعودة معنى آخر سعيا لإكمال المشهد الذى يعيد محلية الملم إلى قيمتها التاريخية و الجغرافية والإستراتيجية كمركز حيوي لريفي الملم أى المناطق الشمالية لولاية جنوب دارفور.

تأتى هذه العودة فى وقت بالغ الأهمية وهو الاتفاق المرتقب للسلام والذي سيفتح الباب واسعا أمام عودة النازحين إلى قراهم على النحو الذي ابتدره أهلنا في محلية الملم عبر آليات السلام الإجتماعى (سفيرات السلام واللجنة العليا للسلام للمحليات الشمالية لولاية جنوب دارفور).

إن عودة العنصر البشرى ستسهم بفعالية عالية في إنجاح برامج التنمية الشاملة المستدامة التي ستنتظم هذه القرى حتى تصبح نموذجا للبناء والتنمية المنشودة بعد طي سجل الاحتراب والنزوح والتشرد.