عبد الواحد محمد نور فى المكاشفة والصراحة

عبد الواحد محمد نور فى المكاشفة والصراحة

(3-3)

 الزعيم والأستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة/ جيش تحرير السودان القائد الذي يتمتع بالمبادئ السياسية الواضحة والذي لا يحب الانكسار مطلقا، الامر الذي برز جليآ من خلال تبني منهج فكري وتحرري ثابت، مما جعله أكثر قيادات حركات الكفاح المسلح وضوحا، خاصة تلك المواقف المتعلقه بالأزمة السودانية ومحاولة معالجتها من جزورها، والذي ظل ينادي بها منذ تأسيس الحركة التي يترأسها، وذلك بأن يكون السودان دولة مواطنة متساوية شكلاً وموضوعاً ، تفصل فيه المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة بالإضافة إلى تطبيق العلمانية التي يري بأنها الضامن الأساسي لعدم عودة الإستبداد الديني ، كما ظل مطالبا بسيادة حكم القانون من خلال إعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة وفق أسس قومية جديدة، الامر الذي جعله ان يرفض كل المساعي التي وجهت لدعوتة لمنبر التفاوض وعدم قبول اغلب مسارات التسويات السلمية مع الحكومة السودانية، رافضا ما أسماه بالحلول الجزئية، معتبرا أن الحل الوحيد هو معالجة قضايا الوطن من خلال مخاطبة جزور الأزمة المتمثلة في المواطنة المتساوية وقبول الآخر ثقافيا واجتماعيا دينيا سياسيا موقف ظل متمسكا حتي بعد سقوط نظام الإنقاذ الاسلاموي.
ومنذ توقيع اتفاقية أبوجا عام ٢٠٠٦ اختار العيش خارج السودان متنقلا بين فرنسا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى، مركزا في خطابه السياسي على ضرورة إعادة نظام الحكم بؤسس جديدة تراعي التنوع الكائن بالسودان .الى مضابط الحوار

حاوره : مايكل ريال كرستوفر

🔴المشكلة السودانية في الخرطوم التي تصنع الأزمات وتصدرها للأطراف.

🔴هل قحت جاءت للسلطة عبر إنتخابات أو تفويض عبر إستفتاء شعبي أم عبر سرقة الثورة ومساومة مع جنرالات البشير؟!

🔴ما جري ويجري في عدد من مناطق السودان هو عنوان للفشل التأريخي في إدارة الحكم وغياب المشروع الوطني الجامع.

🔴رسالة للشفاتة والكنداكات ولجان المقاومة والجيل الراكب رأسو ، أبطال المتاريس ، صنع الثورة ورفاق الشهداء ، أقول لهم بأن الثورة أنتم من صنعها.

🔴هناك تداخلات في إقليم جنوب كردفان وغرب كردفان تحديداً بوجود الحلو في جانب وياسر عرمان ومالك في جانب وأنتم في حركة/ جيش تحرير السودان، ما أثر ذلك علي مكتسبات وحقوق الإقليم في التفاوض ألا يؤثر ذلك سلباً؟

🔴نحن من جانبنا نعرف حركة شعبية واحدة وليس حركتين ، فإن عضوية الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال قد إجتمعوا في كاودا في إكتوبر 2017 وأقاموا مؤتمرهم العام وإنتخبوا الفريق عبد العزيز آدم الحلو رئيساً للحركة.
وما نراه أن الحركة الشعبية تطرح قضية السودان الجديد وليس قضية المنطقين فقط ، ولكن أعداء الحركة ولأسباب تخصهم يريدون جعل الحركة الشعبية حركة إقليمية وإثنية.
فالحلول الجزئية والمناطقية رفضناها في كافة المنابر في ابوجا والدوحة وسرت وأروشا ونرفضها الآن في منبر جوبا، فالأزمة ليست أزمة دارفور أو جبال النوبة أو النيل الأزرق ، فالأزمة هي أزمة غياب المواطنة المتساوية بالسودان وأزمة طبيعة حكم منهج البلاد وكل الأزمات الموروثة من عام 1956.

*ما تطرحونه اليوم من قضايا ومطالب لأهل دارفور الكبرى ، هل هي مبادرة منكم فقط أم هنالك تنسيق بينكم وبين أهل دارفور ككل؟

🔴نحن نطرح قضية السودان بأكمله وليس قضية دارفور ، فالمشكلة السودانية في الخرطوم التي تصنع الأزمات وتصدرها للأطراف ، وما لم يتم حل مشكلة الخرطوم لن تحل المشاكل في بقية أقاليم السودان.
شعب دارفور مكون رئيسي من مكونات السودان ، وليس هنالك حل منفصل لقضية دارفور بمعزل عن قضايا الأقاليم السودانية الأخري.
إن منهج الصفوة السياسية في ممارسة السلطة يعتمد علي تقسيم الناس والأقاليم حتي تسهل عليهم عملية السيطرة والتمكين ، ولكن هنالك وعي كبير لدي الشعب السوداني الذي عرف مخططات وأهداف الصفوة لتفتيت المجتمعات ، لذا طرحنا مشروع تحالف الشعب العريض مع كل المكونات السودانية.

*هنالك طرح لمسألة الأقاليم والحكومة تتجه نحو ذلك الطرح وبرز جلياً، هنالك إقليم جبال النوبة وإقليم النيل الأزرق مما يعني دمج بعض الولايات في بعضها فما هي رؤيتكم لهذا الإتجاه؟

🔴 الإتجاه نحو الأقاليم هو إتجاه صحيح فالسودان بلد مترامي الأطراف ومتباين ومتنوع لا يمكن حكمه مركزياً بل عن طريق فيدرالية حقيقية تتيح للأقاليم حكم نفسها بنفسها وتتمتع بجزء كبير من ثرواتها ومواردها وسلطة قرارها والمشاركة بعدالة في الحكومة الإتحادية وإزالة كافة آثار التمركز والتهميش الذي مارسته الصفوة السياسية.
ولكن ما يجري من مفاوضات لا يقود إلي بناء وطني سليم لأن جوهرها هو المحاصصة وتقاسم الكعكة ويستغلون مثل هذه القضايا كروافع سياسية لتحقيق مكاسب تفاوضية وليس إيجاد حل حقيقي للأزمة.

*هنالك إتجاه لتعيين الولاة من قبل حكومة المرحلة الإنتقالية وبرزت
بعدة الاخبار بتدخل الإتحاد الأوربي وإقتراحه بأن تترك 30% من مقاعد
المجلس التشريعي للحركات التي تفاوض بجوبا فما رأيكم في ذلك؟

🔴 إذا لم يتحرر السودانيون من الحلول الخارجية سيظلون يدورون في حلقة مفرغة.
فالقضية السودانية الماثلة الآن أشبه بقضية الفصل العنصري سابقاً بجنوب أفريقيا ، حيث كان أقلية البيض تسيطر علي السلطة وأغلبية السود مستعبدين في وطنهم ، وكذلك الحال في السودان هنالك أقلية صفوية سيطرت علي السلطة وأغلبية من عامة الشعب مسحوقة ، وهذه الصفوة منحت نفسها حق أن إعطاء أو منع الآخرين من السلطة ، وعلي هذا الأساس صفوة قحت نصبت نفسها حكومة وحددت مشاكل وحلول أزمات السودان بمفردها من وجهة نظرها الصفوية ، وهي التي تمنح الآخرين نسبة من السلطة وفق مزاجها!
وهل قحت جاءت للسلطة عبر إنتخابات أو تفويض عبر إستفتاء شعبي أم عبر سرقة الثورة ومساومة مع جنرالات البشير؟!
هذا المنهج لن يقود إلي سلام وإستقرار وتوافق وطني ، فكل السودانيين أصبحوا يرفضون التهميش والإستغلال والهيمنة الآحادية وكافة أشكال التلاعب التي تمارسها الصفوة.
الحلول الخارجية لن تجلب حلولاً ، وقد جربناها من قبل عندما طرحت الحركة الشعبية تحقيق مشروع السودان الجديد كإطار لحل الأزمة ولكن الأيادي الخارجية طرحت الحل في تقسيم السودان.
إن حل الأزمة السودانية بأيدي السودانيين وليس هنالك من هو أحرص علي السودان أكثر من السودانيين أنفسهم.

* ماذا إذا شرعت الحكومة في تكوين الولاة والمجلس التشريعي دون الرجوع إلي الجبهة الثورية؟ ماذا سيكون موقفكم ؟

🔴 ذاك شأن يخص الجبهة الثورية ، نحن لسنا طرفاً في الجبهة الثورية ولا مفاوضاتهم.
مشروعنا ورؤانا تختلف عن مشاريع ورؤي الحرية والتغيير والحكومة القائمة والجبهة الثورية.
المشروع الذي أسسنا به الجبهة تحالف كاودا والجبهة الثورية هو مشروع حركة/ جيش تحرير السودان القائم علي التغيير الشامل وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة السودانية وبناء دولة المواطنة المتساوية والفصل الواضح بين مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية وليس التفاوض والتطبيع مع النظام ، ولكن هؤلاء الرفاق قد فارقوا مشروع الجبهة الثورية الذي تواثقنا عليه وتمسكوا فقط باسم الجبهة الثورية.

* شهدت مدينة كادقلي وقبلها نيالا وكسلا أحداثاً قبلية مؤسفة،ة ماذا أنت قائل .. أو كيف تنظر لهذه الأحداث؟

🔴 إذا لم نستطع تغيير الدولة الصفوية ومنهج إدارتها القائم منذ 1956 والذي خلق الحروب والأزمات لا يمكن أن ينعم السودان بالأمن والإستقرار ، وما جري ويجري في عدد من مناطق السودان هو عنوان للفشل التأريخي في إدارة الحكم وغياب المشروع الوطني الجامع.
منهج الصفوة يقوم علي الحروب والكراهية والإقتتال المجموعات السكانية كي تظل في سدة السلطة علي دماء ومعاناة الشعب.
فالقاتل والمقتول هم ضحايا ومهمشين والدولة لم توفر لأي طرف منهم تنمية أو خدمات ، ولكن يتم إستغلالهم في حروب عبثية لمصلحة من يشعل نيران الفتنة القبلية فيما بينهم ويمدهم بالسلاح ليفنوا جميعاً.
وهذه أحداث مؤسفة ومدانة راح فيها ضحايا أبرياء من كل الأطراف ، ولا يمكن حلها إلا بتغيير حكومة الصفوة في الخرطوم والتي تمثلها الحرية التغيير بأوسع أبوابها.

* ما المطلوب حتى تستكمل الثورة السودانية مهامها ؟

🔴 المطلوب وحدة الشعب السوداني وجدانياً خلف التغيير ومواصلة الثورة لإستكمال أهداف الثورة وعدم الإستسلام للأمر الواقع ، فطريق التغيير شاق ووعر ومحفوف بالمخاطر ، ولكن إيماني المطلق بأن الشعب السوداني العظيم قادر علي تغيير كل المعادلات وهزيمة كافة المؤامرات.
وللعبور للمستقبل الزاهر يجب التوصل إلي حكومة إنتقالية مدنية بالكامل لا تقوم علي المحاصصة الحزبية وتحقيق سلام شامل وعادل يخاطب جذور الأزمة وإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة.

* رسائل لمن توجها ؟

🔴 رسالتي لكل الشعب السوداني العظيم بأن يتوحدوا خلف أهداف ثورتهم ورفع وتيرة المقاومة وعدم اليأس والإستسلام ، ومن أجل الخلاص قطعنا نصف المشوار وما تبقي إلا القليل حتي نبني السودان الذي طالما حلمنا به وتغنينا له.

رسالة للشفاتة والكنداكات ولجان المقاومة والجيل الراكب رأسو ، أبطال المتاريس ، صنع الثورة ورفاق الشهداء ، أقول لهم بأن الثورة أنتم من صنعها وإختفاء البشير من المشهد جاء بصنع نضالاتكم وتضحياتكم ، لا تقبلوا بنصف ثورة وحكومة محاصصة حزبية من أقلية صفوية لا يهمها سوي السلطة ، وأصلوا ثورتكم وكفاحكم النبيل حتي تحقيق كافة الأهداف التي من أجلها خرجتم في ثورة ديسمبر المجيدة.
وحدوا صفوفكم ولا تتفرقوا إلي مجموعات ولا تسمحوا لأي جهة حزبية أو سلطوية أن تخترقكم . ثورتكم تم إختطافها منذ أن وقعت المساومة مع جنرالات البشير رغم إنكم لا تفوضوا أحداً أن يفاوض العسكر بالنيابة عنكم.
معاً من أجل التغيير وإستكمال أهداف الثورة والحكومة المدنية الكاملة وبناء دولة المواطنة المتساوية .

صحيفة الوطن _ جوبا