آخر الأخبار
The news is by your side.

د.جبريل: في هذه الحالة (…) المحكمة الجنائية أرحم للبشير والحركة ستتحول إلى حزب

د. جبريل: في هذه الحالة (…) المحكمة الجنائية أرحم للبشير والحركة ستتحول إلى حزب

أكد رئيس حركة العدل والمساواة، دكتور جبريل إبراهيم على ضرورة أن يتواصل رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك مع كل القوى السياسية والمدنية الفاعلة لبناء وفاق وطني جامع يعينه على تجاوز المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بالبلاد، وقال جبريل في حوار مع (آخر لحظة) إن التحدي الأكبر بعد السلام الذي صار قاب قوسين أو أدنى، هو التحدي الاقتصادي، وأوضح أن تعيين الولاة وتشكيل المجلس التشريعي قبل الوصول إلى اتفاق سلام، يعتبر خرقاً صريحاً لإعلان جوبا لبناء الثقة والتمهيد للتفاوض.
حوار: عماد النظيف
* كيف ترى لقاء رئيس مجلس الوزراء، دكتورعبد الله حمدوك مع رئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين، هل يمهد لتسوية سياسية قادمة؟
– الدكتور حمدوك رئيس وزراء للشعب السوداني بأجمعه وإن اختارته قوى سياسية بعينها، وبالتالي من الطبيعي أن يتواصل مع كل القوى السياسية والمدنية الفاعلة، ويسعى لبناء وفاق وطني جامع يعينه على تجاوز المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بالبلاد، فتكوين الحكومة من قوى سياسية معينة يجب ألا يحرم رئيس مجلس الوزراء من سماع رأي من هم خارج دائرة الحكم.
* هنالك من يرى أن الحكومة الانتقالية انحرفت عن مسارها وأصبحت حكومة محاصصات مثلها مثل حكومة الوفاق الوطني؟
– أنا لا أرى عيباً في أن تتولى القوى التي أنجزت الثورة مقاليد الأمر في البلاد بأي معادلة كانت، لأن قرارات ما بعد الثورة يجب أن يتخذها السياسيون وليس التكنوقراط، ولكن العيب أن ينهى الناس عن خلق ويأتوا مثله، العيب أن ترفض المحاصصة قولاً وتشهر سيفك في وجه كل من يدعو إليها، ثم تمارسها عياناً بياناً ودون أدنى حياء.
* البعض بدأ ينصب الفخ للحكومة الحالية، إلى أي مدى يمكن أن تكمل الحكومة فترتها الانتقالية؟
– الحديث عن أن طرفاً ما يعمل على الحفر للسلطات الانتقالية، أبلغ دليل على أن حكومة الدكتور حمدوك تمر بظروف اقتصادية لا تحسد عليها، ستستمر الحكومة إلى نهاية الفترة الانتقالية بإذن الله إن وفقت في توفير قدر معتبر من المال وتوجيهه إلى القطاعات سريعة العائد مثل التعدين (الذهب)، والثروة الحيوانية، والتحدي الأكبر بعد السلام الذي صار قاب قوسين أو أدنى، هو التحدي الاقتصادي ولا بد للأموال السودانية المهاجرة أن تعود ولو جزئياً لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان، فقد جاء الوقت الذي يتحمل فيه شريحة رجال الأعمال مسؤولية إنقاذ الوطن والتضحية بأموالهم من أجله.
* هنالك مطالبات بالإسراع في تعيين الولاة وتشكيل التشريعي قبل عملية السلام؟
– تعيين الولاة والمجلس التشريعي قبل الوصول إلى اتفاق سلام خروج وخرق صريح لإعلان جوبا لبناء الثقة والتمهيد للتفاوض، الأحوط تأجيل تعيين الولاة والمجلس التشريعي إلى حين الوصول إلى اتفاق سلام.
* البعض يرى أن جوبا غير قادرة على رعاية السلام في السودان، لأنها تعاني من مشاكل داخلية وسيولة أمنية، في وقت يطالب عبد الواحد محمد نور بنقل المفاوضات إلى الداخل؟
– دولة الجنوب لم تدعِ الكمال، والجود بالموجود، المنبر مهم والوسطاء والضامنون لاتفاق السلام في غاية الأهمية، ولكن السلام يصنعه الأطراف السودانية المتفاوضة، دع عبد الواحد يأتي إلى الداخل ويتفاوض فلا أحد ينوي إغلاق أبواب السلام.
* ما صحة مشاركة الحرية والتغيير في الجولة القادمة للمفاوضات؟
– نعم أعلنت عن إرسال وفد رفيع لها إلى جوبا، في غضون أيام.
* البعض يرى أن تعدد المسارات أضر كثيراً بالعملية التفاوضية، هل تتفق مع هذا الرأي، أم لديك رأي آخر؟
– تعدد مسارات محادثات السلام تجربة جديدة لا تخلو من بعض التعقيدات للتنسيق والتوفيق بينها، ولكنها تعبر عن شمول اتفاق السلام من حيث الشركاء والجغرافيا والموضوعات، وفوائدها أكثر من مضارها.
* كيف ترى تلويح الحركة الشعبية جناح الحلو بحق تقرير المصير؟
– نحن نؤمن بوحدة السودان، ورغم أن تقرير المصير حق لكل الشعوب، إلا أن (الملدوغ بخاف من جر الحبل)، والشعب السوداني لدغ من حق تقرير المصير لدغة لا برء منها، وليس على استعداد لتكرار التجربة المريرة.
* يشير البعض إلى أن موقفكم من الثورة كان غير متماهٍ مع التغيير؟
– الحركات المسلحة صنعت الثورة وقدمت أرتالاً من الشهداء ما يقرب العقدين من الزمان، فالذين يدعون أن القوى الوطنية المسلحة تسلقت الثورة، لا يفهمون معنى الثورة ولا يعرفون كيف تتم مراكمة أسبابها.
* ما هي رؤيتكم فيما يتعلق بمحاكمة البشير داخلياً أم خارجياً؟
– الضحايا لا يثقون في المحاكم السودانية وقدرتها ورغبتها في محاكمة البشير وسائر المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، عليه ورغم أن المحكمة الجنائية الدولية ستكون أرحم من المحاكم الوطنية للبشير وزمرته، إلا أن أخذ مخاوف الضحايا ورغباتهم في تحقيق العدالة الانتقالية واجب.
* رئيس حركة العدل والمساواة بولاية غرب كردفان شارك في مسيرة الزحف الأخضر بالفولة أمس الأول، وخاطب الحضور، هل أنتم موافقون على ذلك؟
– الذين يخرجون في تظاهرات الزحف الأخضر لا يعني بالضرورة أنهم على وفاق مع المؤتمر الوطني في مواقفه، ولكن المصائب تجمع المصابين، والأزمة المعيشية التي تأخذ بتلابيب المواطنين وتضيق عليهم الخناق، وانحراف الثورة عن مسارها بأيدي بعض الذين أفلحوا في اختطافها، يجعل الناس يخرجون مع كل ممتعض للتعبير عن عدم رضاهم عن مجمل الأوضاع ومآلاتها.
* كيف ترى القوانين الإسلامية التي اقترح وزير العدل إلغاءها؟
– لم أدرس القوانين التي شرع وزير العدل في سنها حتى أكوِّن حيالها رأياً متكاملاً، ولكن المؤكد أنها ليست في رأس قائمة أولويات المواطن، وقد تستفزه وتعطيه انطباعاً بأن السلطات الانتقالية تسعى لهدم قيم المجتمع وإحلال التفسخ مكانها بقوة القانون.
* ما هي رؤيتكم لتحقيق السلام في السودان عامة وولايات أهل دارفور خاصة؟
– يتحقق السلام في كل ربوع السودان بمخاطبة جذور المشكلة السودانية التي انفجرت قبل جلاء المستعمر عام ١٩٥٦ وتسببت في إشعال الحروب في كل أركان البلاد ونتج عنها انفصال جزء عزيز من الوطن، وتجب مخاطبة جذور المشكلة بإخلاص وتجرد ومعالجة آثار الحرب بهمة، والسلام سينقل البلاد إلى عهد جديد تنعم فيه الأجيال القادمة بخيرات بلادهم اللا محدودة ويتقون فيها ويلات الحروب.
* ما هي أبرز المناصب التي تتطلعون لها في السلطة بعد الوصول إلى سلام شامل؟
– لم يحدد أي من الأطراف المتفاوضة موقعاً معيناً للتفاوض حوله، ولكن هذا لا يعني أن القوى الوطنية المسلحة لن تشارك في المؤسسات الانتقالية لتساهم بفاعلية في تنفيذ اتفاقات السلام وإخراج البلاد من وهدتها بالتعاون مع بقية شركائنا في قوى الحرية والتغيير.
* هل ستتحول الحركة إلى حزب، وهل لديكم قاعدة جماهيرية جاهزة لخوض الانتخابات؟
– نعم الحركة ستتحول إلى حزب سياسي حالما توقع على اتفاق سلام شامل، ولا شك أن لها رسالة وسطية تدعو إلى تحول التنافس بين النخب السياسية على خدمة المواطن بأعلى جودة وبأقل التكاليف وفي أقصر مدى زمني ممكن بدلاً من ضياع مصالح المواطنين في صراع الأيديولوجية، أما الجاهزية للانتخابات فهي تحتاج إلى بعض الوقت.
* رفعتم السلاح واتخذتم الكفاح المسلح طريقاً من أجل تحقيق التنمية المتوازنة والعدالة في تقاسم السلطة والثروة، ما هي رؤيتكم للحفاظ على ثورة ديسمبر المجيدة؟
– ثورة ديسمبر المجيدة تحتاج إلى حماية ورعاية حتى لا تنحرف بالكامل عن أهدافها وتصير مشروعاً لخدمة مطامع تنظيمية ضيقة لبعض التنظيمات التي لا تحظى بأي تأييد شعبي، المدخل إلى تحقيق أهداف الثورة التي حملنا من أجلها السلاح مضطرين، هو اتفاق السلام الذي سيكون بمثابة خارطة طريق ترينا كيف نرفع المظالم التاريخية الواقعة على شعبنا وكيف نرد له حقوقه المسلوبة.
* ما زال النازحون واللاجئون يعانون من آثار الحرب ويسكنون في معسكرات تفتقر للغذاء والخدمات، ما هي خطتكم للتعامل مع مطالبهم العادلة؟
– مطالب النازحين واللاجئين مستجابة بإذن الله، وهم في حدقات عيون المتفاوضين من الطرفين، ولن نقبل بسلام لا يرضيهم ويردهم إلى ديارهم الأصلية معززين مكرمين مرفوعي الرؤوس.
* الحرب في دارفور أفقرت المجتمع وفرقت بين مكوناته وكادت تقضي على التعايش السلمي المتوارث منذ آلاف السنين.. كيف ترون طرح مبادرة مصالحة مجتمعية بين كافة أطياف الإنسان الدارفوري؟.. في رأيكم هل ستنجح؟
– كان للنظام البائد دور أساسي في الفتنة بين مكونات المجتمع الدارفوري وهتك نسيجه الاجتماعي لدرجة تبرر الإشفاق من إمكانية رتقه، ولكني أطمئن القارئ الكريم بأن لمجتمعنا قيماً لا تبلى مع الأيام وإن بدا عليها شيء من الصدأ بفعل الطغاة ومكرهم السيئ، غير أن مجتمعنا يتمتع بإرث زاخر من فنون تجاوز المرارات ورتق النسيج الاجتماعي وسنلجأ لإرثنا هذا ونحن مستيقنون من أن حكومتنا هذه المرة ستكون خير معين لنا لإصلاح حالنا، وتحقيق السلام المجتمعي وإجراء حوار دارفوري شفاف في مقدمة أولوياتنا.
* بعض الأصوات في السودان ودارفور خاصة، يستنكرون عدم تنويرهم بمجرى محادثات السلام في جوبا.. ما تعليقكم؟
– من حق الشعب السوداني الاطلاع على تطورات محادثات السلام أينما كان، ولكن البعض يرى أن أضواء الإعلام الكاشفة قد تعين على تصلب المواقف بدلاً من مرونتها، ولا شك أن غياب المعلومة أيضاً يضر بالعملية السلمية، الوسطية في كل أمر تزينه، والإفراط أو التفريط فيه يفسدانه.
* بعض الأصوات الدارفوية امتعضت عدم إشراكها في مفاوضات السلام التي تحدد مصيرهم ومستقبلهم باعتبارهم (أصحاب المصلحة)؟
– تمليك اتفاق السلام يتم أثناء صناعته وبعد الفراغ منه ليشارك الجميع في بنائه وتنفيذه وجني ثماره، هنالك جهد كبير لإشراك أكبر قدر ممكن من أهل الإقليم في محادثات السلام، ولكن مع محدودية الإمكانات وضيق الفرص تتسع مساحات عدم الرضا، المطمئن أن اتفاقات السلام لا تنفذ في فراغ ومن دون رضا وتعاون المستفيد، فالأمر سيبدأ وينتهي بهم ولهم إن شاء الله.
* ختاماً.. في رأيك هل تستطيع مفاوضات السلام إحداث اختراق شامل والانتقال بالسودان من خانة الحرب إلى خانة السلام الشامل والتنمية في السودان؟
– هنالك روح ومناخ شراكة جديدة تحيط بمحادثات ما بعد الثورة لم تكن متوفرة أيام الإنقاذ أبداً، ولذلك نحن متفائلون بأن الله قد هيأ البيئة للسلام وقيض للسودان سانحة نادرة يجب اغتنامها لنقل السودان من مربع الحروب المقيتة إلى مراقي النماء والازدهار.

 

آخر لحظة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.