آخر الأخبار
The news is by your side.

جنرال: سنتحول لحزب سياسي بضمان إصلاح المؤسسة العسكرية والامنية

عبدالعزيز جنرال: سنتحول لحزب سياسي بضمان إصلاح المؤسسة العسكرية والامنية

طرحنا علماني..ويجب أن تقف الدولة علي مسافة واحدة من الأديان والتقاليد الأفريقية
ندعو بعدم إستخدام الدين في المعارك السياسية

بحضورها للسودان بعد توقيع اتفاقية سلام جوبا بينها والحكومة الإنتقالية،صارت الجبهة الثورية بمكوناتها السياسية وجماعات الكفاح المسلح وفقا للاتفاقية المبرمة وللوثيقة الدستورية القومية جزء من الحكومة الانتقالية عبر مشاركتها السياسية بغية الانتقال الى حكومة منتخبة برضاء من مكونات الشعب السوداني.

وحركة جيش تحرير السودان (المجلس الانتقالي) تعد واحدة من جماعات الكفاح المسلح والتي لابد وأن لها رؤية في الراهن السياسي والوضع الاقتصادي والاجتماعي فكان يجب أن نستنطق أمينها السياسي عبد العزيز عبد الكريم الشهير بـ (عزيز جنرال) فمعا لقراءة ما بين سطور افاداته لموقع (سودان بوست) الاخباري عبر هذه المساحة:

حوار :هدي حامد

*نبدأ من حيث الراهن السياسي الحالي واللغط الدائر حول شركاء الفترة الانتقالية وردود الفعل المتباينة والمواقف الرافضة لتشكيل المجلس كيف تقييمون مجريات الأمور ؟

♢ تكوين مجلس الشراكة منصوص عليه في ثنايا الوثيقة الدستورية بنص المادة (80) حيث أشارت المادة لتكوين مجلس للشراكة و أن يضم الأطراف الموقعة علي السلام بما فيها المجلس السيادي.

أي انه سيكون المرجعية في إزالة التباينات التي يمكن أن تنتج في إدارة المرحلة الانتقالية وتتمثل صلاحيته في الرجوع إليه في حالة وجود عقبات أمام أي مشكلة أو تقاطعات، وعلى الرغم من أن بعض القوي السياسية و مجلس الوزراء الانتقالي ترفضه أو تقول أنه قد أخرج من سياقه أو أنه سوف يتغول على صلاحيات واختصاصات المجلس التشريعي القادم.

وربما شاب تكوين المجلس بعض الغموض لعدم تمثيل المرأة بصورة ما نصت عليه الإتفاقية، أو في بعض الجوانب التي يمكن ان تحدث تحدي للفترة الانتقالية،فمجلس الشركاء له مهام واختصاصات محددة وعندما يتم تشكيل البرلمان حسب إتفاق السلام فإن مجلس شركاء الفترة الانتقالية ينبغي ألا يتغول علي المجلس التشريعي.

والمهم من قيام مجلس شركاء الفترة الإنتقالية هو تنفيذ إتفاق السلام والتنسيق من أجل إنتقال حقيقي بنهاية الفترة الانتقالية.

*إذن ماذا عن رؤيتكم حول الوضع الاقتصادي وحلولكم للخروج من الأزمة الطاحنة التي يعاني منها السواد الأعظم من السودانيين؟

♢ الوضع الاقتصادي والأزمة التي يعيشها السودانيين ليست وليدة اللحظة، وإنما جاءت نتيجة تراكمات تاريخية قديمة بسبب الأنظمة الديكتاتورية الشمولية الفاشلة والتي فشلت تماما في تقديم أي إطار علمي أو فلسفي لإدارة اقتصاد البلاد،والسودان بلد غني بموارده لكن شعبه يعاني من الفقر، حيث يعد السودانيين من أفقر الشعوب بالمنطقة العربية والافريقية وهذا نتاج للسياسات الخاطئة وغياب الاستراتيجية التنموية وغياب التخطيط بشكل محكم ومدروس للاستفادة من الموارد الطبيعية وغير الطبيعية والاستثمار في الرأسمال البشري من حيث الأفكار والبحوث العلمية؛فالمشكلة الاقتصادية تتركز في سوء الإدارة لموارد البلد.

إتفاق سلام جوبا تحدث عن هيكلة المؤسسات الاقتصادية وفي عمل سياسات مالية واضحة، واستغلال الموارد بشكل جيد، وسن قوانين وأسس لإدارة الإيرادات القومية بشكل شفاف عن طريق خلق آليات وهياكل فاعلة لمحاربة الفساد بكافة أنواعه المتمثلة في الفساد المالي والإداري والمحسوبية فضلا عن محاربة الرأسمالية الطفيلية التي تكدس الأموال وتحتكر الأسواق والسلع.

فيجب وضع استراتيجية تعمل على إعادة النظر للاقتصاد السوداني ووضع خطط نظرية لإنشاء مجتمع حديث ودولة حديثة.

*كمجلس انتقالي لحركة جيش تحرير السودان هل ستتحولون لحزب سياسي يدخل ببرنامج معين للانتخابات المقبلة؟

♢ وقعنا إتفاق السلام وحتما سنتحول لحزب سياسي في المستقبل وهذه طبيعة الحركات التحررية، بعد توقيع إتفاقية السلام سنمارس العمل السياسي بكافة المستويات لحين تحقيق السلام واستدامته، وحدوث الاستقرار السياسى، الاجتماعي.

وبعد الفترة الانتقالية وتوفير الشروط والمناخ الملائم والظروف الموضوعية لإجراء عملية ديمقراطية حرة ونزيهة من خلال صناعة الدستور وإجراء التعداد السكاني وعودة النازحين واللاجئين لقراهم الأصلية وضمان إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية التي لابد من ان تكون مستقلة وأن تنحصر مهامها في حماية الشعب والدستور والدولة،حينها وبعد توفير هذه الشروط بصورة تلقائية عبر الجهات السياسية والمدنية قوي سياسية فإننا في الحركة سنساهم مع الآخرين في قيادة الانتخابات وحتما سنساهم في إدارة الدولة السودانية وصولا لبناء السودان الحديث وقيام العدالة الانتقالية والأمن الإنساني والسلام الاجتماعي وتحقيق النهضة.

*تتجه الكثير من حركات الكفاح المسلح للعمل ضمن تحالفات وكيانات سياسية..ماذا عنكم كحركة جيش تحرير السودان (المجلس الانتقالي)؟

♢ لدينا تحالفات استراتيجية وتنسيقية على المستوي الراسي والافقي مع كافة المكونات السياسية بالبلد، ولدينا تحالفات قديمة في مجال العمل النضالي الطويل؛ ونعمل كحركة ثورية فكرية وستظل نعمل في وحدة هذه القوي التي تؤمن ببناء السودان الحديث.

وموفقنا واضح لمشكلة الحكم والادارة بالسودان وطرحنا فلسفة سياسية واجتماعية وفكرية في إدارة التعدد والتنوع الثقافي والفكري والمعرفي بالبلاد بشكل سليم.ويتمثل ذلك في الديمقراطية التعددية وسيادة حكم القانون وعلمانية المؤسسات عبر الفصل بين المؤسسات الدينية والمؤسسات السياسية وعدم استخدام الدين في المعارك السياسية وعلي أن تقف الدولة في مسافة واحدة بين الأديان والتقاليد الأفريقية وهذا التنوع بالنسبة لنا مصدر قوة وفخر وليس مصدر شتات،ولا بد من احترام الحريات الأساسية بما فيها الحرية الفردية في أقصى درجاتها الإنسانية تجسيدا لمفهوم الليبرالية الاجتماعية والسياسية والثقافية.

*بعض السودانيين العاديين وسياسيين أيضا غير متفائلون من إتفاق سلام جوبا،لجهة أنهم يقولون أن الاتفاقية لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به وأنها فقط عبارة عن محاصصات وليست آلية لحل أزمة الحكم والتغيير ما ردك؟

♢ إتفاق السلام واحد من مبادئه التي نادينا من اجله هو السلام وهو أحد أركان الثورة العظيمة بشعاراتها :حرية،سلام وعدالة وهذا الإتفاق إذا تم فهمه بصورة صحيحة سوف يعبر عن حياة السودانيين باعتباره مبني على إيجاد صيغة بمفهوم الدولة؛وبناء الدولة وليس الحكومة.وهذا الاتفاق خاطب قضايا إستراتيجية ومن ضمنها المؤتمر الدستوري وفصل السلطات وحفظ الحريات المدنية والحقوق الإنسانية لا سيما قضايا العدالة الانتقالية وإعادة هيكلة المؤسسات الاقتصادية والعدلية والأمنية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.