استشهاد أحمد أبو جكة في معركة أم دبيكرات١٨٩٩م
استشهاد أحمد أبو جكة في معركة أم دبيكرات١٨٩٩م
بقلم: محمد عمر هارون
تاريخ السودان حافل بالبطولات التي تحلق في. أودية الأساطير منذ الممالك النوبية فالسطنة الزرقاء ثم المهدية. المجاهد أحمد محمد ابوجكة من أبناء المسيرية الافذاذ، بايع المهدي منذ قدير وشارك في معظم معارك المهدية،. كان كالغضنفر الهصور في الصولات والجولات كمدجج كره الكماة نزاله كم يقول الشاعر الجاهلي، وبعد وفاة المهدي وبيعة الخليفة عبدالله اختاره الخليفه حاجبًا أو ياورًا بالمصطلح العصري. فظل يده. اليمني كظله جوار فرسه في حله و ترحاله. انعقدت بينهما الصداقةوالحب الفطري فكان الخليفة يحبه حبًا جمًا. وهو يبادله نفس المشاعر الجياشة في معركة كرري كان جواره يدافع عنه وهو ممسك برسن بعيره وبعنان فرسه، ويراقب عن. كثب ويحذر سقوط القذائف وهو يخشى. على إصابة رفيقه وصاحبه. وبعد الانسحاب من أم درمان ظل جواره يخدمه كابنه خلال هجرة. كردفان الشاقة، الثانية بعد مجزرة . كرري ١٨٩٨م. يعلف جواده ويعده له للسير وللنزال وللمناجزة، ممتشقًا رمحه. ومتنكبًا سيفه.
وعندما كانوا في أم. دبيكرات عشية المعركة. وقوات الجنرال ريجنالد ونجت تتخفز لتنقض وهي تدنو منهم رويدًا رويدًا وركب الخليفة الرسالي الميمون يزحف نحوهم.. كان ابوجكة. رابط الجأش ثابت الجنان. وهو يتحلى بشجاعةالمسيرية أهله التي قد سارت بها الركبان. وحلقت. في أودية الأساطير فالإنسان ابن بيئته. كان جوار الخليفة يقاتل ويطلق النار وحينما افترش الخليفة فروته للشهادة. أيقن ابو جكة بأنه. حان. أوان قطف ثمار الشهادة. وقد هبت نسائم الجنة. وهاهي حمامة الشهادة تندو، وكان هذا مايهفو ويصبو له وقف أمام الخليفة. كما الطود الأشم. . كدرع بشري ليحمى الخليفة. من الرصاص المنهمر. شرع يديه و ذراعيه لإصطياد الرصاص لكيلا يصيب خليفة. المهدي. اخترق الرصاص صدره. فسقط مضرجًا في دمائه التقطه الخليفة. ووضعه على حجره. كالأم كالظئر الرؤوم. ما أتعس وامرّ لحظات الفراق السرمدي! الخليفة يهدهد ويبسمل ويحوقل، ويلقنه الشهادة. كئيب لإصابة صديقه لانقول حارسه حاول الأمير أحمد فضيل أن يأخذه من الخليفة لكنه رفض قال (شألني ١٣ سنة مااشيلو ساعة.) أبو. جكة. يحتضر ويلفظ آخر أنفاسه، سقط الرصاص على صدر الخليفة. فسقط على أبو. جكة. وختلطت دماؤهما فاستشهدا في ذات اللحظة و دفنا في نفس المقبرة كبطلين. يالشهامة وبسالة وقوة. شكيمة البطل الشهيد أحمد محمد أو جكة!
