آخر الأخبار
The news is by your side.

فضفضــة مــع القمــر 

  فضفضــة مــع القمــر

بقلم: إيناس المغربي

في ليلة قمراء ..  أزهر القمر فى السماء ،تجلي في حلته الفضية لمعت عيونه بالضياء ، كأنه وميض ملائكي أو نفحة من نور الإله …

رأيته يَسْبحُ بين الغمام يختبئ تارة  وتارة يتلألأ بوجهه الفتان .. !!

ثم يختفي وراء الحجب ويطول به الاختباء، وإذ به يتسلل من وراء حجب الغمام رويدا رويدا  فيظهر لي بثغره البسام .. ضحوكا مستبشرا.. متفائلا ..جذابا .. !!

نظرت إليه متعجبة من ضحكته التي لا تفارق مبسمه ..متسائلة مما تضحك يا … ؟!!

فنظر إليّ قائلاً :

 نظرتُك فرأيتُك تبحثين في ليل الدجى عني  لكي أكون أنيسُ روحك ورفيق دربك ، فتُفضينَ إليّ بمكنونِ نفسك وأغوارها ومكامن سرك وبحورها ..!!

من حزن سكن الروح ، أو حب أعتلى الشغاف .. أو حيرة ألمت بنفسك وتريدين منها الفكاك .. ؟!!

هيا هيا ..  فأنا جليسك وأنيسك حتى ينبثق الضياء..!!

فارتاحت نفسي وهدأت وقلت :

أأنت الصديق .. والبئر السحيق .. وكاتم الأسرار ..

قال : نعم

 أنا ذاك ..أنا ذاك ..!!

قلتُ لكِ هيا يا أميرتي احكي احكي كلي أذان مصغية ..!!

فتنهدت قليلا ..

ورفعت عيوني إليه .. فزادت شجوني وتساقطت دموعي على وجنتي وتهدجت شفتي من كثرة البكاء .. أريد البوح بما آلمني وقض مضجعي وأرق مهجتي ونال مني ما نال..!!

 لقد جرعت العلقم من كأس مترع بالأحزان موار بالهموم والأنكاد ..

فحكت له قصة حياتها وأنه خوى نجم الخير والسعد منها ، وعاشت حياة بئيسة وحيدة استسلمت فيها لضغوطات الحياة، وفقرها من الأنس “بنديم و حبيب ” تعيش معه حياة رغيدة هنية تشعر فيه بمعنى الحياة السرمدية والخلود ؛ فتشرب من دنان صهبائها ما شربت منه مثيلاتها من الفتيات .

وعندما سمع القمر  كلامها أنتحب حزنا لحزنها  ونزلت دموعه على وجناتها كقطرات الندى على ورق الزهر،فتنبَهت بعد بكائها لبكاء هذا القمر الصديق المكلوم من أجلها ، وقالت له :

أتبكيني يا قمر .. ؟!!

فمسح دموعه مسرعاً وعاود الابتسامة ضاحكاً

وقال لها :

أيتها الأميرة المشرق بالجمال وجهها ..صاحبة العيون الباهية و الوجنات الزاهية المعقود فيه سر الجمال الأقدس الذي وشاه رب الكون  بمزن الطهر والحياء والعفة ، وتوجه بقلب جميل .. وعقل حكيم  ووجه صبوح مثلك ..!!  لابد من يوم قريب يأتي فارس نبيل يحمل في قلبه من خلال الخير ما يغنيكِ  ويحي الأمل و البهجة فيك ويحقق كل أمانيكِ ..!!

فتبسمت واستبشرت وتمنت أن يحقق الله مرادها ولا يخيب ظنها .. !!

وبعد قليل لاح ضوء الفجر

بالأفق البعيد وأسفر عن قدوم صديق جديد يحمل معه الأمل والبْشر الجميل  فاستأذن القمر المنير  بالذهاب لكي يأتي صديقه المشرق الوهاج ويملأ الكون بدفئه وضياه !!

وبينما القمر ذاهب والشمس أتية ..

قامت الأميرة تصلي فرضها وتدعو ربها أن يحقق مرادها وما يتمناه قلبها .. !!

ومرت أياما تلو آيام وجاء الفارس الهمام الذي كان في الأحلام ليحقق لها ما تمنته من ” الحنان المنان ” .. ليحول الأحلام إلى حقيقة وردية ممتلئة بالحب والعطاء والإيثار، وعاشت معه أجمل سنين عمرها وعندئذ تذكرت حوارها مع القمر فرفعت وجهها إلى السماء وإذ بالقمر ينظر إليها متبسما ضاحكا يذكرها ..

ألم أقل لك أن هناك رب  قدير جواد رحيم ..؟!!

فتبسمت  قائلة يالك من صديق حميم ..!!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.