آخر الأخبار
The news is by your side.

شخصيات عطّرت تاريخنا ..هاشم العطا .. الفارس المهاب  … بقلم: هيثم عزالدين

شخصيات عطّرت تاريخنا ..هاشم العطا .. الفارس المهاب  … بقلم: هيثم عزالدين

وُلِد هاشم محمد العطا في بيت المال أم درمان في 12 مارس 1936م لأسرة شايقية تعود جذورها لمنطقة القرير بالولاية الشمالية ، نزحت أسرته لولاية نهر النيل منطقة حجر العسل، ثم استقر جده في بيت المال.
درس بمدرسة بيت المال الأولية عام 1943م وثم الأهلية الوسطى (1948-1951م) و درس المرحلة الثانوية (1952-1955م) وبعدها التحق بالكلية الحربية السودانية 1957م وتخرج برتبة الملازم ثاني عام 1959م في عهد الرئيس إبراهيم عبود
تلقى هاشم العطا بعثات دراسية ودورات في كل من :المملكة المتحدة 1962 م – 1963 م ـ ألمانيا الغربية – 1963 م – 1964 م _مصر 1965 م الولايات المتحدة الأمريكية 1967م
وقد تنقل في كثير من الأفرع العسكرية فعمل في : القيادة الوسطى من 1959 م إلى 1963 م ،ثم بمدرسة المشاة معلماً من 1963 وحتى1965 ، كما بالقيادة الجنوبية من 1966 م إلى 1968م
بعث ألى ألمانيا ليعمل بقنصلية جمهورية السودان ( بون ) ملحقاً عسكرياً من 1968 وحتى 1969 م
كان عضواً في تنظيم الضباط الأحرار الذي استولى على السلطة في مايو 1969م بقيادة جعفر نميري .
عين عضوا بمجلس الثورة المايوي يوم 25 مايو 1969 وأصبح وزيرالثروة الحيوانية، كما شغل منصب مساعد رئيس الوزراء للقطاع الزراعى.
عزله النميري مع اثنين من اليساريين في مجلس قيادة الثورة: فاروق حمد الله وبابكر النورسوار الذهب ، وطردهم من المجلس وجردهم من السلطات بحجة تسريب اجتماعات الحكومة للحزب الشيوعي بتاريخ 26 نوفمبر 1970.و لما للثلاثة من مكانة في الجيش فقد احتاط النميري للأمر ،و قبل قرار العزل إجتمع مع مائة من كبار ضباط القوات المسلحة. وأخبرهم أنه لا يعتمد علي الشيوعيين وأنه يريد أن يحميهم ويحمي نفسه من خطرهم.
قاد إنقلاباً ضد الرئيس نميري بما عرف بـ(حركة التصحيح الثورى ) يوم 19 يوليو 1971 م بجسارة فائقة عند الساعة الثالثة ظهراً ، ،
وأصبح هاشم نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ووزيراً للدفاع ،قائداً عاما للقوات المسلحة.وأعلن تشكيل مجلس قيادة الثورة الجديد كالآتي: بابكر النورسوار الذهب رئيساً، وهاشم العطا، نائباً للرئيس، وعضوية: محمد أحمد الريح، فاروق عثمان حمد الله، محمد محجوب عثمان، محمد أحمد الزين، معاوية عبد الحي.
وأصدر المجلس أوامراً بإلغاء الآتي:
1/ الأوامر العسكرية الجمهورية. 2/ جهاز الأمن القومي. 3/ الاتحاد الاشتراكي السوداني. 4/ الحرس الوطني.
وأعلن عن تأسيس الآتي:
1/ الجبهة الديمقراطية الوطنية (مكان الاتحاد الاشتراكي).
2/ منظمات التحالف الديمقراطي (فيها نقابات العمال الموالية للشيوعيين).
بعد ثلاثة أيام في22 يوليو1971م ولتدخل (بريطانيا) ودول الجوار مصر والسعودية وليبيا (القذافي) ،فشل الإنقلاب وعاد جعفر النميري مجدداً إلى السلطة ، وقام بتشكيل محاكم ميدانية وهو في حالة غضب فأصدرت أحكاماً بالإعدام على قادة الحزب الشيوعي السوداني ومن بينهم عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب والشفيع أحمد الشيخ رئيس اتحاد نقابات السودان ،وجوزيف قرنق ،عضو الحزب والوزير الجنوبي بالحكومةوعشرات الضباط ممن نفذوا الإنقلاب.
حاول النميري التحقيق مع هاشم. فرفض وأعلن أنه لن يدلي بأي أقوال إلا أمام محكمة علنية قائلاً (ستشوهون أقوالي وتحرفوها) وأضاف ( أنا أتحمل كل المسؤولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف.) وعندما حاول النميري أن يستفزه، زجره وأوقفه عند حده، وقال له: ( لست نادماً على ما قمت به وإن كان لي أن أندم فلأنني اعتقلتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة ) كان هاشم خلال الساعات التي قضاها قبل إعدامه وفي طريقه إلى الاعدام ظل يردد مقطعاً من نشيد صلاح بشرى، ويضيف إلى المقطع ( جاءكم هاشم فاعدوا المقصلة.). وظل المعتقلون من الضباط والجنود يرددون المقطع من خلفه.
كان رجلاً شجاعاً ومهاباً وزجر كل الضباط والجنود الذين حاولوا الاعتداء عليه وهو في قبضتهم.
ظل يضحك وهو في طريقه إلى ساحة الإعدام ، فسخر منه أحد الجنود قائلاً : وتضحك كمان ، فضحك هاشم ضحكة عالية وقال له ( يا ابني الميت ما ببكي.)
كان متزوجاً من ابنة خاله وله منها ابنتان (نفيسة) وتوفيت طفلة عام 1970م و(هند) المتزوجة وأم لأربعة أبناء وأسمت أحدهم (هاشم) على جده.
توفي في 23 يوليو 1971م وكان عمره وقتها 35عاماً رحمه الله رحمة واسعة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.