آخر الأخبار
The news is by your side.

رئيسة ليبريا السابقة تكتب في «نيويورك تايمز»: نساء السودان يُعلّمن العالم «كيف تصنع ثورة؟»

رئيسة ليبريا السابقة تكتب في «نيويورك تايمز»: نساء السودان يُعلّمن العالم «كيف تصنع ثورة؟»

بقلم: إيلين جونسون

المرأة السودانية رغم سنوات من التجاهل والتهميش شكلت ثلثي الحراك الثوري ضد البشير.. و«الكنداكة آلاء صلاح» أصبحت أيقونة القوة الثورية لنساء البلاد

حقوق النساء تتجاوز مشاركتهن في الانتخابات ويحتجن سُلطة حقيقية لصنع القرار والإصغاء لهن في جميع فروع الحكومة

الدراسات العلمية تُثبت أن النساء أقل ميلاً للاستبداد بالحكم ويعملن بشكل أكثر فاعلية وتعاونًا

اختيار أكبر عدد من النساء والفئات المهمشة في المناصب الرئيسية ينعكس على أولويات الحكومة ويجعل المجتمع أكثر ميلاً للسلام ويعطي الأولوية للصحة والتعليم

في مقالها بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قالت الرئيسية الليبيرية السابقة، إيلين جونسون سيرليف، إن الثورة الديمقراطية في السودان ما كانت لتتحقق لولا جهود النساء والفتيات اللواتي كُنَّ في طليعة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المخلوع عُمر البشير.

وأشارت سيرليف، الرئيسة الـ24 لليبيريا، وأول امرأة تتولى رئاسة دولة إفريقية في التاريخ، إلى أن المرأة السودانية التي تحملت سنوات من التهميش والتحرش، قد شكلت، وفق بعض التقديرات، نحو ثلثي الحراك الثوري في البلاد، وأصبحت صورة المتظاهرة الشابة آلاء صلاح، التي أُطلق عليها لقب «الكنداكة»، وهي تهتف بقوة ضد النظام السابق، أيقونة توضح القوة الثورية لنساء السودان.

وأوضحت أن إنشاء ديمقراطيات شاملة في السودان الجديد قد يستغرق بعض الوقت، ولا يمكن للاندماج النسوي أن يحدث بمعزل عن مؤسسات ديمقراطية قوية، واحترام القانون، وكلاهما غائب منذ زمن طويل في السودان.

ولكي تعبر هذه الديمقراطيات إلى بر الأمان، يجب أن تتمتع النساء بالسلطة الكاملة، وهذا يعني تجاوز مجرد الحق في التصويت؛ فالنساء يحتجن إلى النساء سلطة حقيقية لصنع القرار، ويجب أن تُسمع أصواتهم في الشوارع وفي جميع فروع الحكومة.

وشددت سيرليف على أن اختيار أكبر عدد من النساء والفئات المهمشة الأخرى في المناصب الرئيسية، ينعكس على أولويات الحكومة ويجعلها تعمل بشكل أفضل. فقد أظهرت دراسات عديدة أن المرأة تميل إلى أن تكون أقل استبدادًا بالحكم وتعمل بشكل أكثر تعاونًا.

ودللت على على ذلك بدراسة أجراها «معهد بروكنجز» الأمريكي في عام 2017. هذه الدراسة تكشف العلاقة الطردية بين المساواة بين الجنسين من جهة ونمو الديمقراطية من جهة أخرى؛ حيث تزداد «حالة السلام النسبي» في البلاد وتقل دوافع العدوانية تجاه البلدان الأخرى، عندما تكون النساء أقل عرضة للمعاناة وتتمتع بمزيد من المساواة السياسية والاقتصادية.

وحددت سيرليف ثلاثة محاور من أجل خروج ما أسمته «ديمقراطية النساء في إفريقيا» إلى النور:

ينطوي الاقتراح الأول على تحديد الحصص لتمثيل النساء على جميع مستويات الحكومة كمرحلة أولى؛ بحيث يتسنى للنساء اكتساب الخبرة السياسية والانتخابية، ويمكن في وقت لاحق إلغاء هذه الحصص تدريجيًا، بحيث تشارك المرأة بشكل طبيعي من منطلق أن المناصب لا تفرق بين الجنسين.

ويتمحور الاقتراح الثاني حول دور المجتمع الدولي في الاستجابة للدعوات الديمقراطية بدلاً من التحرك فقط بعد وقوع المأساة. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق التحذير من بوادر العنف الوشيك، وممارسة الضغط من أجل إجراء حوار مفتوح وضمان حق المرأة في إبداء آرائها وأفكارها.

أما المحور الثالث، فيُركز على دعم النساء والفتيات من خلال تزويدهن بالتعليم المناسب والرعاية الصحية والتمكين الاقتصادي.

كما تمس الحاجة أيضًا إلى تدريب المرأة لشغل المناصب القيادية من خلال تقديم المساعدة للشابات اللواتي لديهن الجرأة الكافية للدخول في مضمار السياسة، إو إنشاء منصات تواصل تمكِّن النساء من المشاركة السياسية وصنع القرار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.