آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير … بقلم: زهير السراج .. حتى لا نعيش في الاوهام !

مناظير … بقلم: زهير السراج .. حتى لا نعيش في الاوهام !

* يجب ان تصارح الحكومة الشعب بكل شيء، خاصة الأوضاع الاقتصادية المأساوية والطريق الشاقة للتصحيح والاصلاح، بدلا من أحاديث الأوهام والاحلام التي تخدر بها الناس .. وإلا سيغرق الجميع بأسرع مما يتوقع أي متشائم!

* البنية التحتية في حالة انهيار كامل في كافة المجالات، حيث دمر النظام البائد كل شيء، وعلينا أن نبدأ من الصفر وهو ما يحتاج الى أموال ضخمة جدا لا نملكها، ولا نستطيع اقتراضها من الخارج، ولا حتى تسولها مقابل السيادة والكرامة الوطنية، ولم يبق سوى الخيار الصعب وهو الاعتماد على النفس .. وهو ما يجب أن يفهمه الشعب (اليوم وليس غدا)، حتى يصبر على مسيرة الاصلاح الصعبة ويساهم فيها!

* مديرة البنك الدولي لمنطقة شرق افريقيا (كارى تيرك) كانت في غاية الشفافية وقالت في الندوة الاقتصادية التي احتضنتها الخرطوم قبل اسبوع، بانه يستحيل على السودان ان يحصل على قروض ومساعدات مالية من الخارج او يستفيد من برنامج إعفاء ديون الدول الأكثر فقرا (هيبيك) إلا بعد تسديد متأخرات مالية تبلغ (16 مليار دولار) من بينها (3 مليار دولار) للبنك الدولي، ما يعنى أن الفرصة للحصول على قروض خارجية (من اية جهة) معدومة تماماً، علما بأن جملة الدين الخارجي للسودان يبلغ ما بين ( 50 – 60 مليار دولار ) تضخمت بسبب عبث وفساد وسياسات النظام البائد الذى توفرت له فرصة تاريخية لتسديد الديون من عائدات النفط التي بلغت اكثر من (100 مليار) في عشر سنوات، ولكنه بددها على ملذاته وفساده، ولم يصرف دولار واحد منها على مشروع واحد ينفع البلد ويبقى للمستقبل، وحتى (سد مروى) الذى كان يتباهى به، تم تشييده من قروض خارجية لا تزال دَينا على السودان!

* بل ان تسديد المتأخرات وحده لن يكفى لفتح الطريق أمام المساعدات الخارجية، فلا بد من وضع برنامج اصلاح اقتصادي صارم واعتماد خطة عمل لمكافحة الفقر على المدى المتوسط والتشاور المستمر مع جهات الاختصاص الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (حسب حديث كارى)، بالإضافة الى رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للإرهاب، وهذه قصة أخرى تحاصرها شروط في غاية الصعوبة على رأسها وجود حكومة مدنية كاملة الدسم تكفل حقوق الانسان والحريات الدينية وتحقق السلام والاستقرار، وإجراء تحقيق مستقل حول الجرائم التي ارتكبت في عهد نظام البشير (ما يعنى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية) والجرائم التي أعقبت سقوطه، وصيانة العدالة والحيلولة دون الإفلات من العقاب، كما قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية (ديفيد هيل) عند زيارته للخرطوم في أغسطس الماضي، بالإضافة الى الاستجابة للشروط الامريكية بشأن مكافحة الإرهاب، بما لا تصلح معه الأماني الطيبة والأحاديث الرومانسية !!

* بالنسبة لاسترداد الاموال المنهوبة، فالطريق طويل وشاق تحفه إجراءات صعبة ومعقدة جدا، وليس مجرد تقديم طلب من الدولة للدول الأخرى للحصول على الأموال المودعة لديها. هنالك ( 8 ) دول على رأسها امريكا وبريطانيا وفرنسا، اصدرت دليلا قبل بضعة اعوام عن كيفية استرداد الاموال المنهوبة توضح فيه الاجراءات المطلوبة لاسترداد الاموال المنهوبة، وهى اجراءات قانونية شاقة ومعقدة جدا تأخذ وقتا طويلا، تبدا في داخل الدولة نفسها وتمتد الى الدول الخارجية، فضلا عن ان كثيرا من الدول لا تلتفت للمطالبة بإرجاع الاموال المنهوبة، ومن النادر أن تنجح دولة في استرداد أموالها المنهوبة إلا بعد جهد ومثابرة وعزيمة وإرادة حقيقية!

* يجب على الحكومة تنوير الشعب بكامل الحقيقة وبكل شفافية، ووضعه في الصورة بكل تفاصيلها السوداوية، ومصارحته بالأوضاع الصعبة التي تنتظره بدلا عن احاديث الاحلام والأماني الطيبة، ولو كنت محل حمدوك لفعلتُ ذلك (اليوم قبل الغد) في لقاء جماهيري إعلامي مباشر يقول فيه كل شيء حتى يفهم الشعب ويتفهم ويساعد، والا كانت العاقبة وخيمة، مأساوية وكارثية، بأقرب مما يتصور أي شخص!

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.