آخر الأخبار
The news is by your side.

أفكار حرة  … بقلم: عبدالحليم عباس .. رسالة غازي

أفكار حرة  … بقلم: عبدالحليم عباس .. رسالة غازي

رسالة غازي صلاح الدين المفتوحة الى الفريق البرهان هي رسالة خطيرة و قد يكون لها ما بعدها. انها بمثابة تفويض سياسي للبرهان و للعسكر أشبه بشيك على بياض،و دعوة للتدخل و تجاوز سفاهة قوى الحرية و التغيير. و لقد احتوت الرسالة على انتقادات لو تم ذكرها في أي بيان انقلاب عسكري لكانت أكثر من كافية للتبرير لهذا الانقلاب، على الأقل بالنسبة لقوى سياسية و اجتماعية كبيرة في السودان.

هذه الرسالة يُمكن أن تفتح الباب أمام رسائل أُخرى توجهها قوى إسلامية للعسكر تطالبهم بالتدخل و وقف عبث قوى الحرية و التغيير بالدولة. بل يُمكن أن تشمل هذه الموجة قوى أُخرى سياسية و عسكرية من خارج التيار الإسلامي. و لقد حملت صحف اليوم تصريحا للجبهة الثورية تطالب فيه بالتفاوض مع المجلس العسكري و ترفض التفاوض مع قوى الحرية و التغيير، و من قبل أبدت حركات دارفورية رفضها لاقحام ممثلين لقوى الحرية و التغيير في وفد التفاوض و طالبت باقتصار الوفد على ممثلي الحكومة و المجلس السيادي.

إن استمر هذا الاتجاه فسنجد أنفسنا أمام تجربة مشابهة للتجربة المصرية: طرف يتواطأ مع العسكر و يريد الانفراد و الاستبداد بالسلطة، و أطراف أُخرى تستنجد بالعسكر و تمنحهم تفويضا سياسيا مجانيا لكي يوقفوا عبث القوى المدنية بالسلطة. و في النهاية الرابح الوحيد هم العساكر. و لو انقلبوا اليوم على أحزاب قحت فسيجدون التأييد تقريبا من كل القوى الإسلامية و أيضا من الحركات المسلحة التي يهمها توقيع اتفاق سلام يحقق لها مكاسبها لا يهم مع من، و سترحب كل القوى التي كانت مشاركة مع النظام السابق و تم اقصاءها من المشهد.

أحزاب قحت بعد أسفرت عن وجهها و عن مطامعها في السلطة و بعد أن كشفت أوراقها ستقف ضعيفة في الشارع، مثلما كانت دائما قبل هذه الثورة، لا يتبعها و لا يثق بها الشعب.

نكرر مطالبتنا لقوى الحرية و التغيير أن تنتبه و أن تمضي نحو التسوية و المصالحة الوطنية قبل فوات الأوان.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.