العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. آن الأوان!
العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. آن الأوان!
ما حدث أمس ينبغي أن يكون سبباً جوهرياً لإجراء الجراحة الكبيرة التي من شأنها أن تحفظ ما تبقى وتعيد صياغة الوضع إلى طبيعته.
وطبيعة الوضع هو أن تكون القوات المسلحة هي بالفعل القوات المسلحة وتفرض سيطرتها على المشهد في مثل هذه الحالات، لا أن تصبح قوات هيئة العمليات في مواجهة قوات الدعم السريع وأن يصبح البلد تحت رحمة مواجهة المليشيات.
وفقاً للبيانات الرسمية التي صدرت أمس من جهاز الأمن ومن المتحدث باسم الحكومة الانتقالية فإن مجموعة من هيئة العمليات رفضت التسويات المالية بعد قرارات التسريح، وردة الفعل لهذه المجموعات أشهرت أسلحتها في الشوارع وأطلقت الرصاص في الهواء وأغلقت بعض الطرق، والمجموعات التي تمردت كانت في مناطق، الرياض، سوبا وكافوري.
إن كانت هذه المجموعات بالفعل تم تسريحها وفي انتظار استلام مستحقاتها فلماذا احتفظت بأسلحتها، ولماذا انتفضت جميع الوحدات في وقت واحد بما في ذلك بعض الولايات، وهل بالفعل استولت المجموعة على مخازن السلاح بعد اعتقال بعض الضباط، أن يكون هناك فرد عسكري مسرّح ولا زال يحمل سلاحه ويمارس القوة فهذا ليس مجرد تذمر من تأخر صرف مستحقات، ولا ينبغي أن يُقابل بالبيانات والتفاوض مع القوة المسلحة، لأن القانون نفسه لا يقول ذلك.
ما حدث أمس هو جرس إنذار لأهمية إجراء الجراحة الصعبة في قطاع القوات العسكرية والأمنية، آن أوان أن تعود القوات المسلحة لوضعها الطبيعي، أن تخرج من خانة المحايد إلى خانة الفاعل الحقيقي في إطار مهامها المعلومة.
طيلة الفترة الماضية ما بعد إعلان الحكومة كان هناك حديث كثيف حول إمكانية أن يكون لجهاز الأمن دور في المرحلة المقبلة، الكثيرون أو الغالبية لا ينتظرون دوراً بل يربطون دوره على الدوام بالتآمر على الفترة الانتقالية، ولأنه جهاز عقدي بشكل كامل فإن الثقة فيه لن تنبني بسهولة، لكن من المهم الآن فتح نقاش جاد حول هيكلته أم حله، الآن الفرصة مواتية لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي أن تتحول أجهزة المعلومات إلى أجهزة معلومات بالفعل وأن تتحول الأجهزة العسكرية إلى أجهزة عسكرية بالفعل.
ذات النقاش ينبغي أن ينفتح الآن حول مصير الدعم السريع التي تأتمر بأمر نائب رئيس مجلس السيادة. حالة الاستقطاب الحادة التي تمددت بعد الثورة بين قوات الدعم السريع وقوات جهاز الأمن والقوات المسلحة نحتاج أن ننهيها بشكل عاجل، وأن تعود القوات المسلحة إلى وضعها الطبيعي، أن نبدأ الآن إعادة صياغة هذا الوضع المختل.
