آخر الأخبار
The news is by your side.

السينما والعادات والتقاليد فى السودان  … بقلم: اكرم ابراهيم البكري

السينما والعادات والتقاليد فى السودان  … بقلم: اكرم ابراهيم البكري

“ستموت في العشرين”، هذا هو اسم الفيلم السوداني الذي حصل على جائزة أسد المستقبل في مهرجان فينيسيا السينمائي، والذي تمرد به مخرجه أمجد أبو العلاء علي حالة السينما في السودان وعلى العادات والتقاليد،التى تمت حشر المجتمع فيها خلال الحقبة الماضية
اقتحم ابو العلاء عالم السينما بعد غيابها عن السودان نحو أكثر من 20 عاما الا من خلال انتاج متقطع لافلام قصيرة ، ووجد فرصته لأن يثور على كل الأوضاع ويخرج تجربة سينمائية تنقل أحوال السودان من خلال طفل يخبره أحد المتصوفين بأنه سيموت في العشرين، ليحول حياته كلها إلى انتظار للموت والاستسلام التام لكل أحداث الحياة. وتزامن هذا العمل مع وجود حراك فعلى وتململ على النظام الحاكم فى السودان الذي فرض قيود ضد الاباع الادبي والسينما وحتى الغناء.

الفيلم وبسبب مقطع جرئي شوهد فى السودان وجد عدد من الانتقادات وهو فى اعتباري امر طبيعي فالسينما انقطت عن الثقافي السوداني قرابة ال20 سنة وحتى ذلك الانتاج المتقطع خلال تلك الفترة كان يحمل خوف الخروج عن ماتمت زراعتة خلال ال30 سنه من دعاوي المشروع الحضاري ولكن مع بدايات التحرر الثوري كان خوض التجربة الانسانية وعكس الواقع السودانى وكسر حاجز الرهبة محفزاً للانتاج السينمائي .
العادات والتقاليد السودانية للعلم من اكثر الموروثات تعظيماً وتقديساً للجنس من بدايات ( الطهور ) والاحتفاء بتلك المناسبة وزيارة النيل والتبرك به

الى رقيص العروس وقطع الرحط والحناء ، والعطور السودانية وحتى الدخان ولبس الهلال دلالة القوة فالقرون ترمز لقوة الكبش والسكسك والودع يرمز للخصوبة هذه العادات كلها فى مجملها تقدس الجنس وتعظمة كما الارض وبعض القبائل لها عاداتها الاخري في شكل رقيص جماعي
ابرة ودرت رقصة العجكو هذه العادات جزء من التراث السوداني

كان من الطبيعي وبسبب التشوة المتعمد الذي حط على السودانيين 30 سنه ان تخرج انتقادات لمشهد من وحى الواقع فى فلم معين فالانتقادات مثل تلك لم تكن لفيلم ستموت فى العشرين ولكنها طالت حتى الروائي العالمي الطيب صالح فى اشهر روايته موسم الهجرة الى الشمال وتحديدً شخصية بت مجذوب التى وصفها احد قيادات المنظومة السابقة بالعاهرة .

والغريب فى الامر بان حتى اصحاب المشروع الحضاري الذي سخر جل الوطن لتنفيذه تناسو التشوه الكبير فى اس الفكر العروبي ومفهوم الجنس في الثقافة العربية كالجواري والغلمان ونحن هنا لا نتحث عن بعد ديني ولكن تاريخ الدولة الاسلامية فى العهد الاموي والعباسي وغيرها .

السينما اليوم صناعة ومن خلال انتاج فيلم محدد تستطيع ان توصل رساله تكفيك عمل عشرات الندوات والمؤتمرات ، هوليود من خلال افلامها رفعت مقدرة الجيش الامريكي ووضعته فى خانه الاسطورة ، ومصر من خلال العمل الدرامي استطاعت ان تنتزع احقية حضارة وادي النيل دون ذكر السودان ، وبوليود الهندية عكست واقعاً جديداً عن الهند القارة .

الابداع ليس له سقف والسينما هى عين الواقع الرساله التى من خلالها يمكننا ان نصل لنقطة بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.