ورطة عبدالحي … بقلم: عبدالرحمن الأمين
ورطة عبدالحي … بقلم: عبدالرحمن الأمين
يعتبر الشيخ عبدالحي من شيوخ النظام السابق وله الكثير من الفتاوى التي فصلها على مقاس النظام في أحداث جسام كانت تتطلب رأي الدين فيها كمسألة التحلل والتي رأى أنه لا مانع منها إذ أعاد اللص المسروقات كما له خطبة شهيرة يحمد فيها الله لزوال الإعتصام والمعتصمين في أحداث مجزرة الإعتصام الشهيرة هذا ولم تعرف له أي مواقف في مساندة هذا الشعب ضد طغيان وإستبداد النظام المدحور مما جعله شيخ الإنقاذ المدلل وصديق الرئيس المخلوع مع أن الإسلام الذي يمثله ينهي عن وقوف العلماء بأبواب السلاطين .
في هذا لفيديو تطالعون قوله بأن قتل الثوار العزل قد أثلج صدور المؤمنين !!
https://www.youtube.com/watch?v=uRc8w8W_2W0
بداية القصة :
في الجلسة الثالثة من محاكمة الرئيس المخلوع التي جرت يوم 31 أغسطس 2019 (والتي شاهدها العالم) جاءت إفادة المخلوع (التي سجلت في مضابط المحكمة) وإستمع إليها الحضور وتم بثها على الهواء كالتالي فيما يخص دعمه لبعض الجهات :
· قناة طيبة الفضائية 5 مليون دولار
· جامعة أفريقيا العالمية 4 مليون دولار
· مستشفى السلاح الطبي مليونين و 250 ألف دولار
الورطة :
لم يكن يدر بخلد الشيخ (عبدالحي) بأن الرئيس المخلوع سوف يفشي الأمر ويصرح بهذا المبلغ الضخم للغاية ولكن الرئيس المخلوع في الجانب الآخر ليس من مصلحته حجب ألمعلومة أو إخفاء أي أموال قام بدفعها وذلك تخفيفاً لكفة ميزانه المثقلة .
وجد الشيخ نفسه في موقف لا يحسد عليه إذ لابد عند إنتشار هذا الخبر أن يقوم بإشعال رأي عام ساخطاً ومندداً به وكاشفاً عن سر موالاته وفتاويه التي كان ينسجها لتنسجم مع ما يقوم به النظام المدحور من بطش وظلم وفساد ، كما أن سخط الشعب لابد أن يناله بسبب إستلامه مبلغاً كهذا في وقت تشهد فيها البلاد فقراً مدقعاً يمس أبسط حياىة المواطنين .
في اليوم التالي كعادتها قامت الصحف ومواقع الأخبار العالمية التي تقوم بتغطية ورصد جلسات المحاكمة بإيراد إفادات الرئيس المخلوع فيما يخص المبالغ التي قام بصرفها بما فيها مبلغ الخمسة مليون الذي سلم لـ(قناة طيبة) وذلك نقلا مما دار في الجلسة وهذه أمثلة لما نشرته بعض الصحف والمواقع الإخبارية :
· موقع العربية
· العنوان الأليكتروني
https://cutt.us/1k73k
· موقع فرنسية 24
· العنوان الأليكتروني
https://cutt.us/8grMj
· موقع صحيفة البيان
· العنوان الأليكتروني
https://cutt.us/PYxbt
حذف الأدلة :
يبدو أن إحساس الشيخ بالورطة لم يجعله ينتبه إلي تلك الصحف والمواقع الإخبارية التي نقلت حديث الرئيس المخلوع وظن مخطئاً أنه من الممكن تلافى الأمر بحذف الجزء الخاص بإفادة الرئيس المخلوع الخاصة بتسلمه مبلخ خمسة مليون دولار من الفيديوهات التي تم تسجيلها والموجودة على اليوتيوب لتلك الجلسة وحذف ما جاء فيها بخصوص المبلغ وقد ساعده في ذلك أن القنوات التي قامت برفع تلك الجلسة على اليوتيوب هي قناته (طيبة) وقناة الجزيرة التي تتبع لتنظيم الإخوان الذي ينتمي إليه .
· في الفيديو الذي يتبع لقناته (طيبة) والذي يمكن مشاهدته على اليوتيوب من خلال الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=zVItdniBzpE
بعنوان :
وقائع الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس السابق البشير كاملة
· يمكنك بسهوله مشاهدة (القص) الذي حدث في الدقيقة الدقيقة 22:54 والخاص بما دفع لقناة طيبة وإختفائه مع ذكر بقية الجهات والأموال التي تسلمتها
· أما في الفيديو الذي يتبع لقناة (الجزيرة) والذي يمكن مشاهدته من خلال الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=y6pKKfRuHlU
بعنوان :
جلسة محاكمة عمر البشير الثالثة بتهمة الثراء الحرام والتعامل بالنقد الأجنبي
فيمكنك بسهوله مشاهدة (التشويش والقطع) الذي حدث في الدقيقة 53:23 الذي خحب ذكر ما دفع لقناة طيبة وإختفائه مع ذكر بقية الجهات الأخرى والأموال التي تسلمتها !
وظن الشيخ (واهماً) وأتباعه أنهم قد قضوا بذلك على الأدلة التي من الممكن أن تثير الشعب عليهم وتشبعهم بلعناته وأفلح في تغبيش رؤية الراي العام وذلك بحذفه للجزء الخاص بما تم دفعه من ملايين دولارات (له) ومن ثم دفع بشاهد للمحكمة يقول أن ما تم إستلامه هو فقط مائة ألف دولار !
ومن حقنا أن نتساءل وقد حذف مقطع الدفع : (أين تصريح الرئيس بأن المبلغ هو مية ألف) إذ لا يوجد ذكر لما دفعه المخلوع للقناة في الفيديو المشار إليه بعد أن تم حذفه؟؟!
لقد وجد الشيخ نفسه في ورطة حقيقية فهو إما أن يعترف بإستلام الخمسة ملايين دولار كما ذكرها الرئيس المخلوع وقيدت في محضر المحكمة فينال سخط الشعب وتكشف أوراقه ويعرض نفسه لقانون الثراء الحرام
أو ينكر ذلك ويصرح بأنها مائة ألف دولار كما (قال شاهده) وبهذا يتنكر لليد التي أمتدت له بتلك الملايين ويضعف موقف المخلوع الذي هو مساءل قضائيا عن (كل مليم قام بصرفها) مما يجعل الأخير يقوم بإثبات الواقعة من خلال الشهود الذين حضروا عملية الإستلام من سكرتاريته أو من (موظفي القصر) .
لذلك عندما إعتلى الشيخ المنبر محاولاً سرد الواقعة ومدافعا عن نفسه قد جاء على ذكر كل شيء إلا (المبلغ) مع أنه هو القضية الأساسية وكانت تلك مناسبة لتوضيح المسألة لإبعاد الشبهة عن نفسه ودرء خطر (الخمسة مليون) وما يجلبه من عار عليه وكشف عن حقيقته !
ولا أدل على ضعف موقف (الشيخ) وإهتزازه إلا هذا السكوت المطبق والصمت التام والذي للأسف يعني شيئا واحدأ وهو أنه قد إستلم (الخمسة مليون دولار) وإلا لكان قد إعتلى المنبر قائلاً :
أيها الناس لقد قال البشير أن المبلغ هو خمسة ملايين دولار وأشهد الله أن البشير كااااذب !!
الختام :
لقد سقط هذا (اللص) المتاجر بالدين آكل أموال اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين وسوف نعمل على الرغم من المسافات التي تفصلنا عن الوطن على تعرية أمثاله من اللصوص الذين يتخذون الدين غطاءا لهم وعلى الجهات المسؤولة أن تستعيد لهذا الشعب الصابر أمواله التي هو في أشد الحاجة إليها .
أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص) .. صدق رسول الله .
حقاً فإن الشيخ في ورطة ولننتظر إن كان بإستطاعته الخروج منها …
