كيف ستزول مصر من الوجود إذا فكرت .. في قصف سد النهضة الاثيوبي ؟
بقلم: ثروت قاسم
1- صدق او لا تصدق ؟
ربما لا تصدق يا حبيب وجود مكاتب بكايات في مصر . مهمة مكتب البكايات تزويد بيوت العزاء ، مقابل أجر ، ببكايات حنجوريات يبالغن في البكاء وذرف الدموع على الميت ، وتعديد مناقبه ومحاسنه وهن لا يعرفن حتى اسمه او اسمها . يؤكد وجود وكثرة مكاتب البكايات، والاقبال الشعبي الكثيف عليها ، على ان المصري يغش ويدلس ويكذب حتى على نفسه ، دعك من الآخر. الغش والافك والتدليس والكذب حتى على النفس ، ومتلازمة الملوص والثلاث ورقات … هذه وتلك من طبائع مغروسة في جينات كل مصري ، يمصها مع لبن امه وهو طفل ، فيكبر وهذه الطبائع جزء من شخصيته لا يستطيع منها فكاكاً حتى وهو يصلي الخمس صلوات في المسجد ، والزبيبة السوداء على جبهته .
الامة المصرية امة ضحكت من تدليسها وافكها وكذبها وغشها الامم ؟
وصفت الآية 45 في سورة الاعراف المصريين حين قالت :
… ويبغونها عوجاً …
نجح سد النهضة في تحويل الدولة المصرية الى مكتب بكايات . فترى الفرعون الاله السيسي يرسل البكايات الى رياح الدنيا الاربعة ، وكل بكاية تبكي ، امام رؤساء الدول ، كيف سوف يعطش سد النهضة مصر والمصريين . تذرف كل بكاية حر الدموع حسرة على العطش الذي سوف يضرب بر مصر بسبب سد النهضة .
نعم وحقاً وصدقاً ، ارسل الفرعون الاله السيسي سحرة الفرعون بقيادة الساحر سامح شكري ، الى دول العالم ليقنعوا ملوكها ورؤسائها بفيروس العطش الذي سوف يفتك بمصر والمصريين بسبب سد النهضة ، وهو فيروس اشد كارثية من فيروسات كرونا وابولا والسار والايدز مجتمعات ، لو كنتم تعلمون . القى سحرة الفرعون ، فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم . ولكن جاء موسى الاثيوبي ، الذي القى عصاه ، فإذا هي تلقف ما يأفكون . فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون . فغُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين . ورغم ذلك لم يُلقى السحرة ساجدين ، واستمروا في ضلالهم القديم ، خوفاً من الفرعون السيسي العظيم .
في يوم الخميس 26 مارس 2020 ، صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن نتائج الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري ومساعدوه خلال شهر مارس 2020 ، والتي كانت تسعى ، في المقام الاول ، لاستمالة عدد من دول حوض النيل والاتحاد الأفريقي لصف مصر وضد اثيوبيا ، لم تأت بالنتائج المأمولة، في ظلّ التزام كل الدول التي زارها الوزير ومساعدوه موقف الحياد . اكدت جميع هذه الدول استعدادها فقط لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، اما الصومال وجيبوتي فقد انحازتا لاثيوبيا بالواضح الفاضح ، ولم تفلح محاولات مصر عن ثنيهما من قرارهما .
كما اعلن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية المصرية ان مصر قد ارسلت مساعدت طبية لدول حوض النيل لمكافحة وباء الكورونا ، ولكن من المشكوك فيه أن تستطيع مصر مساعدة نفسها ، دعك من مساعدة الآخرين .
نعم … كانت نتيجة هذه الجولات أكل خمط وإثل وشئ من سدر قليل ؟
والسبب لان الحق مع اثيوبيا ، وهو ابلج ، ولم تفلح بكائيات مصر في استدرار عطف الدول الافريقية لموقف مصر الباطل.
مساء الاثنين 13 يوليو 2020 ، إنتهت المفاوضات الفنية القانونية الاسفيرية بين مصر والسودان واثيوبيا حول إجراءات ملئ وتشغيل سد النهضة ، بمشاركة 12 مراقباً … إنتهت إلى طريق مسدود … بسبب تعنت ولولوة الجانب المصري ، الذي لا زال يعتبر النيل الازرق ملكاً خاصاً وخالصاً لمصر منذ زمن الفرعون الإله خوفو ، وعروس النيل الاسطورية .
الكرة الان في ملعب رئيس الاتحاد الافريقي وجنوب أفريقيا الرئيس سيريل رامافوزا، الذي ربما دعا إلى لقاء قمة مصغر ثانٍ قبل يوم الجمعة 17 يوليو 2020 ، بغية التوصل إلى اتفاق نهائي … نراه بعيداً ، بسبب التعنت المصري .
يذكر بعض العقلاء مواطنيهم في مصر بان الخيار العسكري كان الوحيد الذي ارغم اسرائيل على التفاوض بعد هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر 1973 . فقد رفضت اسرائيل التفاوض مع مصر بعد انتهاء حرب الستة ايام في 9 يونيو 1967 ، في إطار مبادرة روجرز وقرار مجلس الامن رقم 242 . يدعي هؤلاء وهولاء الاستفادة من درس الماضي ، إذ ان الحرب في عام 1973 كانت اقصر طريق للسلام مع اسرائيل ، وإن الحرب في عام 2020 سوف تكون اقصر طريق لوقف التعنت الاثيوبي حول سد النهضة .
ونسي هؤلاء وهؤلاء السد العالي ، وإنهم يعيشون في بيت من زجاج . لا تستطيع مصر اللجؤ للخيار العسكري لانها تعيش في بيت من زجاج لوجود السد العالي داخل اراضيها الذي يمكن لاثيوبيا ضربه بالمدفع السوبر ، تحت التجريب ، المتواجد في قاعدة قندار العسكرية الاثيوبية ، والذي يتجاوز مداه … الف ميل … المسافة بين قندار واسوان .
تكرم بمراجعة التقرير عن هذا المدفع السوبر …تحت التجربة … على الرابط ادناه :
https://www.popularmechanics.com/mil…-range-cannon/
ضربة واحدة تكفي ، لان المياه المحجوزة خلف السد ، وتتجاوز 164 مليار متر مكعب ، سوف تقوم بالباقي ويصيب مصر ما اصاب قوم نوح ؟
في عام 1967 ، إستفز عبدالناصر إسرائيل وهددها ، فكانت النتيجة أن خسرت مصر كل سيناء ، وقنال السويس ومدن القنال .
في عام 2020 ، يستفز السيسي إثيوبيا ويهددها ، وسوف تكون النتيجة ضياع مصر كلها جميعها بفيضان السد العالي ، الذي يحاكي فيضان النبي نوح .
لم تسطع مصر مواصلة بث الاخبار البديلة والاخفاء والتدليس والكذب ، ببساطة لان وسائط الاتصال الافريقية والدولية قد سبقتها ونشرت الحقائق كما يوضح الرابط ادناه :
https://www.alaraby.co.uk/politics/2…%D8%B6%D8%A9-1
سوف نحكي لكم قصة واقعية من التاريخ الحديث تؤكد تدليس وافك وكذب وغش المصريين ، حتى على انفسهم ، فصاروا اول من يصدق هكذا افك … ولكنه سبحانه وتعالى يستهزئ بهم ويمدهم في غيهم وطغيانهم يعمهون ؟
2-خزان سنار وتعطيش المصريين ؟
فى يوم الأثنين 11 نوفمبر 1918 ، وضعت الحربُ العالميةُ الأولى أوزارها ؛ وبدأت إنجلترة التخطيط لإعادة إحياء الصناعات الأنجليزية . قررت إنجلترة البدء في زراعة القطن طويل التيلة في السودان لتصديره لإنجلترة لتشغيل المصانع الإنجليزية المُعطلة بسبب الحرب . إختارت إنجلترة المنطقة الواقعة بين النيل الأزرق والنيل الأبيض ، منطقة الجزيرة ، شمال سنار لإقامة مشروع كبير لزراعة القطن ، وسمته مشروع الجزيرة . قررت إنجلترة بناء خزان عند مدينة سنار لري مشروع الجزيرة من مياه النيل الأزرق .
بدأت إنجلترة بناء خزان صغير سعته 390 مليون متر مكعب عند سنار على النيل الأزرق في عام 1920 لري مشروع الجزيرة . للمقارنة سعة بحيرة السد العالي عند اسوان 164 مليار متر مكعب … اي 492 مرة اكبر من خزان سنار ، اي السد العالي الحالي يساوي مجموع 492 خزان سنار الحالي .
قامت القيامة في مصر في عام 1920 ، تماماً كما تقوم الآن ، بعد قرن من الزمان … والسبب في الحالتين … الإدعاء الكذوب بتعطيش مصر .
اهلنا المصريون يحاكون آل بوربون الذين لا ينسون ولا يتفهمون الراي البديل ولا يتعلمون ولا يسامحون ، ويدلسون ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ؟
إتهمت الحكومة المصرية إنجلترة بتعطيش الشعب المصري ببناء خزان سنار الذي يخزن 390 مليون متر مكعب فقط لا غير ، من مياه النيل التي تبلغ 84 مليار متر مكعب عند اسوان … اي حجم التصرف السنوي للنيل عند اسوان يساوي اكثر من 215 ضعف حجم المياه في خزان سنار في السنة .
فول حاجات ؟
ولكن مع ذلك إجتاحت المظاهرات شوارع القاهرة ومدن وقرى وزنقات مصر مطالبة بوقف العمل في خزان سنار ، حتى لا يموت الشعب المصري فيها عطشاً ولا يحيا .
نعم … وهكذا مرة واحدة !
قاد المظاهرات رئيس الوزراء سعد زغلول باشا بنفسه ، وفي معيته الوزراء وكبار قادة الجيش وعلماء الازهر الشريف وقادة الاحزاب السياسية … حتى لا يتسبب خزان سنار في موت المصريين عطشاً ، كما يتهمون حالياً سد النهضة بتعطيش مصر .
موت المصريين عطشاً موت واحد ، سواء بخزان سنار في عام 1920 او بسد النهضة في عام 2020 ؟
فتامل هذه المساخر المصرية ، في عام 1920 حول خزان سنار وبعد مائة سنة في عام 2020 حول سد النهضة !
وكان هناك سبب ثان ، وإن كان أقل أهمية وبالف مرة ، لمعارضة مصر الشرسة بناء خزان سنار وإقامة مشروع الجزيرة ، وهو الخوف من منافسة قطن مشروع الجزيرة طويل التيلة للقطن المصري ، ونزع إحتكارية القطن المصري في السوق العالمي . ثم كانت مصر تخشى ان يستقل السودان عنها مالياً فتفقد السيطرة عليه ، وتفقد السيطرة على شراء ذمم ضعاف النفوس من بنيه الذين تأثروا بالثقافة المصرية وإنغرست في وجدانهم ، خصوصاً الطبقة التي نالت حظاً من التعليم يمكنها من قراءة تخرسات المطبعة المصرية !
تحت الضغط المتواصل ، ورغبة إنجلترة إرضاء الحكومة المصرية لعدة أسباب قاهرة وقتها ، أذعنت إنجلترة لطلب الحكومة المصرية واوقفت العمل في خزان سنار ، ورفرفت فكرة إستصلاح مشروع الجزيرة .
ثم وفي يوم الأربعاء 19 نوفمبر 1924 وقعت الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة ، والتي دفعت بريطانيا لبناء خزان سنار الحالي !
نواصل مع الافك المصري