ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 800 عام
الخرطوم : عبدالرحمن الكيال
كشف الدكتور جاد القاضى ، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، عن إقتران كوكب المشترى مع كوكب زحل ، مساء اليوم ، في ظاهرة فلكية نادرة لم تحدث منذ 800 عام .
وقال الدكتور جاد القاضى :” إقتران الكوكبين وهما من كبار كواكب المجموعة الشمسية ، لذلك يطلق عليه الإقتران العظيم أو الأعظم” .
وأضاف رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: “سيفوق إقتراب الكوكبين لمسافة أقل من0.1 درجة قوسية ألمع نجوم السماء في هذه الليلة” .
ويحدث الاقتران العظيم حين يتقاطع مسارا الكوكبين ويصبحان قريبين من بعضهما البعض لدرجة أنهما سيظهران في السماء كما لو أنهما يتلامسان ، فيعطيان الانطباع بأنهما مندمجان ويسطعان ككوكب واحد .
وستكون تلك اللحظة الأكثر قربا بين الكوكبين والتي لم تحدث منذ عام 1623م .
من جانبه أشار الدكتور أسامة رحومة ، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد ، إلى أنه يمكن للمتابعين من الهواه والمهتمين رؤية الإقتران بالعين المجردة ، ولا يوجد خطورة من ذلك ، إلا أنه بمشاهدته من خلال التلسكوب فسنتمكن من رؤية مايعرف بأقمار المشتري الأربعة الكبيرة ، وهي (أوروبا – آيو – كاليستو – جانيميد) .
وأكد الدكتور أسامة رحومة ، أن هذا الإقتران يتكرر كل 20 عاما ، حيث كان أخر إقتران في مايو 2000م ، ولكن لم يكن الإقتران بهذا القدر من القرب من الأرض سوى من 800 عام ، وهذا ما وصف هذا الحدث الفلكي بأنه نادر .
وذكرت الرابطة الفلكية الأيرلندية: “إذا كنت محظوظا بشكل كاف بوجود سماء صافية ستكون قادرا على رؤية هذا الحدث بالعين المجردة في الساعة 17.00 بتوقيت غرينيتش” .
وفي السياق يقول الفلكي ديفيد مور: “بعد غروب الشمس مباشرة أنظر نحو الجنوب الغربي أو نحو الموضع الذي غربت منه الشمس” .
ويضيف مور: “في الواقع ، لا يكون الكوكبان أكثر لمعانا ، ولكن إقترابهما من بعضهما سيجعلهما يبدوان أكثر إلتماعا في السماء ضمن مدى محدود” .
ويتابع الفلكي:” غير أنه ومنذ أشهر ، بدا الكوكبان الغازيان العملاقان يتجهان نحو بعضهما البعض في سمائنا ليلا ، إلى أن يتقابلا في النهاية”.
وأكدت الرابطة الفلكية ، أن المشتري وزحل سيقتربان مرة أخري بمثل هذا القرب في عام 2080م ، ولكن سيكون “من الصعب جدا رؤية ذلك لأنهما سيكونان في شفق الفجر” .
وأشارت الرابطة إلي أن آخر مرة حدث فيها اقتران بين المشتري وزحل بهذه الصورة كانت قبل 379 عاما . وستكون المرة التالية التي يمكن رؤية هذه الظاهرة فيها في 24 أغسطس 2414م .
ويقول إد بلومر عالم الفلك في مرصد غرينتش الملكي: : “لا عجب أن علماء الفلك وهواة مشاهدة النجوم متحمسون للغاية هذه المرة . إنها أكثر من فرصة تحدث مرة واحدة في العمر” .
ويضيف إد: “مشاهدة هذه الميكانيكا السماوية سلطت الضوء على العمليات الفيزيائية التي تقف وراءها ، ووضعت إطاراً لم يسمح فقط بفهم المزيد عن الكون ، بل ساهم في تطورات علمية وإبتكارات لا حصر لها هنا على الأرض” .
جدير بالذكر أن الإقتران العظيم بين المشترى وزحل بدأ منذ أيام وبلغ ذروته اليوم الإثنين بعد غروب الشمس مساءا ، وبداية الليل وبالتزامن مع الإنقلاب الشتوى بالنصف الشمالى للكرة الأرضية .