خطوات نحو استعادة الدولة السودانية المختطفة

وجه الحقيقية…..بقلم: إبراهيم شقلاوي

 خطوات نحو استعادة الدولة السودانية المختطفة.

ظل المراقبون للشأن السوداني ومنذ سقوط حكومة الإنقاذ بقيادة الرئيس البشير يرصدون كافة التحولات السياسية والعسكرية في هذا البلد الذي يتمتع بموقع جيوسياسي مهم علي البحر الأحمر و التي تؤكد شواهدها ان القرار السيادي السوداني بدا مختطفا لصالح قوي اقليمية ودولية تريد أن تشكل الساحة السياسية السودانية وفقا لتصورها الذي ظلت تخطط له منذ زمن بعيد بما عرف بالانتقال المتحكم فيه ذلك حفاظا علي مصالحها وطمعا في الثروات السودانية .. حينها قال رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق صلاح عبد الله قوش ان هناك سته جيوش ودول تتربص بالسودان كذلك اقرأ قائد التمرد محمد حمدان دقلو والذي كان يشغل نائب رئيس مجلس السيادة قبل اعفائه في خطابه الشهير امام الإدارة الأهلية في احدي الإفطارات الرمضانية من العام الماضي ان البلاد مسيرها السفارات.. وحين قال رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الاحتفال السنوي للجيش العام الماضي.. ان هناك تدخل في شؤن البلاد وانهم سوف يمضون في التغير بفهم الجيش.. ذلك مرورا بالإجراءات التي انفرد بالقيام بها عبد الله حمدوك رئيس وزراء الفترة الانتقالية باستدعاء البعثة الاممية برئاسة( فولكر بيرز) دون الرجوع لشركائه في الحكم .. ثم تعديل قانون جهاز الأمن والمخابرات الذي نزع عدد من صلاحياته وجعله مقيدا في حدود جمع المعلومات وتحليلها.. الي ان ظهرت الرباعية الدولية هكذا دون تفويض دولي و بداءات في هندسة المشهد السوداني عبر مراحل ابتدرتها باقصاء القوي السياسية الوطنية ثم فرض ماعرف حينها بدستور المحامين.. الذي قال عنه مبارك الفاضل رئيس حزب الامه الإصلاح تمت صياغته في جنوب أفريقيا ثم قال كمال عمر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي انهم سوف يجعلون الجيش يقبله وانهم يملكون من الوسائل مايجعله واقعا في إشارة الي الاستنصار بقوي اقليمية.

بعد ذلك برز علي السطح الاتفاق الإطاري الذي دعمته قوي الحرية والتغيير حيث مثل مرحلة متقدمة نحو استكمال الهيمنة علي الدولة السودانية.. ضمن تطور المشهد السياسي.. بعدها خرج الي الملأ قيادات قوي الحرية والتغيير بحديث ان الإتفاق الإطاري يمثل المخرج من أزمة الحكم ودونه الحرب واكدت علي المعني القيادية بحزب الأمة مريم الصادق المهدي ان القوي السياسية الموقعة علي الاتفاق الإطاري اذا رات وعرقلة من اي جهة في امضاء الاتفاق والالتزام به سوف تتجه الي خيارات بديله في إشارة مبطنه الي الانقلاب علي الجيش او نحو ذلك.. بعد تلك الأجواء المحتقنة ظهرت قيادات الدعم السريع التي تمت استمالتها لصالح الاطاري وأخذت تتبني خطاب التصعيد الذي كانت ذروته حديث قائد ثاني عبد الرحيم دقلو في قاعة الصداقة في خطاب امام الادارات الأهلية قبل الحرب باسابيع متوعدا الجيش (سلموا السلطة بدون لف او دوران) بعد ذلك كما كان يتابع المراقبين بدأ تحشيد القوات.. حيث دفع الدعم السريع بإعداد كبيرة من قواته الي داخل ولاية الخرطوم والي الولاية الشمالية دون أوامر من القيادة العليا للجيش.. نحو مطار مروي العسكري في خطوة استباقية لتحييد الطيران.. بعدها الجيش أعلن عبر الناطق الرسمي ان هذا الانفتاح غير متفق عليه وانه تم دون أوامر من القيادة.. بدأ واضحا ان الحرب و المواجهة العسكرية.. قد اكتمل نسج خيوطها في ظل غياب تام للأرادة السياسية والشعبية الفاعلة التي باتت متفرجة تنظر بترقب وفجيعة دوان ان تحرك ساكنا.. انتهى بعدها الأمر الي حرب مازالت تعيشها البلاد منذ الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.. ذلك الواقع جسد اختطاف البلاد وارتهان قرارها السيادي لدي القوي الاقليمية والدولية التي رات التخلص من القوي السياسية الوطنية بحانب التخلص من الجيش عبر هيكلة مزعومة.. حيث يعتبر الجيش آخر مؤسسة وطنية متماسة يناط بها حفظ أمن البلاد وسيادتها .

اليوم وبعد مضي عام من الحرب يبدو الامر بات مختلفا.. او فالنقل بدأ يتشكل واقع جديد.. ظهر ذلك بالأمس في خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان امام المتحركات في الخطوط الأمامية بولاية نهر النيل.. (مؤكداً أن هذه المتحركات تعمل ليل نهار للحفاظ على استقرار السودان وضمان وحدته.. مشيدا بإستجابة كافة قطاعات الشعب السوداني لنداء الوطن وإنخراطهم في المقاومة الشعبية لدعم القوات المسلحة في معركة الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة.. مؤكداً أن هذه المتحركات ستخوض معاركها حتى الجنينة بولاية غرب دارفور داعيا إلى ضرورة إستئصال هذه المليشيا من الوجود وأضاف بأنه على ثقة تامة بأن الإنتصار سيكون حليف القوات المسلحة في معركة الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة..) بدا هذا الخطاب مختلفا هذه المرا إذ انه خلاء من حديث عن منبر جدة أو ما تم الاتفاق عليه سابقا ولم يلتزم المتمردون تنفيذه.. يبدو أن البرهان بدأ يقراء من كتاب المواجهة التي ظل السودان يخوضها منذ زمن بعيد ضد قوي الاستكبار العالمي والاقليمي.. يبدو أن قائد الجيش وبعد أن مكث في السلطة خمسة سنوات إستقوى عوده وعرف كيف يحسم خياراته وودع الخوف من داعمي التمرد المحليين والاقليميين والدوليين .. بعد عام من الحرب قرار المواجهة.. السياسية والعسكرية دون تحفظ وقدم نفسه رئيس للمرحلة القادمة بمظهر جديد ظل ينتظره الشعب السوداني الذي سئم الأحزاب والحديث عن الديمقراطية الكذوب .. بذلك يكون.. أحرق أحلام دقلو والحرية والتغير وكافة الطامعين في سلطة دون تفويض وقرر المواجهة العلنية معهم وداعميهم.. يبدو أن زيارة الروس التي وصفت بأنها وضعت قدرات عسكرية واقتصادية كبيرة تحت تصرف القيادة السودانية وانزاعاج الامريكان و الغربيين من العلاقات مع إيران جعلت الرجل ينتبه لقيمة الكروت الرابحة التي يملكها والتي يمكن اللعب بها في المرحلة القادمة.. أيضا هذا موشر جيد لفعالية العمليات في الميدان وسير العمليات العسكرية كما مخطط لها .

يضاف الي ذلك الظهور الجديد للبرهان.. صدور مرسوم دستوري بإجازة مشروع قانون المخابرات العامة لسنة 2010م تعديل 2024 بعد اجازته في الإجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء.. حيث وجه المرسوم مجلس الوزراء وجهاز المخابرات العامة والجهات ذات الصلة وضع المرسوم موضع التنفيذ.
يري المراقبون ان هذا المرسوم يجعل البلاد تستعيد عافيتها وربما قرارها السيادي والذي يطلق يد جهاز الأمن و المخابرات باستخدام سلطاته في حفظ امن وسلامة البلاد من التدخلات الاقليمية والدولية .. حيث برزت تحديات الحرب الاقتصادية بعد أن اوشكت هزيمة التمرد عسكريا في الميدان حيث يحاول الداعمين والاقليميين قيادة حرباً في الميدان الاقتصادي التخريب الاقتصاد والذي تجلت مظاهرها في الزيادة المتصاعدة للدولار وتراجع العملة الوطنية كل يوم بصورة مفاجأة.. والتي سيعقبها شح في السيولة النقدية بلا شك.. ذات الإجراءات التي سبق أن مارسها المتحكمون في المشهد السوداني من قبل والتي ادت الي سقوط حكم البشير وانهيار حكمه.
يبدو أن الأمور تمضي نحو مرحلة جديدة يمكننا أن نصفها بأنها خطوات جادة نحو استعادة الدولة السودانية المخططفة..
دمتم بخير وعافية.. Shglawi55@gmail.com

شارك على
Comments (0)
Add Comment