30 يونيو : بين تصحيح المسار ودعم حكومة الانتقال

لقد كان الخروج العظيم للشعب السوداني- شعب ثورة ديسمبر المجيدة – في ٣٠ يونيو ٢٠١٩ حماية لثورته مفخرة وإعجازا يضاف لمآثر هذا الشعب صانع المعجزات وملهم الشعوب.

وتمر علينا هذه الأيام ذكرى ملحمة ٣٠ يونيو ٢٠١٩ وبلادنا تواجه جائحة كورونا 19، وهي ما زالت تواجه كذلك حلقات تآمر النظام البائد التي ما برحت فلوله تسعى في محاولات يائسة لعرقلة مسيرة ثورته الظافرة طمعا في عودة عهود التيه والقهر والفساد، ولكن هيهات.

ما من شك أن تصحيح مسار الثورة أصبح واجبا مباشرا وملحا تتويجا لتضحيات غاليات بذل فيها الشعب الغالي من أرواح شهدائه ودماء جرحاه ومواجع أسر مفقوديه. وكذلك ما تلقاه المناضلون والمناضلات من صور التعذيب والإهانة والاذلال على مدى ثلاثين عاما مهرا للحرية والعدالة واستعادة العزة والكرامة.

نحب في هذا البيان أن نناشد الثوار بأن يراعوا ما يحيط بهذه المليونية من مخاطر في هذا الظرف الدقيق، الذي يقتضي إتخاذ بعض الاحترازات الضرورية. فمخاطر جائحة كورونا لا تزال ماثلة. كما أن هناك تربصا أصبح مكشوفا من فلول العهد البائد، وتخطيطا هدفه الانحراف بهذه المليونية عن أهدافها المعلنة بحشر شعارات ليست من شعاراتها أو خلق احتكاكات مع الثوار أو القيام بأعمال تخريب لإفساد المليونية ومنح السلطات الأمنية ذريعة لاستخدام العنف ضد مسيرة إحتجاجية سلمية الطابع.

نحن ندعو الثوار أن يبتكروا شكلا جديدا من التعبير. ونقترح لذلك أن يصطف الثوار على طول الشوارع الرئيسة في كل أحياء العاصمة والمدن الاقليمية، بمسافة تزيد عن المتر تطبيقا لموجهات التباعد الإجتماعي. مع الهتاف الهادر المنظم بشعارات إصلاح المسار. أي تجنب خلق تجمع ضخم وسط الخرطوم يفاقم من المخاطر الصحية ويمنح الفلول تركيزا جماهيريا عاليا لإحداث الإختلالات الأمنية. وتقوم لجان المقاومة بتنظيم هذا الإصطفاف، في الشوارع الرئيسية التي تخترق الحي. فهذا يسهل مراقبة الدخلاء من الفلول وأعداء الثورة. من المهم جدا أن تنحصر الشعارات المعدة مسبقا في المناداة بالمدنية واستكمال السلام وكل هياكل الفترة الانتقالية، ومحاكمة قادة ورموز النظام البائد، وتحقيق العدالة لشهدائنا والجرحى والمفقودين، وتطهير أجهزة الدولة من اعداء الثورة، وتبني السياسات الاقتصادية المنحازة لجموع الشعب التي تعاني وتكابد من أجل ضرورات الحياة. على أن يتم كل ذلك بسلمية وقوة إجماع تزلزل الأرض تحت أقدام الحالمين بالردة وتصفية مكاسب الثورة.

المجد والخلود للشهداء والعزة والكرامة والنصر للشعب السوداني العظيم.